جدة – فاطمة آل عمرو
طالب مجموعة من الشباب والفتيات الباحثين عن العمل، بإلغاء بعض معارض التوظيف التي هدفها ترويجي أكثر منه توظيفي، وقالوا على هامش معرض التوظيف الذي أقيم مؤخرا بجامعة الملك عبد العزيز في مدينة جدة مدة ثلاثة أيام ، أن مثل هذه المعارض تفتقر إلى المصداقية، داعين الجهات المختصة بتشديد الرقابة على المنظمين لمثل هذه المعارض.
(البلاد) استطلعت آراء عدد من الشباب والمهتمين حول الموضوع حيث قال أنس العمري خريج هندسة ميكانيكية:” قدمت أوراقي لأكثر من معرض ولم أجد أي تجاوب من تلك الشركات التي لا تحترم تواجدنا، وأكثر ما آلمني هو دفع تكاليف رحلاتي من مدينة إلى أخرى في سبيل الحصول على فرصة عمل واحدة، أو حتى موعد للمقابلة الشخصية، بل يحدث العكس هو إتلاف تلك الأوراق ورميها في سلة المهملات”.
ولا يختلف عبد الله الحارثي عن زميله، الذي تخرج من نفس الجامعة قبل ثلاثة سنوات، الذي قدم أوراقه لأكثر من خمسين شركة متنقلا من مدينة إلى أخرى، للحصول على فرصته التي طالما حلم بها فيما اعتبر محمود حمدان أن هذا المعرض من أفشل المعارض التي حضرها على الاطلاق، وأنه يفتقر إلى المصداقية، وقال “” أكثر تلك الشركات لا تهتم بالتخصصات وإنما همها الوحيد الحصول على أوراقنا دون النظر إليها، بدون أدنى تقدير أو مسؤولية”. ويرى عمار الحكمي الحاصل على بكالوريوس هندسة سيارات من أمريكا،” ان هذه المعارض السنوية ماهي إلا مضيعة للوقت،
وأنصح الشباب عدم تصديق أكاذيبهم بل وتجاهلها”. هند السلمي التي حضرت أكثر من خمسة معارض في مدينة جدة، تصف تلك المعارض بانها افتراضية، تعتمد على التسويق والدعاية فقط لا أكثر من ذلك، وان اغلب الشركات تقوم بإتلاف الأوراق، دون الالتفات إليها. وشدد المشرف التربوي والإعلامي سلطان المنصوري، أن يتم إسناد ترخيص إقامة بعض المعارض لهيئة توليد الوظائف القادرة على منح أبناء الوطن حقوقهم،
ومنع استغلالهم، وهي الجهة ذات الوعي الكامل في ربط الوظائف بتحقيق رؤية الوطن 2030. من جهة أخرى كشف الخبير الاقتصادي جمال بنون أن نسبة البطالة في المملكة لدى الشباب التي إنخفضت ليس بسبب المعارض والعروض أنما بسبب عزم وإهتمام الدولة لسعودة الوظائف من خلال الأنظمة .
واكد بأن رؤية 2030 أعطت للمرأة مجالاً أكبر ليتم توظيفها والاستفادة منها في الناتج المحلي السعودي. وتوقع بنون بأن تصل الطاقة المستفادة من 30% إلى 31% لصالح المرأة، وأشاد بالدور الذي تقوم به وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عن طريق التطبيقات، وهي عملية سهلة للحصول على وظيفة آمنة. وطالب بنون المعارض بكشوفات وإحصائيات واضحة في نهاية كل معرض من الناحية التوظيفية، مع مراقبة هذه المعارض التي لم تستطع توفير أي فرصة عمل او حتى إحصائية حقيقية من ناحية حجم ما إذا تم فعلا توظيف الشباب، التي لم تعالج البطالة، رغم انها تُقام منذ حوالي خمسة عشر عاماً. كما نصح بنون بعدم التعامل مع هذه المعارض وتشديد الرقابة عليها، ومحاسبة الشركات التي تتلف أوراق طالبي العمل، واكد انها تحول هؤلاء الشباب الى سلعة بهدف الكسب والترويج مع المتاجرة بهم.
ووصف بنون هذه المعارض بانها أشبه بالمهرجانات ولا تختلف عن المعارض الاستهلاكية التي تقام في الفنادق، وأن الجهة المنظمة همها ربحي بحت.