متابعات

مخالفات صحية تحت أعين البلدية

جدة – حماد العبدلي

مخابز تفتقد لأبسط مواصفات شروط النظافة .. عمال بملابس رثة وتعمل بأيدٍ مكشوفة ، وعجن في أماكن جاذبة للحشرات ومشبعة بالتلوث .. كل هذا يحدث في أحد المخابز بجوار كوبري العمال شرق جدة مما يهدد صحة المستهلك. التهاون في تطبيق انظمة السلامة الغذائية يطرح اكثر من علامة استفهام عن الإهمال في بعض المخابز ووضعف الرقابة ، وهذا مانرصده ونناقشه.

بداية الخيط كان مع مواطنين مجاورين للمخبز، ووصفوا كيفية ممارسة هؤلاء العمال لعملهم في بيئة متسخة جاذبة لميكروبات تهدد الصحة العامة. وطالبوا امانة جدة بالوقوف السريع على هذا المخبز وغيره في حي الروابي الذي يعد الأكثر في المخالفات في غذاء الانسان.

وحول ذلك شدد عبيد المالكي على ضرورة الجولات الرقابية من الجهات ذات العلاقة وان ضعف المراقبة سوف يمكن هؤلاء المخالفين من التمدد في مخالفاتهم غير مهتمين بالصحة ويقومون بعرض المنتج على محلات التموينات داخل الاحياء مشيرا المالكي ان الصمت المطبق من الجهة الرقابية يعد محيراً للغاية.

من جانبه يتساءل محمد المنتشري: هل اصبحت حياة الناس معرضة للمخاطر على مرأى ومسمع من جهات رقابية تغض الطرف وتتقاعس عن القيام بدورها المطلوب ، وحتى لا تتفاقم المشكلة وتصبح عصية الحل وتلحق الاذى بالمستهلك لابد ان تتحرك فرق التفتيش بالامانة وكذلك مكتب العمل لإيقاف المخالفين المستهترين بما يقدمونه من خبز يفتقد لابسط الاشتراطات الصحية.

وحذر ابراهيم الزبيدي ترك الامور على ما هي عليه دون حلول يهدد صحة المواطنين والمقيمين وينشر المخاطر من خلال التلوث الغذائي ، مضيفا أن الامر لا يقتصر على مخبز انما هناك حالات أخرى تدار بنفس الطريقة حيث تكون بقرب العجن المواد من الخشب وبقايا من البلك وعلب للصابون بجوار فتحة المخبز والاتربة تملأ المكان والعامل يتصبب عرقاً.

وأيضا هناك مخابز التميس التي يلاحظ فيها قيام العامل بفرد الخبز على يديه مكشوفة ومتسخة وملابسه مهترئة ، مؤكدا ان تسجيل المخالفة من مفتش البلدية لا تتجاوز تحريرها بعمل انذار لصاحب المحل ويترك بنفس الاسلوب يعمل ، وهذا الاجراء بلاشك لاينهي التلاعب بحياة الناس واستمرار المخالفات الصحية في المخابز وكذلك المطاعم ومحلات المعجنات التي هي الاخرى لا تقل اهمية من تبعاتها.

* ثقافة النظافة
جانب آخر مهم في القضية يطرحه محمد العجلاني ، فيقول ان ثقافة النظافة في بعض المخابز والمطاعم معدومة والسبب هو ضعف الرقابة وعدم الردع الكافي لمثل هذه النوعية من المخالفات التي تُمارس عمداً تقديم المأكولات بشكل مقزز يتم في الخفاء داخل المخابز. كذلك بعض محلات الوجبات السريعة ، وكثير من حالات التسمم الغذائي حدثت جراء الاهمال في تطبيق النظام على المخالفين ، مشددا على فرض عقوبات صارمة على هذه المحلات التي تتساهل في النظافة وتهدد الصحة العامة .

ويرى مبارك الحربي ان قلة الجولات على الاحياء الشعبية في جدة خاصة جنوبها وشرقها ساهم في انتشار ظاهرة التهاون في التقيد باشتراطات الامانة قبل الحصول على رخصة المحل.

واستغرب الحربي كيفية الحصول على رخصة من البلدية لمكان لا يتوافق مع الاشتراطات التي وضعتها الامانة ، محذرا من التمادي في غض الطرف وترك الحبل على الغارب مؤكدا على ضرورة الرقابة الصارمة على المخابز ومحلات الوجبات السريعة وكذلك المطاعم.

يتفق مع هذا الرأي احمد الزهراني مضيفا بأن بعض المخابز ومحلات الوجبات السريعة تكون محلاتهم على قارعة الطريق دون توافر شروط السلامة الصحية حيث عوادم السيارات والاتربة والحشرات ، وهذا بلاشك استهتار بصحة المواطنين واستخفاف بأنظمة الامانة ، كما ان بعض المعجنات والفطائر تصنع وسط بيئة سيئة ولا يعرف كيف يتم تحضيرها.

فيما يقول ضيف القرني إنه يجب على المحلات التي تبيع الخبز التقيد بالشروط التي تضمن بيع الخبز في أماكن نظيفة بعيدا عن التلوث والغبار وعن ملمس الزبائن، ولكن ما نلاحظه مغاير تماما، حيث يوضع الخبز في مكان غير ملائم للنظافة على اخشاب قابلة لالتقاط الغبار . ايضا ضرورة فحص مركبات النقل للخبز والتأكد من من توفر شروط النظافة.

من جانبه يضع يحيى الشريف المسؤولية على البلدية بشأن ما يحدث في المخابز من مخالفات واضحة وجلية للعيان من قبل العمال الذين لا يهمهم ما يحدث بعد خروج الخبز من بيت النار المهم والأهم الكسب المادي.

* المواصفات
وأضاف الشريف:”هناك اختلاف كبير بين مخبز وآخر من حيث رائحة الخبز إذا تجاوز 24 ساعة أو أقل ويصبح غير صالح للأكل كما أن بعض العمال يتصببون عرقاً وهم يباشرون عجن الخبز وبأيدي مكشوفة تحمل الجراثيم والبعض منهم بجواره أدوات لا يمكن استخدامها للخبز وهم يمارسون عملهم بدون وجود شهادات صحية وهذه مخالفة أخرى”.
وقال إبراهيم السفري:” طالما المراقبة من الجهات ذات العلاقة ضعيفة أو معدومة فسوف تستمر المخالفات والعبث بصحة عامة الناس.”

وتساءل السفري:” أين هي البلدية وحماية المستهلك؟ هذه الجهات غائبة عن المشهد تاركة العمالة الوافدة تمارس كل أنواع المخالفات على الشارع العام حتى وصل الأمر بهم إلى ما نتناوله يومياً نحن وأطفالنا ، ولابد من تحرك سريع وجاد وعلى أرض الواقع لتطبيق نصوص نسمع بها ولا نرى تطبيقها على هذه المخابز المخالفة في وضح النهار”.

ويضيف:” من بداية تحضير الخبز حتى وصوله إلى المستهلك هو غير آمن من بعض المخابز المحاطة بملوثات من كل صوب وحدب ناهيك عن ملابس العاملين غير اللائقة لمثل هذه المهنة ولا يكترثون بالمظهر العام من خلال عملهم ، فكل شيء مستفز للأعصاب وجعل الهواجس الصحية تتسلل إلى قلوبنا مع كل وجبة طعام يكون الخبز الأساسي فيها”.

ويؤكد محمد المحوري على أهمية وضرورة النظافة الشخصية للعامل الذي يؤدي عمله في المخبز وأن يحمل كرتا صحيا ولا يمارس العجن بيده المكشوفة كما هو موجود حالياً ومراعاة جانب نظافة أدوات تحضير الخبز الأولية والمرحلة الثانية من المكائن التي يعبر من خلالها الخبز إلى بيت الفرن.

وشدد المحوري على عدم لمس الخبز باليد من العامل أو المستهلك حتى لاتنتقل ما في اليد من ملوثات إلى الخبز خاصة ، والملاحظ أن عمال بناشر أو ميكانيكا سيارات يأتون وأيديهم ملطخة بالزيوت ويقومون بفرز الخبر بطريقة غريبة دون متابعة من صاحب المحل ويستمر السيناريو حتى نفاذ كمية الخبز وبالتالي يمكن انتقال الجراثيم من إنسان إلى آخر من خلال الخبز.

* شوائب وغش الوزن
وقال بدر الزبيدي لابد من تكثيف الحملات الرقابية المفاجئة على المخابز في الصباح الباكر وفي المساء حيث تنشط عملية تحضير الخبز في هاتين الفترتين لحماية المواطنين والمقيمين من اضرار اهمال صاحب مخبز تجاه المستهلكين فبعض المخابز متهالكة يرى من داخل بيت النار الحديد الضار جداً في حالة التصاقه بالخبز كما أن أرضية المخبز غير صالحة .. حيث تكسر البلك الأحمر وسوء النظافة حول مدخل الفرن كما أن هناك قد يقع غش في نقص الوزن وهذه تحتاج إلى تطبيق اشد عقوبة من اجل ضمان سلامة الجميع”.

وأضاف الزبيدي الأدوات المستخدمة في تحضير الخبز قديمة ومتهالكة وعليها الغبار والشوائب الزيتية ولا تزال يمرر عبرها الخبز في ظل صمت الجهات ذات العلاقة تجاه هؤلاء المخالفين”.

وأوضح حسين اليافعي أن الرقابة الذاتية اولا يجب ان تكون من صاحب المخبز فيما يقدم للناس وان لا يتجاهل دور النظافة في العمال الذين يباشرون ادارة المخبز وان تكون الأدوات التي يستخدمونها في تحضير عجن الخبز في غاية النظافة ليس بوضعها الحالي السيئ بوجود الزيوت الملتصقة على الجدران والغبار وهذه ربما كون بيئة حاضنة للجراثيم وحتى الحشرات كما بين اليافعي ان الدور الرقابي من الجهة المسؤولة البلدية هو من منح هؤلاء العمال فرصة التمادي بالعديد من المخالفات داخل الافران وابرزها النظافة المعدومة تماماً ومما يؤكد ان البعض يمارس العجن بيديه المكشوفتين دون ادنى اكتراث بالضرر على للمستهلك ، وقد يكون هذا العامل لديه امراض لا سمح الله سوف تنقل بسهولة الى شخص اخر طالما انه يعمل بهذه الطريقة في تجهيز الخبز الذي يتناوله عامة الناس بشكل يومي.

لكن ماذا عن أصحاب المخابز ؟
يرى يحيى الناشري صاحب مخبز إن شروط النظافة في المخابز هي الشعار الذي يجب أن يكون لضمان سمعة ما يقدمه المخبز للمستهلك”. وشدد الناشري أنه متواجد على رأس العمل داخل المخبز أثناء التحضير ويراقب عماله بشكل مستمر تلافياً لما يحدث في بعض المخابز الأخرى من تدني مستوى النظافة سواء في المكائن المعدة لهذا الغرض أو العمال الذين يقومون بتحضير الخبز قبل دخوله لبيت النار، مؤكدا أن هذا العمل أمانة في عنق صاحب أي مخبز سوف يسأل عنها أمام الله ونحن حريصون على ذلك وهناك عقوبات داخلية لمن لا يهتم بالنظافة وارتداء القفازات أثناء العجن من أجل سلامة المستهلك وسمعة المحل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *