جدة ــ وكالات
كعادتها لم تتهاون قطر في التطبيع مع الكيان الصهيوني في الخفاء والعلن، إذ يسعى الحمدين دوما إلى إرضائهم بكل الطرق لتكوين علاقة دافئة على حساب العرب وقضيتهم الأولى.ومن ذلك ما قدمه السفير في وزارة الخارجية القطرية محمد العمادي من عرض عبر التلفاز الإسرائيلي يقضي بوقف الطائرات الورقية المحترقة ومسيرات العودة على حدود قطاع غزة مقابل السماح بدخول 5 آلاف عامل من القطاع إلى إسرائيل.
ويأتي عرض العمادي في وقت باتت ظاهرة الطائرات الورقية المحترقة تشكل قلقا واسعا في صفوف الإسرائيليين بعد فشل قوات الاحتلال الإسرائيلي بوقفها رغم مرور أكثر من 100 يوم على بدء إطلاقها من قطاع غزة باتجاه الأراضي الزراعية الإسرائيلية القريبة.
وأقرت وسائل إعلام إسرائيلية في الأسابيع الماضية بفشل الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع هذه الظاهرة التي أتت على آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية الإسرائيلية، وتسببت بخسائر تقدر بملايين الدولارات.
كما فضحت مسيرات العودة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة مما أحرج الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو التي باتت تواجه مطالب دولية متصاعدة برفع حصارها الذي تفرضه منذ أكثر من 13 عاما على القطاع.
وأقر العمادي بأنه ينقل الرسائل ما بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس قائلا: “نعم بالطبع ننقل الرسائل بين الطرفين”، مشيرا في حديثه إلى التلفاز الإسرائيلي إلى أنه التقى في هذا الإطار عدة مرات مع مسؤولين كبار في الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.
وقدم العمادي من خلال التلفاز الإسرائيلي صفقة بشأن 4 إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة منذ العام 2014 تقضي بإفراج إسرائيل عن فلسطينيين أعادت اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة تبادل عام 2011 ، ثم التفاوض بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس مباشرة للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى.
وقال العمادي: “أسرى مقابل أسرى، مشيرا إلى فشل جهوده “الفجوة كبيرة ولا يوجد أي تقدم في هذا الموضوع “.
وبما هو خارج عن المألوف دعا العمادي إلى تفاوض مباشر بين إسرائيل وحماس وقال: “أفضل شيء هو الجلوس إلى الطاولة والتفاوض مباشرة”.
وفي وقت عارض فيه الفلسطينيون اقتراح وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إقامة ميناء في قبرص لنقل البضائع إلى قطاع غزة تحت المسؤولية الأمنية الإسرائيلية الكاملة قال العمادي للتلفاز الإسرائيلي: “حماس لا تعترض على إنشاء ميناء في قبرص تحت إشراف دولي”.
وساوى العمادي ما بين القاضي والجلاد قائلا: “حماس مثل إسرائيل، لا تريد حرباً جديدة”، مضيفا أن حماس منفتحة على هدوء لخمس أو عشر سنوات أو أي مدة أخرى.