رؤية- ابراهيم السمحان
شعر- مناحي العوفي
يرتقي دائما البعد الانساني إلى البعد الجمالي لذات الإنسان فنقبض عليه من خلال ما يدور بالنص,في مجمله,في إطار بنية لغوية كاشفة,تتأمل في حركتها عوالم النفس الداخلية لتخضعها لشعور واحد هو الخلاص المتمثل بالحلم,نتفيأ تحت ظلاله ليتحمور حول الذات ويكشف لنا من خلال خصوبة المخيلة لإعادة تشكيل الواقع بالحلم فيحكي الشعر عن الشعر والكلمة عن الكلمة ونعود إلى جال الحرف مره اخرى وهنا نقب الشاعر عن ادوات محيطه به وفي تكوينة الذاتي وإحساسه وعواطفه الوجدانيه رسمها في تصوير حاله شعرية بشحنات رمزية ارتبطت باللفظ والكلمة كالهبوب,ودروب الاوهام,ومالاح له من طيوف,ليمتلك دلالة المعنى فيوحي من خلال التعبير واستكشاف دروب الاوهام والمتاهة التي اشعلت القلب وكيف يمكن التحرر منها ومثلها ك/ يد امتدت له من النور للعتمه ومن الحلم للواقع مستشرفا الألم والأمل فيغوص فيهما وفي عمق حقيقة غير مرئية كمحور أخير تنتهي اليه روافذ التعبير وتدور حوله دلالاته الجزئية,وكان من الممكن لهذا المجسد أن يكون ذا فاعلية وحضور مهيمن وقوي,كما في البيتين الأخيرين,لو أعتمدت لغة الحلم كعامل مصاحب لتشكلات النص,من المبدأ للمنتهى,كنا موعودين بمطر من الأسئلة لا ينتهي,وبما يجلو غبار الكآبة أكثر وأكثر,وبزهور تطول وتطول..(مير الحلم لا بين الواقع يذوب),بحيث يكشف عن تفاصيل وجزيئات تحاكي حلمة لرؤية مكتمله للذات حيث لم يخفي أي رموز غير واضحة لفكرة الواعي وكانت احاسيس الشاعر سهله وغير منمقة ولايوجد كثير من الإيحاءات فكان جميل النص خصوصا عندما ربط الحلم بالواقع وللحقيقة لآ أود أن أتوقف عن هذا النص الذي يزخر بمفردات جميلة ورصينة غدت زهور طلناها كمتذوقين للكلمة التي ازدحمت بها عاطفة الشاعر العذبة وان كان أخبرنا هنا(ماطالت زهوره زماني خمها)وآلية الوصف هنا جعلتنا نستمتع انه لم يطلها وطلناها نحن كاشفة شافه عن الذات واتسعت في تحريرها حتى ارتبطت بنا الصورة الشعرية العميقة فالرحلة فوق متن هذا الهبوب متعة لا يضاهيها إلا قراءته والغوص في أعماقه, فإلى هناك.
نستمتع بمتن الهبوب عندما أعطاها الحريه عبر تنهيده حاره بعد أن ضاقت الوسيعة فكانت باقة رائعة بارعة من فكر بحر رحيب وانسجام مشى بنا إلى حيث الإبداع وان خانة الواقع وهنا الإختلاف كان لها طابعا خاصا يتسارع في إلا يقاع ويبطئ لكنه لايتوقف استمر ليزرع الأمل نحو الضوء.
همهمت في وسط صدري وسجتبي دروب
سجة مع درب الاوهام ماثقل دمها
اشملت فيه دقايق وردتني جنوب
وردت قلب الشقاوي خزاين سمها
ماتلينها العزاوي ملينت الصعوب
والصعايب تشتعل بين يدها وكمها
دخلتني في متاهه وضيعت الهروب
وكل ماابديلي بخطوه وقف لي همها
وصرت مثل التايه اللي مضيع له ذهوب
محري فيها وهو تايهن عن يمها
ياعساها ذنب واسلم من ثقال الذنوب
ياعساها بارقة خير وارد جمها
وانثر غبار الكأبه على متن الهبوب
وتسامر مع طيوف خفوقي ضمها
ايه مير الحلم لابين الواقع يذوب
وكل ماطالت زهوره زماني خمها