يأتي صوت موسيقار الأجيال الرائع محمد عبد الوهاب متسللاً عبر النافذه دافئاً مفعم بالأحاسيس، يتسلل صوته للقلب فيعيد له الحنين وهو يتساءل بعذوبه، كل ده كان ليه لما شفت عينيه؟..
ربما يبدو السؤال بسيطاً ولكنه في غايه الصعوبه، كيف تسرقنا نظره من شخص ما فتتوقف الحياه حينها للحظات، لحظات هي الأغلي في العمر، ربما هي نظره أعادت للقلب الحياه، ربما نظره تصبح وطن لطالما بحثنا عنه، ربما هي نظره لن تتكرر في العمر، فيتسائل القلب كل ده كان ليه؟
ولكنه الحب الذي لا يترك لنا الأختيار، ربما لا نجد أي أجابه مقنعه ولكنه القلب الذي لا يكترث للتساؤلات، ربما لا يؤمن البعض بالحب من أول نظره، لكني لست من هؤلاء، ربما تكون النظره الأولي هي الحب الأصدق في العمر
حينما ينتابك شعور غريب لثوان معدوده ممزوجاً بالسعاده والرهبه لشخص ربما لا تعرف عنه أي شيء سوي انه الحلم الذي لطالما أنتظرته.. فيعيد صوت محمد عبد الوهاب الدافئ ذكريات أول لقاء حينما ردد..
قال لي كام كلمة يشبهوا النسمة فى ليالي الصيف
فاتنى وفي قلبي شوق بيلعب بي وفي خيالي طيف..
حينما تمر نسمه منعشه تجعلك تبتسم، تمنحك لحظات من السعاده، تتمني لو تحتفظ بها طويلاً، كذلك بعض الأشخاص يكون طيف وجودها أشبه بتلك النسمه الدافئه، فتمنحنا السعاده بلا مقابل
بعض الكلمات وأن كانت بسيطه تصبح لنا عمراً كاملاً من السعاده، لأنها من أشخاص لطالما حلمنا بها، ربما أن يلقي علينا التحيه شخص ما ذات صباح، يجعل بكلماته البسيطه يومنا هذا أشبه بالحلم
فينبت في القلب بستان من الورود، أهميه الكلمات تأتي من خلالها أصحابها، من خلال القلب الذي يسمعها كقصائد من الشعر..
ويظل الشوق إليهم يشاركنا كل لحظاتنا، نتخيل طيفهم بجوارنا في كل ما نفعله، نري صورتهم في وجوه الماره، نسمع صوتهم مع كل صوت يحدثنا، نري ملامحهم كلما أغمضنا أعيننا، ويظل هذا الحنين أكبر من النسيان، ويظل صوت محمد عبد الوهاب باقياً..
غاب عني بقى له يومين ما اعرفش وحشني ليه
احترت اشوفه فين وان شفته اقول له ايه..
حينما يصبح غيابهم هو أصعب معاركنا، كيف نواجهه غيابهم، وهم من يأخذون القلب في غيابهم، فيغيب كل شيء في الدنيا بأستثناء ملامحهم، حينما نقرر المسير في طريقهم دون أن نفكر سواء كان الطريق طويل أو مرهق أو قصير
فقط نتبع وقع خطواتهم في الطريق لعلنا نلمس أثرهم، دون أن نتوقف لنتسائل كيف نمضي في الطريق وحدنا، فقط نتأمل طيف ملامحهم من بعيد جداً، ربما يصبح هذا الطريق بلا نهايه ولكنه الحب الذي يجعلنا في منتصف الطرقات بين الحلم والحقيقه..
اللي حيرني واللي غيرني واللي فاتني فحال
نام وسهرني والا فاكرني والا مش عالبال..
ربما يكون هذا السؤال هو الأصعب، حينما تنقلب حياتنا رأساً علي عقب، حينما يصبح وجوده هو كل الحياه، ولكن هل أصبحنا نحن الحياه له؟ أحيانا نتجاهل الإجابات، القلب حين يحب لا يبحث عن الإجابات..
نتسائل في كل لحظه ماذا يفعل الآن، بمن ألتقي وعن أي شيء تحدث، نتخيل ملامحه وأحاديثه، نظل مستيقظين علي أمل لقاء يأتي في الغد، ربما صدفه يمنحها لنا القدر فتكون أسعد أقدارنا، نظل نحلم أن تشرق الشمس من جديد ربما يأتي معها لقاء آخر..