تقرير- محمود العوضي
كأس العالم لكرة القدم لعام 1962
ذكريات المونديال : هي البطولة السابعة من بطولات كأس العالم لكرة القدم وقد أقيمت عام 1962 في شيلي من 30 مايو إلى 17 يونيو، بعدما أُجبِرَ الاتحاد الدولي لكرة القدم على اختيار دولة لاتينية،
بسبب اقامة البطولتين السابقتين أعوام 1954 و 1958 في دول أوروبية، خوفاً من مقاطعة منتخبات أمريكا الجنوبية مثلما حدث في كأس العالم لكرة القدم 1938.
فاستطاعت تشيلي التغلب على الأرجنتين و الفوز باستضافة البطولة،
بعدما كانت الأرجنتين مرشحة و بقوة لاستضافة الحدث العالمي. و يعود السبب في فوز تشيلي بشرف استضافة منافسات كأس العالم إلى رئيس الاتحاد التشيلي لكرة القدم كارلوس ديتبورن،
الذي ألقى خطاباً في حفل تقديم ملف بلاده، استطاع من خلاله إجبار الاتحاد الدولي لكرة القدم على اختيار تشيلي، عندما ختم خطابه قائلاً: “ليس لدينا شيء، ولذلك يجب أن يكون لدينا كأس العالم”.
وقبل البطولة بسنتين، و تحديداً في عام 1960،ضرب تشيلي زلزال قوي عُرفَ باسم زلزال فالديفيا 1960 (هو أقوى زلزال على إطلاق سجل على سطح الأرض، وصنف بـ 9،5 على مقياس ريبختر؛
ما أدى إلى تدمير كبير في البنية التحتية، فتم لعب البطولة في 4 ملاعب بدلاً من 10،
بسبب الدمار الواسع الانتشار الذي أحدثه الزلازال. هذا الأمر الذي دفع بالصحافة الإيطالية لمهاجمة تشيلي، والتشكيك بمقدرتها على استضافة هذه البطولة؛
بسبب فقرها وجهلها وجشع تجارها وتخلف شعبها. تسببت تلك الكلمات بإثارة التوتر بين الفريقين، الأمر الذي أدى لنشوب حرب بدنية بين الجانبين عرفت باسم معركة سانتياغو.
معركة سانتياجو:
هي المباراة التي جمعت بين المضيف تشيلي وإيطاليا في 2 يونيو 1962، و تعتبر من أكثر المباريات عنفاً في تاريخ كأس العالم لكرة القدم. فشهدت طرد لاعبين من المنتخب الإيطالي،
مع تغاضي الحكم آنذاك الإنجليزي عن طرد لاعبين من منتخب تشيلي، الأمر الذي أدى إلى فوضى عارمة بين الفريقين، وصلت إلى الشجار، والبصق،
مما دفع الشرطة للتدخل أكثر من ثلاث مرات. وانتهى بفوز المنتخب التشيلي بنتيجة 2-0.
فاز منتخب البرازيل باللقب الثاني على التوالي بعد تغلبها على منتخب تشيكسلوفاكيا بنتيجة 3-1 في المباراة النهائية، لتكون هذه هي المرة الثانية في تاريخ المونديال التي يستطيع فيها منتخب الحفاظ على لقبه،
بعد إيطاليا التي فازت بالمونديال أعوام 1934، 1938،
أما المنتخب المضيف تشيلي فقد حصل على المركز الثالث بعد الفوز على منتخب يوغوسلافيا بنتيجة 1-0،
تم استخدام فارق الأهداف للمرة الأولى في كأس العالم 1962 إذا تساوت الفرق في عدد النقاط في مرحلة المجموعات.
للمرة الأولى انخفض معدل أهداف البطولة لـ 2.78 للمباراة في مونديال 1962.
الدولة المضيفة: تشيلي
وقت إقامة البطولة: 30 مايو حتى 17 يونيو (19 يوماً)
عدد المنتخبات: 16 منتخبا من 3 قارات
عدد الملاعب: 4 في 4 مدن
ترتيب الفائزين: البطل (البرازيل)، الوصيف (تشيكسلوفاكيا)، المركز الثالث (تشيلي)، المركز الرابع (يوغوسلافيا).
إحصاءات البطولة
عدد المباريات: 32
عدد الأهداف: 89 بمعدل (2.78 هدف للمباراة)
عدد الحضور: 899,074 (بمعدل 28,096 للمباراة)
التصفيات
المدن والملاعب
سانتياغو (ملعب ناسيونال) – السعة: 66.660 متفرجا.
فينا ديل مار (ملعب ساوساليتو) – السعة: 18.037 متفرجا.
رانكوغا (ملعب برادين كوبر) – السعة: 18 ألف متفرج.
أريكا (ملعب كارلوس ديتبورن) – السعة: 17.786 متفرجا.
نظام البطولة
نظام البطولة كان مشابهًا للنسخة التي سبقتها في عام 1958،
تأهل 16 منتخبا، وتم تقسيمهم على 4 مجموعات،
بطل المجموعة ووصيفها يتأهلون لربع النهائي الذي يلعب بعد ذلك بنظام خروج المغلوب، الفائز كان يحصل على نقطتين، ويمنح التعادل نقطة لكل فريق،
وعلى عكس بطولة كأس العالم 1958 تم الاستناد لفارق الأهداف في حال تساوي المنتخبات في عدد النقاط، ولم يتم اللجوء لمباراة فاصلة لتحديد بطل المجموعة،
ولكن تلعب مباراة فاصلة لتحديد المركز الثاني للمتأهل عن المجموعة في ربع النهائي في حال وصول الفريقين للتعادل حتى بعد الوقت الإضافي،
الأرجنتين هي أول منتخب في تاريخ كأس العالم يخرج من البطولة بفارق الأهداف،
بينما تأهل منتخب إنكلترا كوصيف للمجموعة الرابعة بفارق الأهداف، في أدوار خروج المغلوب إذا تعادل الفريقان في الـ 90 دقيقة وقت المباراة، يتم اللجوء لوقت إضافي لمدة 30 دقيقة، في حال التعادل أيضاً يتم اللجوء للقرعة،
ماعدا المباراة النهائية فقط هي من تعاد، وفي النهاية لم تحدث أي حالة تطلب اللجوء للقرعة أو الإعادة.
ملخص البطولة
كانت التحضيرات لإقامة البطولة تسير بشكل جيد حتى مايو من عام 1960، عندما تعرضت تشيلي لأحد أعنف الزلازل في التاريخ، والذي دمر بعض المنشآت الخاصة بالبطولة، ولكن بعد ذلك تداركت الحكومة التشيلية الأمر،
وكانت هناك جملة لكارلوس ديتبورن الرئيس التشيلي شهيرة قال فيها: ” لا يوجد أمامنا أي شيء سوى إعادة البناء”، وأصبحت هذه الجملة التي تدل على عزم البلاد على استضافة البطولة وتنظيم المونديال شعارا غير رسمي لكأس العالم 1962.
كانت هذه البطولة غير منصفة لبعض النجوم،
فالجوهورة السوداء بيلية أصيب في ثاني مباراة لمنتخب بلاده البرازيل أمام تشيكسلوفاكيا، وحارس مرمى الاتحاد السوفييتي ليف ياشين، الذي يُعتبر ضمن أفضل حراس المرمى في التاريخ لم يظهر بالمستوى المطلوب،
وخسر أمام منتخب تشيلي في ربع النهائي بنتيجة 2-1، وشهدت البطولة ظهور وتألق وجوه مثل أماريلدو بديل بيليه، وغارينشيا في البرازيل، وويليام شوروف حارس مرمى منتخب تشيكسلوفاكيا الذي تألق أمام المجر ويوغوسلافيا وتشيلي،
وكان سببا رئيسيا لحصول منتخب بلاده على المركز الثاني بقائمة لاعبين غير معروفين.
الدول التي تأهلت لربع النهائي، تشيلي التي تغلبت على الاتحاد السوفييتي بنتيجة 2-1،
والبرازيل التي تغلبت على إنكلترا بنتيجة 3-1،
ويوغوسلافيا التي تغلبت على منتخب ألمانيا الغربية بنتيجة 1-0،
وتشيكسلوفاكيا التي تغلبت على منتخب المجر بنتيجة 1-صفر.
النهائي
أقيمت المباراة النهائية لمونديال 1962 بين البرازيل وتشيكسلوفاكيا على ملعب ناسيونال بمدينة سانتياغو يوم 17 من يونيو عام 1962 وأدارها الحكم السوفييتي نيكولاي لاتيشيف،
وسط حضور 68,679 متفرجا، تقدم منتخب تشيكسلوفاكيا في البداية في الدقيقة 15، قبل أن يعادل اللاعب أماريلدو النتيجة للبرازيل في الدقيقة 17، وضاعف زيتو النتيجة لمنتخب السامبا في الدقيقة 69،
قبل أن يؤكد فافا تفوق البرازيل في الدقيقة 78، لتنتهي المباراة بنتيجة 3-1 ويتوج منتخب السامبا باللقب الثاني على التوالي.
الترتيب النهائي
البرازيل – تشيكسلوفاكيا – تشيلي – يوغوسلافيا – المجر – الاتحاد السوفييتي – ألمانيا الغربية – إنكلترا – إيطاليا – الأرجنتين – المكسيك – أوروغواي – إسبانيا – كولومبيا – بلغاريا – سويسرا.
أفضل لاعب
غارينشا (البرازيل)