كتب- سامي حسون
تصوير : خالد الرشيد ..
في ليلة وفاء لتكريم الكاتب الصحافي الراحل محمد صادق دياب الذي وافته المنية في يوم الجمعة الرابع من جمادى الأولى عام 1432 هـ الموافق للثامن من أبريل 2011 في لندن .. حيث أعاد من جديد الحزن والبكاء لأصدقائه وذويه وذلك بقاعة الشربتلي بنادي جدة الأدبي بجدة مساء الثلاثاء الماضي.
وفي لفته إنسانية من الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس النادي ..قال تقديرا لمكانة العمدة الدياب الأدبية وعطائه الجم ومساهمته الجادة في الحركة الثقافية خاصة في اهتمامه الأصيل بالتراث الشعبي والتقاليد الاجتماعية\"…لابد لنا ان نحتفي به لوفائه ولو بالقليل.
ومن جهة أخرى، طالب الدكتور عاصم حمدان باستحداث جائزة باسم محمد صادق دياب، كما طالب وزارة الثقافة والإعلام بإقامة حفل تكريمي له، وقد وصف الدكتور حمدان صديقه بأنه كان رائدا في مجاله وكان جم التواضع والمعايشة مع جميع طبقات المجتمع ، حيث يجالس الفقراء وكأنه منهم بكل أحاسيسهم، ويرتبط بكبار الشخصيات فتجده لا يفرق بينه وبينهم .
وكان صديقه الوفي الشاعر عبدالمحسن حليت الذي رافق العمدة الدياب في رحلته الأخيرة للعلاج في لندن حيث توفي هناك قد ألقى مرثيته التي كتبها في الراحل، قبل وفاته بثلاثة أيام وهو بجانبه ،كما عرض أدبي جدة فيلماً وثائقياً تعرض إلى جوانب من حياة الراحل محمد صادق دياب.
وفي كلمة شقيق الراحل أحمد صادق دياب قال \"إنني في حيرة مما أقوله عن محمد فهو أخي وصديقي وحبيبي وهو عمود أسرتنا وكان كل شيء بالنسبة لي\".
وسرد جزءاً من سيرة محمد صادق دياب قائلا \"كان أول من تعلم القراءة والكتابة في الأسرة، حيث كان في طفولته يتقمص شخصية عنترة حين يقرأ سيرته على مسمع والدي وجدي\".
وأضاف \"أن الفضل كله في نشأة محمد وتربيته يعود إلى جدتي مريم عشماوي، التي فرغت نفسها لرعايته منذ طفولته وحتى تخرج من الكلية إلى حد أنها انتقلت معه إلى مكة حين كان يدرس هناك.
وقال مخاطباً الحضور \"إنكم تعرفون الكثير عن محمد صادق دياب الكاتب والأديب لكن ما أعرفه إن محمدا كان يرى نفسه فيما يكتب، وكان يفرغ ما في قلبه وعقله على الورق\".
أما عبدالفتاح أبومدين فقد اعتذر بقوله صدقوني إني لا أملك العزيمة التي أستطيع بها أن أقول كلمة واحدة، وأنا أسمع هذا الوفاء من أهل الوفاء وفي بلد الوفاء، ولم اأستطع أن أكتب ما أريد قوله لأني لم أجد العزيمة لأكتب ما ينبغي أن يقال.
ونوه أبومدين بالوفاء الذي اتسم به عبد المحسن حليت لصديقه الراحل، وهو وفاء قل نظيره هذه الأيام.
وسمع الحضور نشيج بكاء الدكتورة إيمان عاشور الطبيبة التي تعمل في إحدى المشافي الوطنية وهي تتحدث عن محمد صادق دياب قائلة \"كان يرسل لي بين الحين والآخر ورقة مع رجل أو امرأة مريضة من فقراء الناس، طالباً مني تقديم المساعدة لهم، وكنت ألبي طلبه قدر المستطاع، وفي فترة مرضه انقطعت هذه الرسائل عني فاتصلت به وهو مريض في لندن والشيء الذي أرادني أن أواسيه به هو قوله لي أرجوك اهتمي بالذين أرسل معهم أوراقا، ثم غصت الطبيبة بالبكاء.
كما تحدث الصحافي فهد الشريف المشرف على ملحق الأربعاء في الزميلة المدينة وهو الملحق الذي تأسس على يد محمد صادق دياب وعبدالله الجفري ووصف الشريف محمد صادق دياب بأنه كاتب كبير بروح متواضعة، متذكرا أول مرة يراه فيها.
في حين تحدث يحيى باجنيد وهو رفيق رحلته في الإعلام والأدب عن سمات خاصة بالراحل وقال \"أبرز ما فيه كانت إنسانيته، كان بسيطاً ونقياً وهو ما لم أستطع أن أجاريه فيه\"، معتبراً أن الزوجة الفاضلة للراحل كانت بمثابة الإسفنجة التي تمتص همومه وآلامه.
وأشاد صالح الزهراني بمآثر الفقيد متذكراً علاقته معه منذ عام 1401 في صحيفة المدينة، قائلاً \"حين عملت نائباً للمدير العام وما أذكره أنه كان دائب السعي لتحصيل زيادات للمحررين ، ولكني لم أسمعه يوما يطلب شيئا لنفسه.
وتحدث عدد غير قليل من الحضور من بينهم سيدات وشبان وأقارب للراحل العمدة وانتهى حفل التكريم بتقديم درع تذكاري من نادي جدة إلى أسرة الفقيد…