شعر: بدر الحمد
رؤية:صالح النعاشي
يقول أحمد شوقي:
ألا ليت البلاد لها قلوب
كما للناس تنفطر التياعا !
يبدو أن هذا الهاجس يدور في عقل كل شاعر بل ربما كل إنسان وهو الذي يتحكم بشعورنا بالغربة والحنين!
هنا بدر الحمد يأتي بالمكان ويجعله ينفطر التياعاً رغماً عنه .. يزرعه في داخل النص أو لنقل يزرع النص في داخله والحقيقه أنه يقوم بالشيئين في وقت واحد معاً!
نص يتحول فيه المكان ، الوقت ، الناس وحتى الأشياء إلى كومة من المشاعر المتزاحمة!
يجول بك في المكان وكأنه يقدم فيلماً وثائقياً عن مدينة وصباح وأحاسيس!
تسلسل متناغم في النص وكأننا أمام سيمفونية ألمانية يعزفها بيتهوفن في صباح برليني خاص!.. مصور محترف يجول بك في زوايا المكان باحثاً عن التفاصيل التي تحول الأشياء إلى روح ناطقة وتحول الناس إلى شركاء في صنع الحدث!
هروب رائع من الشعور بالغربة إلى الدخول في عالم المكان وتفاصيله بمرونة عجيبة وتنقل مدروس!
نص يأخذك بيدك إلى المكان والزمان والإنسان .. إقرأوه بل أقول لكم عيشوا تفاصيله فإنه نزهة مستطابة.
بعض الغلا يشبه صباحات برلين
صاخب ، ومفعم بالحياة،يتجدد
برلين ، وأنفاس الندى فجر تشرين
والشمس خجلى عن شجرها تصدد
والمعطف الشتوي دفا عنق ويدين
وبرد المشاعر .. ف العروق يتمدد
تمشي الشوارع وين مدري على وين
والغيم يحضن غيم ، قبل يتبدد
كل الوجوه اللي تبسم .. عناوين
والدرب الأجمل .. وجهةٍ ما تحدد
الناس ، والدنيا .. تمرك جناحين
وتطير عينك في السما .. ما تردد
ترمي على أول طاولة غربة سنين
يمكن كذا .. احساس الطريد المهدد !
جرب ، شعور المغترب في البلادين
شاعر ، وفي المنفى .. من العوز ندد
والقهوة المرة .. مثل طيف غالين
وأنت الوحيد .. أشلون تقدر تعدد
وقتك يمر ، وف آخر الشارع أثنين
مدري ، من الثاني ، من اللي يتودد ؟
والطاولة القصيا عليها كتابين
أديب ، شاعر ، طالب .. ولا تشدد ؟!
أحيان ما يلقى التساؤل براهين
وأحيان .. من نفسك لنفسك تسدد
لا تبتئس ، عش لحظتك ، (صبح برلين)
يحتاج في كل يوم تصحى تجدد