رؤية : ابراهيم السمحان
شعر: أحمد الويمني
(الزعل) ذلك الغول الذي يتربص بكل علاقة ولا يهدأ حتى يفتك بها ويحيلها الى جحيم خانق ، لكن هل كل زعل أو خلاف يؤدي بالضرورة لهكذا نتيجة،أعتقد بأن ثمة حالات عديدة كان الزعل فيها هو المعين الثر الذي أمد الشعر بروائع القصائد،ولولاه لجمدت العلاقة وتكلست وانطفأت وماتت ، فهي بدون هذه الهزات تفقد التجدد وتدخل في مدار حالك السواد،هو الرتابة. وعلى العكس من ذلك،فإن الحياة في ظل هذه الهزات تنساب بكفاءة عالية وتزداد ثراء وتماسكا ، شيء يحدث ،ربما، في حياتنا كل يوم،لكن الشاعر وحده من يفيق من اغفاءته،من يغني،من يراقص الغيوم،حين تنكشف له هذه المواقف بألم ساخر ، ماخر لعباب ممكنات لم يكن ليحلم بها ، جارحا وجه العدم ، مترنما بحواسه المتيقظة ، ومتحركا، في الفضاء الفارق المغاير:
حدثي عن ملح بحرك وانتحاري
واسكبي الالفاظ في سمعي عذوبة
للزعل ف عيونك النجلا مواري
والعتب يضفي على حكيك رطوبه
كيف ارتب لاحمر الورد اعتذاري
وكيف اقدم في رجا الغفران توبه
الضما ينحت فمي والصدر واري
واهج ٍخلا في انفاسي صعوبه
جيت اعزي ذمتي واذكر وقاري
عاشق روحه تضايق من عيوبه
جيت استّر قلب مهمايطيح عاري
تستغيث اصابعه بطراف ثوبه
جيت لك بردان من طول انتظاري
ذاك ليلن شقق عروقي هبوبه
صادقن لوقلت لك ماني بداري
وصادقه لوقلتي اني كل نوبه
بس انا يا حلم عمري واختياري
ي افضل اللي نلت من جزل المثوبه
ماقويت اسجن عنك في وسط داري
واشتياقي من شماله لاجنوبه
اقبلي في ذمتي كنك نهاري
والمطر يسدل على جيدك نصوبه
سولفي عن ملح بحرك وانتحاري
واسكبي الالفاظ في سمعي عذوبه
حدثي عن دفتري كبر الصحاري
واكتبك وتضايق بحرفي دروبه
ان سريتي عاشقك في الهم ساري
وان لفيتي يادوا طعنة جنوبه