الأرشيف مقالات الزملاء

لماذا كان الزمن الجميل” ؟ أليست ايامنا اليوم جميلة؟

يكتبها : خالد محمد الحسيني

منذ سنوات قاربت العقدين نقرأ ونسمع عبارة “الزمن الجميل” والايام الجميلة والماضي الجميل .. هل ايامنا هذه أليست جميلة؟
أعتقد ان الاسباب تعود لان ذاك الزمن كان اكثر حميمية وتقاربا وتواصلا وسؤال الناس عن بعضهم البعض والحب الموجود في “الحواري” بين الجيران وصلة القربى والرحمن وبر الوالدين وكل ما هو جميل حتى اذا ما طال الزمن وتحديداً منذ ثلاثة عقود من اليوم بدأ التغيير للاسف واعترى الناس شعور غريب على مجتمعنا تحديداً تباعد – تنافر – طغت المادة وطغت اجهزة التواصل وساهمت في نقل بعض الاخلاق التي اضعفت بل لعلها هدمت الكثير من الاصول والقواعد.
دور البيت
ونال الضعف الدور الطبيعي للبيت للاسف الشديد جداً ولم يعد له المكانة الكبيرة العظيمة اذ هو اول واساس التربية لافراد المجتمع بل تخلت المدرسة عن دورها التربوي الذي سبق الدور التعليمي .. كل هذا شاهدناه نحن الذين عشنا كما قالوا الزمن الجميل.
العودة
من الصعب العودة لذلك الزمن لكن ليس من الصعب عمي ترميم وتعديل وقراءة لكل ما نحن فيه اليوم .. ويحتاج ذلك للمدرسة والجامعة والاعلام وكل وسائل التواصل بشرط وجود الاستعداد حتى لو استطعنا ان نقبض على نسبة من ذاك الزمن وما كنا فيه.
تكفينا بدلاً من ان نضيع ما بقي .. وللأبد.
المستشار .. عصام بصراوي .. الرجل الجميل
شريط الايام والليالي وساعات الزمن نلتقي فيها بالعديد من البشر بعضهم لا تتوقف امامه وبعضهم تظل علاقتك معه علاقة عادية وبعضهم يسأل عنك وتسأل عنه بعض الايام .. لكن هناك رجال تود ان تراهم وتتحدث اليهم دائما لكنهم “كارزما” خاصة طبيعية اجمع عليها الناس “قبولا” وراحة نفسية رغم انك لا تعرفه الا من سنوات قليلة الا انه استطاع ان يجعلك تسأل وتبحث عنه وان غاب فقدت اسباب غيابه , ن هؤلاء المستشار المعروف عصام حسن بصراوي احد الذين تحبهم من المرة الاولى لا تجد في العلاقة معه أية تكلفة او تصنع .. رجل هادئ لا يتكلم الا اذا طلب مه يستمع طوال ساعات لقائك معه وفي حديثه فائدة ورأي صائب بل لان علاقته الكبيرة بالقانون تجعلك تستمع اليه وهو يتحدث في اي قضية تحتاج اي قانوني بأسلوب بسيط مفهوم ومقبول لدى من يسمعه .. يتحلى بصراوي بخلق الجيل القديم وصراحة الراجل ومواقف الكبار.
تعرفنا عليه من بوابة صديقنا المستشار محمد سعيد طيب والاسبوع الماضي احتفل به “ابو الشيماء” بعد ان من الله عليه بفضله ودعونا للمتفضل وقدمنا للبصراوي تهاني الحب والصداقة التي هو اهلاً لها .. عصام بصراوي نموذج للناس الذين تود ان تراهم دائماً ولا تجد فيهم ما يكدر عليك بل حضوره مثال وعوان للصفاء ولا النقاء وحُسن الطوية.
لقاء الهيئة في خميسية العامودي
سررت جدا لحضور الشيخ سليمان احمد علو رئيس هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في جدة في الجلسة الاسبوعية “خميسية الاستاذ المستشار محمد عمر العامودي” قبل اسبوعين وفاتني حضور اللقاء الا انني قرأت عنه في البلاد ثم الكلمة التي كتبها الاستاذ “ابوعلاء” في اخيرة المدينة الاربعاء الماضي .. ومصدر سعادتي هو ردود الفعل التي ظهرت بعد اللقاء وكأنني بأكثر حضور اللقاء لا يعلمون بالدور الذي تقوم به الهيئة وكأنهم يسمعون لحديث “علو” لاول مرة .. ويقود الاسباب ربما لبعض الممارسات القديمة التي تتابعت في العلاقة ما بين المواطن وبعض اعضاء الهيئة في الميدان .. ايضا لانني ومنذ اكثر من ثلاثة عقود بداية بـالبلاد كنت انقل اخبار واحداث الهيئة للقارئ الا انني في السنوات الاخيرة خاصة العقد الاخير وجدت اذانا لا تريد ان تسمع شيئا عن الهيئة ويدللون لك بأحداث هنا وهناك ومنها حادث وفاة “الحريصي” واحداث اخرى لذلك لم يتقبلوا الحديث عن اي جانب ايجابي للهيئة .. ربما ان العهد الجديد للهيئة اكثر وضوحاً واصراراً على التغير وسماع وجهة نظر الناس وتغيير القيادات في المناطق ثم لمرحلة “هدوء” في العلاقة بين الهيئة والناس مع عدم اغفال وجود فريق “يؤجج” اي حادث واي خطأ يعتبر ذلك توجها من القيادة العليا للجهاز.
استمعت الى عدد من حضور الاستاذ العامودي ووجدتهم ينقلون حديث رئيس هيئة جدة. بكل نضوج معتبرين انها مرحلة جديدة قادمة للهيئة ووداع لما كان يحصل من مواقف اساءت للجهاز وكل العاملين فيه.
لكن السؤال الذي لازال يحيرني هل كل ما قيل في السابق عن الهيئة لم يصل للناس .. ام نهم وصلوا لدرجة التفهم والتفريق ما بين اصحاب الخصومة مع الهيئة بدون اسباب واصحاب الرأي والمنطق العاقل نحن مع الهيئة اذا كانت مع الحق ومنع السلوكيات السيئة ولسنا معها في حالة الخروج على قوانين الاداب والنظام.
ارواح رخيصة هدية للوطن
شارك كل مواطن في بلادنا ألم استشهاد العميد عودة البلوي والعريف طارق حلوي والجندي يحيى نجمي بعد ان قدموا ارواحهم رخيصة هدية للوطن.. هدية ثمينة سالت دماؤها الذكية على تراب الوطن..
رجال عاهدوا الله ووافوا بالعهد خرجوا لحفظ الامن ولم يعودوا ابداً .. شارك كل الوطن اسر واهالي وأقارب وابناء الشهداء في الدعاء لهم ووداعهم.. وظهرت اصالة مواطن هذا البلد من خلال ما نشرته الصحف المحلية على لسان واحد “كلنا فداء للوطن” بتصميم ووقفة صادقة مع النفس.
كل بيت في هذه البلاد اعتبر عودة وطارق ويحيى من ابنائهم حزنوا لفراقهم بيد “الغدر” والخيانة وفرحوا لاستشهادهم والنهاية تحت رحمة رحيم وعد بالجنة للشهداء.. ما نشرته الصحف من متابعة اخبارية للحادث المؤلم “اثر” في الناس .. كل الناس واكد في دواخلهم المزيد من الوقوف امام اعداء الوطن أياً كانوا .. جاء الحادث جرس انذار من نوع آخر وبصورة اكثر واقعية .. رجال أمن ودعوا اسرهم وابناءهم حبا للوطن رحمهم الله رحمة واسعة وجبر مصاب اهاليهم واحبائهم .. “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
* ايها الوطن الكبير .. المعطاء .. الودود .. وطني الذي افخر به ويفخر به كل مسلم على وجه الارض.. وطني الذي تنظر اليه اعيم المتربصين والكارهين لما حباه الله من امن واستقرار وسكينة ادامها الله.. وطني الخير والسعادة .. وطني ليس ككل الاوطان .. وطني فريد من نوعه على الارض لا يماثله وطن .. دمت شامخاً رغم الاعداء الذين لن يحققوا بإذن الله مخططاتهم .. وطني به الحرمان الشريفان سيظل بقدرة الله وارادته مصدر اشعاع للخير لكل الناس حتى قيام الساعة .. وطني التلاحم والصدق .. وطني افراده اسرة واحدة لم تفرقهم الاحداث وقسوة الزمان .. هنيئاً لكل من ينتمي اليك ويعيش على ارضك .. يا وطني هذه واحدة من وسائل الحب والعشق لك ولترابك وقيادتك ومواطنوك في كل شبر منك حماك الله .. حماك الله .. حماك الله .. واعاد كيد الحاسدين والحاقدين عليهم دمت خالداً ترفرف رايتك الخضراء بعبارة التوحيد الخالدة دمت بحرمك وكعبتك وبمدينة رسولك صلوات ربي وسلامه عليه.
يا وطن الخير للناس ستبقى بإذن الله ارضاً للسلام والعطاء كما اراد الله لك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *