عواصم ــ وكالات
لا يخفى على أحد الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة عموماً وفي سوريا خصوصا اذ بدأ النشاط الإيراني واضحاً في سوريا والمنطقة، بعد تفجر ما يسمي بظاهرة الربيع العربي، اذ استغلت طهران الفوضى التي بدأت في سوريا منذ تظاهر السورين ضد نظام بشار الاسد مطلع العام 2012 لفرض هيمنتها ونفوذها من خلال دعم المليشيات الشيعية و محاولة ايصال قيادات محسوبة للسلطة بداية الأزمة.
وعند دخول سوريا مرحلة الحرب زجت ايران بالآلاف من مقاتليها من الحرس الثوري ومليشيا حزب الله في محاولة لتسير المعركة لحساب طهران وبطريقة تمكنها من السيطرة على كل ما تريد، واستمرت ايران باستغلال كل ما هو ممكن سوريا لمساعدتها في نشر نفوذها .
وفى تحدٍ صريح وواضح للمجتمع الدولي وجهوده الرامية لفرض نوع من التهدئة في مناطق الصراع سيما الغوطة الشرقية تمهيدا لخروج المدنيين وايصال المساعدات الانسانية، رفضت طهران الهدنة الإنسانية التي فرضها مجلس الامن الدولي امس الاول في سوريا، في سبيل تحقيق اجندتها الخبيثة على حساب المدنيين
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن الجنرال محمد باقري رئيس أركان الجيش قوله إن إيران والنظام السوري سيواصلان الهجمات على ضواحي دمشق التي يسيطر عليها المعارضة السورية
ونسبت الوكالة لباقر القول ” أجزاء من ضواحي دمشق غير مشمولة بوقف إطلاق النار و(عمليات) التطهير ستستمر هناك”، حسب تعبيره.
وعادة، تتخذ إيران والنظام السوري كلاهما صفة “إرهابيين” لتبرير الهجمات ضد المدنيين، كما هو الحال في الغوطة الشرقية بدمشق.
وفعلياً، تجددت غارات النظام السوري، على الغوطة الشرقية، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن: “استؤنفت عند الساعة السابعة والنصف صباحاً الغارات الجوية بغارتين على منطقة الشيفونية في ضواحي دوما” في الغوطة الشرقية، حيث قتل نحو 519 مدنياً خلال سبعة أيام من القصف.
وذكر المرصد، في وقت سابق، أن غارات جوية استهدفت بعد دقائق من الإعلان عن قرار مجلس الأمن إقرار هدنة في سوريا مناطق في الغوطة الشرقية، خاصة في دوما والشيفونية. وقال المرصد إن طائرات قصفت بلدة الشيفونية في الجيب الخاضع للمعارضة.
ولا تزال الآمال قائمة في قدرة المجتمع الدولي على فرض سريان وقف إطلاق النار بعد أن أبدت الفصائل المعارضة في الغوطة ترحيبها بالقرار الأممي، وقدرة موسكو على لجم النظام الايراني
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية تابعة لجيش النظام قصفت الغوطة الشرقية، بعد دقائق من موافقة مجلس الأمن الدولي على قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما.
وأوضح المرصد، نقلا عن شهود عيان، أن طائرات النظام قصفت بلدة الشيفونية في الجيب الخاضع للفصائل المعارضة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر في الدفاع المدني العامل في الغوطة الشرقية قوله إن “الطيران الحربي جدد، قصفه لبلدة الشيفونية بغارات، كما أطلقت المدفعية السورية نحو 100 قذيفة خلال أقل من 10 دقائق على البلدة، مخلفة قتلى وجرحى ودمارا كبيرا”.
وردت فصائل المعارضة بقصف أحياء في دمشق بحسب ما أفاد المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة.
وأكد المرصد السوري سماع دوي مزيد من الانفجارات جراء سقوط مزيد من القذائف على مناطق في العاصمة دمشق وضواحيها؛ ما يبدد آمال مئات الآلاف من المدنيين العالقين في المنطقة المحاصرة منذ أسبوع وتتعرض لقصف يومي.
وكانت منظمات دولية قد حذرت من كارثة إنسانية في الغوطة الشرقية التي تعد أقرب معاقل المعارضة المسلحة من العاصمة دمشق.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط قتيل واحد على الأقل وعدد من الجرحى في قصف لفصائل المعارضة على منطقة العباسيين ومناطق في مدينة دمشق وأطرافها وضواحيها.