شعر/ ابراهيم السمحان
رؤية: سليمان الفايز
إبراهيم السمحان منذ أن خطت أصابعه أبجديات النص كان يعشق نوعا من السفر المحموم في أفياء المعاني المتوارية خلف جدار من الشعر السميك .. كان منذ البدء يحمل معولا شفافا يهد فيه ذاك الجدار والأعجب أن يتشظى من أمامه كبقايا لمعالم من طريق يغرف فيه من بحر ! أنا شخصياً أحب نصوص (إبراهيم) ودائما يشدني إليها خيط جميل رفيع لأنه بالتحديد يلغي من تكوين طينتك اللغوية تلك العلاقات والمعهودات الذهنية السائدة .. دائما مايبشرك بفتح جديد يمد ذراعيه في فضاء لامتناه يتوالد .
الرائع في هذا النص أن تمتزج بالمكان وهو يهذي لك بشعوره وانعكاسك عليه ملغيا كل معهود ذهني فيك , فأنت الساكن وهو المتحرك . قد يصل الشعور بأن تكون الجماد وتسلبك الحياةُ الحياةَ وتخلعها على ذلك الجماد فيتحرك حركة مختلفة بقوانين أيضا مختلفة يخلقها ويؤسس لها منذ بداية النص,هنا تكمن الروعة بكامل مشاهدها وتفاصيلها لتعود من جديد في دوامة بيانية..لاتنفك أن تتوالد وتتوالد من جديد وبعطاء أيضا جديد.
مرت بالاوراق عقبك ريح مجنونة
وطارت بها واختلط بالحابل النابل
ضاق الفضا حيل بعيون البلكونة
وكن الشجر طاح , كن الشارع مقابل
للعين , والقار مثل الوحش بعيونه
بين الرصيفين , نادا , والحفى وابل
ينزف خطى المتعبين يردد لحونه
والطير غرقى حزن , غصن الفرح ذابل
في لحظة محددة عندك وموزونة
ذبحت نهر الفرات بمملكة بابل
ترقص بدم السطور اشباح ملعونة
تنعى التماثيل وترد الصدا كابل
ماباقي الا الحجر واطياف دلمونه
وجذور حلم تشيل الطبل والطابل
ونهارك اللي عصر بالروح ليمونه
جفت نواحيه , وقف بك على السابل