جدة -البلاد
شهدت المملكة خلال السبع سنوات الماضية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العديد من الانجازات الجسورة، فعلى الصعيد الداخلي تجاوزت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في مجال التنمية السقف المعتمد لانجاز العديد من الاهداف التنموية التي حددها اعلان الألفية «للأمم المتحدة عام 2000، كما أنها على طريق تحقيق عدد آخر منها قبل المواعيد المقترحة.
كما تحقق لشعب المملكة في عهد الملك عبدالله وفي اقل من ستة أعوام العديد من الانجازات المهمة، منها تضاعف اعداد جامعات المملكة في اقل من عامين من ثماني جامعات الى اكثر من 25 جامعة، الى جانب افتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات، والاعلان عن انشاء العديد من المدن الاقتصادية، وتوسعة وتأسيس عدد من المطارات الدولية والاقليمية، كما اصدر – ايده الله – بتخصيص ثمانية الاف مليون ريال من فائض ايرادات السنة المالية 25- 1426هـ للاسكان الشعبي في جميع المناطق ليصبح اجمالي المخصص لهذا الغرض عشرة الاف مليون ريال، كما صدرت توجيهاته – حفظه الله – بزيادة رأس مال صناديق التنمية العقاري وبنك التسليف السعودي لدعم ذوي الدخل المحدود من المواطنين واصحاب المهن والمنشآت المتوسطة والصغيرة، الى جانب زيادة رأس مال صندوق التنمية الصناعية وصندوق الاستثمارات العامة لتقديم القروض للمشروعات التنموية في المجالات الصناعية والزراعية والعقارية لرفع عجلة الاقتصاد الوطني. وفي اطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين بتلمس احتياجات المواطنين فقد امر – حفظه الله – بزيادة رواتب جميع فئات العاملين السعوديين في الدولة من مدنيين وعسكريين والمتقاعدين بنسبة (15%)، بالاضافة الى تخصيص (5%) بدل غلاء معيشة تصل خلال ثلاث سنوات الى (15%) من الراتب الأساس، بلاضافة الى زيادة مخصصات القطاعات وتخفيض اسعار البنزين والديزل.
مشروعات الخير
وقد شهدت ميزانية الدولة في عهد الملك عبدالله اضخم ميزانيات عرفتها المملكة، وتم تخصيص مبالغ كبيرة منها لتحقيق نقلة نوعية في مجال تنمية القوى البشرية التي تمثل الدعامة الأساسية للتنمية شاملة، حيث يبلغ عدد ما تم توقيعه من عقود لتنفيذ المشروعات التي طرحت خلال الميزانيات الماضية وتمت مراجعتها من قبل وزارة المالية (3200) عقد تبلغ قيمتها الاجمالية 83الف مليون ريال، وتم توقيع عقود تنفيذ اكثر من 60% منها منذ اعتمادها. وتشمل هذه المشروعات على امتداد الوطن القطاعات التعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة والبلديات، وغيرها من القطاعات الأخرى التي تمس حياة المواطن وتنميته وأمنه واستقرار ورفاهية.
وفي المجال الاقتصادي اثمرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني الى دعم الإصلاح الاقتصادي بشكل شامل لحل الصعوبات التي تواجه الاستثمارات المحلية والمشتركة والأجنبية، ونتيجة لذلك فقد حازت المملكة على جائزة تقديرية من البنك الدولي تقديراً للخطوات المتسارعة التي اتخذتها مؤخراً في مجال الاصلاح الاقتصادي، ودخول المملكة ضمن قائمة افضل عشر دول اجرت اصلاحات اقتصادية وأفضل 23بيئة استثمارية من أصل 178في العالم.
خدمة الحرمين
وشهدت المشاعر المقدسة خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية في الخدمات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ( حفظه الله ) لضيوف الرحمن حجاج بيته الحرام.
وكان المشروع الضخم والفريد من نوعه لتطوير الجسر ومنطقة الجمرات لتكتمل منظومة الأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام بمشعر منى بتكلفة نحو أربعة مليارات ريال ابرز المشاريع التي شهدها الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة خلال السنوات القليلة الماضية.
وامتداداً للرعاية الكريمة والاهتمام المتواصل بالحرمين الشريفين من الملك المفدى صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – على تنفيذ مشروع لتوسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام.. حيث بلغت مجمل المساحة المضافة الى ساحات المسجد الحرام بعد تنفيذ مشروع التوسعة ثلاثمائة الف متر مسطح تقريبا، مما ضاعف الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ويتناسب مع زيادة اعداد المعتمرين والحجاج ويساعدهم في أداء نسكهم بكل يسر وسهولة. فضلاً عن توسعة الصفا والمروة التي أمر بها حفظه الله.
السياسة الخارجية
وعلى الصعيد الخارجي أرسى خادم الحرمين الشريفين قواعد الشراكة والتعاون مع الدول العربية والاسلامية والصديقة، كما اكد على نهج المملكة الثابت من القضايا العربية، وتحقيق الأمن والسلام الدوليين في البؤر المتوترة اقليمياً والعمل على تجاوز الخلافات العربية والاسلامية بما يؤدي الى وحدة الصف والكلمة في مواجهة التحديات التي تشهدها الأمة.. وقد تكللت هذه المساعي الحميدة لخادم الحرمين في التوصل الى «اتفاق مكة» بين الفصائل الفلسطينية، و»صلح الجنادرية» بين الحكومتين السودانية والتشادية، الى جانب الوقوف مع الأشقاء في لبنان لتجاوز آثار العدوان الاسرائيلي وتداعياتها على القوى السياسية اللبنانية، كذلك دعمه للأشقاء في العراق بما يحقق الدماء ويعزز الأمن والسلام للخروج من أزمته.
كما سعى – حفظه الله – الى تبني رؤية العمل العربي المشترك خلال رئاسة المملكة للقمة العربية، وطرح هموم أمته خلال زياراته الخارجية الى عدد من الدول، حيث بدا واضحاً اهتمام الملك عبدالله في تقديم الحلول وتقريب وجهات النظر حيال هذه القضايا، ومن ذلك الموقف الدولي من الصراع العربي – الاسرائيلي، والحرب على الارهاب، والانفتاح الحضاري بين شعوب العالم بما يخدم القيم الانسانية المشتركة.
كما عززت الاتفاقيات الثنائية بين المملكة وعدد من الدول الحضور المميز للمملكة على كافة الأصعدة، وبناء صداقات قائمة على تبادل المصالح، والتعاون المشترك، والانفتاح على التجارب العالمية.
وعلى المستوى الانساني جاءت مبادرته في اجتماع الطاقة بجدة الى استثمار عائدات النفط لدعم الفقراء، والتبرع بمبلغ 500مليون دولار لانشاء صندوق لهذا الغرض الانساني، كذلك ما حملته المعونات الانسانية للمتضررين من الزلازل والأعاصير في عدد من الدول، الى جانب دعم الدول الاسلامية الفقيرة بما يسد احتياجاته التنموية والانسانية.
لقد اتسم عهد الملك عبدالله بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به – رعاه الله – من صفات متميزة ابرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه بأجمعه في كل شأن وفي كل بقعة داخل الوطن، اضافة الى حرصه الدائم على سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات.
ولم تقف معطيات قائد هذه البلاد عندما تم تحقيقه من منجزات شاملة، فهو – أيده الله – يواصل مسيرة التنمية والتخطيط لها في عمل دائب يتلمس من خلاله كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار لهذا الوطن وابنائه، لتتواصل المسيرة عقيدة.. ووطناً وصبراً وعملاً.