د. زامل عبدالله شعراوي
كيف نكون قدوة .. هو عنوان مشروع وطني استراتيجي رفيع أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين امير منطقة مكة المكرمة .
ودعا كل مواطن للمساهمة في المشروع الثقافي والفكري “كيف نكون قدوة” والقيام بدوره في ذلك، مبينا أن المشروع يستهدف رب الأسرة، والمعلم، وإمام وخطيب المسجد، والمسؤول كل في قطاعه.
“كيف نكون قدوة” يحقق الهدف الثاني من أهداف الرؤية التنموية للمنطقة وهو الارتقاء بتنمية إنسان المنطقة ليبلغ وصف القوي الأمين عن طريق دعم الجهود التنموية في منطقة مكة المكرمة ثقافياً وفكرياً وتوعوياً واتصالاً وتنسيقياً وإشراك المجتمع المدني في تحليل المشكلات واقتراح المبادرات.
وقد سعيت إمارة منطقة مكة المكرمة في التكامل التنموي لبناء إنسان المنطقة فقد أطلقت مبادرة جديدة لتنظيم وترتيب فعاليات المنطقة ولجعلها تتكامل لتحقيق الغاية المنشودة وهي “بناءُ الإنسان وتنميةُ المكان” عبر شعار سنوي تقتبس منه الأنشطة المختلفة روحها لتوحيد الرسائل الموجهة لإنسان المنطقة ، تحت شعار “كيف نكون قدوة” .
وقد استهدف المشروع الأب في بيته الذي يسعى جاهداً لتربية أبنائه ليكونوا لبنات صالحة في أرض هذا الوطن المتعطش لسواعد أبنائه، والمعلم في مدرسته والذي يبني كل يوم غراساً نافعاً في عقول الطلاب لينيروا ويرفعوا علم الوطن خفاقاً في كل المحافل، وإمام المسجد الذي يقوم بمهمة عظيمة في تبيان الحق من الباطل وربط محراب الدين بالدنيا لتكوين المؤمن القوي على بينة وبصيرة اقتداء بمدرسة النبوة الطاهرة، وأخيراً المسئول والذي لا يألو جهداً في تيسير وتسهيل مطالب الناس وخدمتهم من موقعه بإحسان.
ونحن جميعاً نوكد على أهمية القدوة في بناء النفس والارتقاء بها لتحقيق الاهداف الاجتماعية المرجوة سواء على مستوى الفرد او الجماعة ومن خلال منتج وطني متميز وملفت ويحاكي الاخرين وهذا ما دعا اليه ديننا الحنيف الذي هو دستورنا في الحياة الذي يتناغم مع مفهوم العصر ومعطاه الحضاري والذي لا يتنافى مع ثوابت الدين والاعراف والتقاليد الاجتماعية وعندما نصل الى هذا المستوى نكون قد استطعنا وضع اللبنة الاولى في صرح قدوة في البناء والعطاء والقدوة الحسنة.
ولأجل إنجاح المشروع تم تعميم شعار «كيف تكون قدوة» على جميع القطاعات الحكومية والخاصة، وجميع الأنشطة والفعاليات في منطقة مكة المكرمة ، إلى جانب تبني الشعار في جميع الأنشطة والفعاليات المقامة في المنطقة عبر الوسائل الترفيهية، التعليمية، الثقافية، الاجتماعية، والرياضية.
وتم وضع مؤشرات نجاح دقيقة وواضحة للخروج بنجاحات ملموسة لتحقيق افضل النتائج ، إلى جانب ذلك هناك لجنة إشراف ومتابعة لجميع الأنشطة والفعاليات في المنطقة للتأكد من استلهام الأنشطة العملية روح شعار العام وهدفه ، تعمل على تقييم وترشيح جميع الأنشطة والفعاليات المقامة في المنطقة عبر لجنة الترشيح لتحديد المبادرات المتميزة في تحقيق رؤية وأهداف شعار العام «كيف تكون قدوة» ، ومن ثمّ تكريم المبادرات والفعاليات والأنشطة المتميزة التي ساهمت في بناء الإنسان عبر تحقيق شعار العام بطريقة عملية مثرية.
ان الاعمال التطوعية التي يزخر بها المشهد الاجتماعي وبكافة انشطتها ومدلولاتها الحضارية وابعادها الانسانية ماهي الا احدى صور هذا العنوان المهم من خلال مانراه ونتابعه بفخر واعتزار ونرسمه لوحة زاهية يصنعها شباب هذا الوطن وهم يقدمون اعمالهم التطوعية في مختلف المجالات من خلال الحملات والمهرجانات والجمعيات وشعارهم هدف واحد وهو المساهمة في توعية الانسان ومشاركته في رسم خريطة المستقبل ومساعدته في الانطلاق نحو البعد الحضاري الذي يجعل العالم من حولنا يقف لنا احتراماً وإجلالاً .
ان ابناء هذا الوطن جديرون في المساهمة في مد الحضارة الانسانية بتقديم أنموذج فكري وثقافي يحقق مفهوم هذا العنوان ويتواكب مع الابعاد التنموية لإنسان هذا الوطن في كافة المجالات ابتداءً من البيت وانتهاءً بكل مرافق الحياة الاجتماعية الرسمية والأهلية .
همسة :
من كلمات صاحب السمو المكي الأمير خالد الفيصل: “ديننا الإسلام ، ودستورنا القرآن والسنة، ومناهجنا إسلامية ، كذلك حياتنا إسلامية ، فكيف لا نكون قدوة ” .