تكتبها: جوري الغامدي
للتاريخ الشعري وقفات وحكايات وقصص سجلتها قصائدهم كشاهد عصـر وباتت معها تلك القصائد وثائق تاريخية يعود إليها الباحث ؛ كي يستشهد بها في بحثه التاريخي من جانبه الثقافي والأدبي والاجتماعي …الخ هكذا هو فن القاف المعروف بالأناشيد المطولة والتي كانت وما زالت تقال في الاجتماعات العامة والمناسبات الخاصة ويتناقلها الناس حتى سارت بها الركبان عبر الكثير من الأزمان والأمصار والأقطار وأضحت ذات شهرة كبيرة فيها تتجاوز القصيدة شاعرها شهرة وانتشاراً..ولعل ما يميز تلك القصائد تنوع أغراضها الشعرية بين الفخـر والمدح والرثاء والوعظ وغيره ومنها ما كانت تسجيلاً مباشراً للكثير من الأحداث التي مرت في زمن الشاعر من مفاخر القبيلة وأمجادها التي تحققت ومنها ماكان توسلاً وتذللاً وتوبة إلى الله وقد سمي بشعر ” القاف ” ؛ لأنه يلتزم بالقافية ولعل الشاعر عيظه بن طوير خير من طرق أبواب هذا الفن من خلال قصيدته القافية والتي قالها وقت احتلال دولة الكويت وجاء في مطلعها:
يـادارنـا يـادار فــضـلاً ورضـوان
داراً بهـا عشـنـا سـعيدين واحرار
وختم النشيد بقوله:
يالله يارب الملا تصلح الشان
وجـيـرنـا مـن كـل حـاســد ومــكـار
ياللي كفى ابراهـيم نـارابن كـنعان
ونـجـا مـحـمـد ثاني اثنين في الغار
هذا وصلى الله عـلى خـيـرانـسـان
عـداد مـايـنـهـل مـن وبـل الامـطار
عود إشتعال :
فن ” القاف “فناً أصيلاً خالداً بخلود تلك الأحداث التاريخية والاجتماعية والثقافية فناً يحكي لنا قصصاً في أبياتٍ يعجـز الحرف عن وصفها.