كتب: حسام عامر
عن مستقبل الإسلام السياسي في تركيا بعد أحداث مصر، أشار باريش موتلو، مدير مكتب إذاعة وتلفزيون تركيا في موسكو إلى الجدل الكبير حول تظاهرات ميدان تقسيم واحتمال تدخل الجيش. وأوضح أن حزب العدالة والتنمية يحكم تركيا منذ أكثر من 10 سنوات حدث خلال تلك الفترة بعض المشاكل مع الجيش بسبب تدخله وتعديلاته على النظام الوطني للتعليم، وزاد التوتر مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، حيث لم يرغب العديد من الضباط في أن يتولى أحد المرشحين الرئاسة في منتصف 2007، ولكن حزب العدالة والتنمية كان لديه علاقات مع بعض قيادات العسكر، ولكن بعد الانتخابات النيابية وحصول العدالة والتنمية على 47% ثم استغلال الحزب الفرصة في مخالفة بعض الضباط القانون، مما أدى إلى معاقبتهم، وأخذت مواقع العسكر تضعف تدريجياً، ولذلك لم يستطيع الجيش الوقوف مكتوف الأيدي أمام التظاهرات.
وأضاف أن حزب العدالة بدأ بإقصاء العسكر من السلطة، مما أدى إلى رفض الشعب لهذا الأمر، إلا أن الحزب استطاع إرجاع الشعبية مرة أخرى مع تغير النظام السياسي إلى ما يشبه جمهورية رئاسية كما في روسيا وفرنسا، ويريد أردوغان أن يكون رئيساً لهذا النمط السياسي.
وبين أنه من الصعب حدوث انقلاب عسكري أو مدني بسبب اختلاف الأوضاع عن العقود السابقة، وهو السبب العام لاستبعاد الانقلاب، أما السبب الداخلي فهو رفض الشعب حدوث أي انقلابات. وأكد أن أردوغان تخلص من نفوذ العسكر، وهذا مؤكد من خلال سير عملية السلام مع المتمردين الأكراد.
من جانبه رأى الخبير في الشئون التركية عمر حاجييف أن حزب العدالة والتنمية ليس على درجة عالية من التجانس، بل يتألف من أنصار النظرة القومية من جهة وأنصار عبد الله غول من جهة أخرى. ولكن عند التحدث عن الإسلام السياسي فإن الحديث يكون عن أنصار النظرة القومية وهم منقسمون أيضاً فيما بينهم، وهذا ما يلاحظ بين نائب رئيس الوزراء ورئيس الوزراء.
وأضاف أن تطور تركيا الاقتصادي في السنوات العشر الأخيرة يعطي انطباعاً جيداً عن السلطة، مبيناً أن انخفاض شعبية الحزب تعود إلى أحداث تقسيم وإقصاء العسكر والأحكام على قيادات الجيش، ومن هنا بدأ رفض الشعب التركي قيام أردوغان بحملات قانونية ضد العسكر، وهذا ما يؤدي إلى ضعف شعبية الحزب وأردوغان.