جدة – مريم برهان
\" انتصر على الضغوط والهموم \" هذا هو عنوان حملة عصرية تهدف الى نشر ثقافة التعامل مع الضغوط وتجنب اضرارها ومخاطرها الصحية .
والتدريب على طرق بسيطة لخفض التوتر والغضب والانفعالات السلبية
كيف تحلل شخصيتك؟ وتنتصر على الضغوط والهموم؟ وكيف تتعامل مع الشخصيات المزعجة المسببة للمشاكل؟
يقول الاستاذ الدكتور / رامز طه استشاري الطب النفسي : عندما يصيبك التوتر والإجهاد ..وتضايقك تصرفات الآخرين فلا تترك دمك يغلي في عروقك وجسمك يلتهق بنيران الغيظ والضغينة .
فالتسامح هو افضل الحلول وهو اقوى وأسرع علاج للغضب والتوتر ومن هنا ركزت الحملة على غرس قيمة التسامح والتدريب على ممارستها عمليا وفق منهج العلاج السلوكي .
ولقد اكدت دراسات علمية عديدة الحقائق التالية عن ضرورة التسامح واضرار الغضب والاتجاهات العدائية :
اكدت دراسات عديدة ان قمع الغضب للداخل بدون التسامح يؤدي الى زيادة معدل النبض وارتفاع ضغط الدم لدى الرجال \" دراسات موركوفيتز، وكولر، وسبيلبرجر ١٩٤ وغيرهم \".
أظهرت دراسات \" سمارت وبودن \" عام ١٩٩٦ أن التقدير المرتفع للذات الى حد الغرور هو احد المحددات الرئيسية للغضب والسلوك العدواني ..لذلك عليك بالتواضع وتجنب كل سلوكيات الغرور .
التسامح يحقق الاسترخاء الروحي والذهني ويزيل شحنات التوتر ويخفض من الأفكار العدوانية والانهزامية الى ادنى حد مما يهدأ الجهاز العصبي والغدد الصماء فتقل هرمونات التوتر والانفعال .
ان الشخصيات التي تعاني من القلق المزمن واضرابات الشخصية اكثرها لا تعرف التسامح ..ولم تجرب لذة العفو .
لتحقيق الثقة بالنفس يجب التخلص من الصراعات النفسية ونزعات الانتقام والانفعالات السلبية والأفكار الانهزامية اولا بأول .
اولى الخطوات التي تعينك على التسامح ان تضع نفسك مكان من صدرت منه الإساءة لتفهم دوافعه وأسباب عجزه واندفاعه هو ما يمكنك من العفو والتسامح بل وامتصاص انفعال المسيء .
لذلك جرب ان تتخلص بسرعة من نار شحنات الغضب التي ثبت انها السببب الرئيسي في معظم امراض القلب وارتفاع ضغط الدم وغيرها وتذكر ان الرسول – صلى الله عليه وسلم – الكريم حثنا علي التسامح والعفو وعلي نفس الدرب سار الصحابة رضوان الله عليهم .
فيحكى عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ان رجلا قال له : \" إنك لا تقضي بالعدل ولا تعطي الجزل، فتغير عمر، وظهر ذلك على وجهه \".
فقال له أحد الحاضرين : يا أمير المؤمنين، ألم تسمع قول الله تعالى : \" خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين \" فقال عمر صدقت وكأنما كانت نار فأطفئت .
وفي النهاية ..التسامح لا يعني الخضوع او السلبية او المطاوعة او الاستسلام للقهر والاستبداد ..انه العفو عند المقدرة ..والتجاوز عن خطأ من أساء بحزم وثقة ..فالتسامح في النهاية قوة واتزان وثقة بالنفس .