السر الخزين
•• ما اقسى فقد عزيز على حين غرة وما أمر ورود نبأ مضمونه صدمة، رحل شاكر عبدالعزيز وبرحيله انطفأت شمعة ظلت تضئ رحاب (البلاد) ردحاً من الزمن.. رحل وحيداً في صمت متوسداً مرارة الغربة وفراق الديار بما فيها وبمن فيها من أهل وصحاب رحل ولم يترك سوى مسودات ممهورة برسمه ومداد قلم توغل في النزاهة والابداع.
كنت التقيه بين الحين والآخر – بعد أن تركت مقعدي في (البلاد) في مناسبات صحفية خارجة عن نطاق ازيز الماكينات والاحبار وكان كعادته نظيفاً عفيف اللسان صديقاً صدوقاً زميلاً عزيزاً كريماً دمث الاخلاق.
كان ساطعاً مثل ضوء في نفق ،جاداً في حقله مخلصاً في واجباته متوهجاً في أدائه يصول ويجول في كل ميدان وساحة محاوراً يلفت الانتباه متابعاً لكل الصفحات لا فرق عنده بين اقتصاد وتحقيقات ومنوعات وأخبار .كل مهمة عنده سيان يواجهها بعزيمة وخبرة وتفان واصرار كان وظل حتى لحظة رحيله رجل المهام الصعبة ومثل هؤلاء الرجال – في مهنة المتاعب – يقاسون بموازين اللؤلؤ والذهب والمرجان كان مؤمناً بقدره يؤدي ما يوكل إليه دون تأفف أو ضيق أو مجرد انزعاج بل بكل بشاشة وترحاب يواجه الضغوط بالصبر والإيمان.
وظل هكذا وفياً على عهده أمينا كتوماً على أسرار غيره حريصا أميناً في عمله أنيساً في مجالسه ظهيراً في تآخيه رصيناً في طبعه صدوقاً في وعده نبيلاً بشوشاً في سجيته حميما في تعامله وصحبته كان بكل تفاصيله إنساناً.
له الكثير من المناقب يضيق المجال لتسجيلها كما له الكثير من المعارف والأصدقاء منفتحاً على الحياة مؤمناً بقضاء الله ملتزماً بفرائض الاسلام.
رحل العميد بهدوء دون أن يترك لنا فرصة وداع وقد استحق العمودية بحكم عمله الطويل في بلاط صاحبة الجلالة السلطة الرابعة وفي خدمة صحافة الأشقاء.
ولا شيء سوى أن نسأل الله له الرحمة والغفران وأن يحتسبه مع الشهداء والصديقين وأن يلهم زوجته وابنائه وبناته وأهله المكلومين الصبر والسلوان.
وقفة:
رحل الرجل الطيب
(إنا لله وإنا إليه راجعون).