حنان العوفي
في دروب الحياة تمر بنا أوقات صعبة ، نتمنى لو كانت قلوبنا ملبسًا يُرتدى ، كي ننزعه عندما يتلوث بجرحٍ قاس لا يمكن لعشرات الكلمات أن تمحوه ، لكن للأسف أن القلوب ترافقنا في كل المواقف، وهي أصدق من ملامح الوجوه التي نستطيع أن نخفي تعابيرها الصادقة بابتسامة حتى لو كانت تلك الابتسامة باهتة ومزيفة يقول الشاعر صنيتان المطيري:
” يا معذبي ما عاد لك في حاجة
ماني على خبرك سواليف ومزوح
جرحٍ مع الأيام يلقى علاجه
وبعض الجروح علاجها نزعة الروح”
عندما يستوطننا الجرح يمتد أثره للروح ، ونقول بعد مرور الأيام أننا قد نسينا وفي الواقع أننا نمارس على أنفسنا بعض الحيل كي نتوهم النسيان ، نحن لا نستطيع أن ننسى الكلمات الجارحة حتى ولو ادعى أصحابها أنها دون قصد ، قد نسامحهم لكن من الصعب أن ترحل الجروح من مسكنها في القلب ، لذلك يتوجب علينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نتلفظ بكلمة قد تدمر حياة إنسان كل ذنبه أن سفنه قد أرست في شواطئنا.أختم بما قالته بشاير الشيباني وقبلها أذكركم أنه ليس للقلوب أقنعة “:
ودي أنسى
إن قلبي كان مرسى
ترمي جروحك عليه
كل ما مريت فيه
بعدها ترحل وتقسى
ودي أنسى”.