رؤية : عبدالمجيد الزهراني
قرأت مقال نيتشه ووجدت كاتباً مثقفاً وليس عادياً ، لغته مثقفة وسليمة وقارئة ، وكذلك لديه مخزون تاريخي جيد عن بدايات التجديد ، ويجب ان لانحكم قبل نهاية المقالات . الذي لاحظته ان هناك معلومات خاطئة ، صحيح ان سعد الجحدلي من اوائل المجددين لكن من العيب والخلل ان تذكر بدايات التجديد..
دون ذكر احمد الناصر الاحمد وابراهيم السمحان ومحمد صلاح الحربي وعناد المطيري وعواض العصيمي كشاعر ، وخلف الاسلمي .ايضاً لا يمكن حصر فكرة التجديد في مسألة توظيف الاسطورة ،
هناك ثورة هائلة لكسر اللغة والتراكيب اللغوية التقليدية حدثت في الثمانينات ،وكذلك ظهور مايمكن تسميته باللغة البيضاء المثقفة التي يفهمها الجميع ويتداولها مع بداية الانفتاح المعرفي على الحداثة ومفاهيمها المتنوعة ، على مستوى الحياة وعلى مستوى الشعر.المقالة الثانية لعراب النقد الجميل استاذنا سليمان الفايز ، كانت جميلة في لغتها وعمقها النقدي ،
ولكنها كانت اشبه بالعموميات في توصيف قضية كبيرة مثل قضية الحداثة في الشعر العامي ، وهي ان لم تخلو من كثير من الالماحات النقدية الجميلة ، الا انها قالت ماقيل ، وطرحت ماطُرح ، وتناولت المعروف والمشاع عن تمرحلات القصيدة العامية الحديثة ، ولم تأت بكثير من الجديد .اعتقد ان اهم ماتناولته مقالة الاستاذ سليمان الفايز تحديداً ، هو اشارتها للجانب الصحفي والاعلامي في قضية الحداثة ،
ولم تقتصر على الجانب الشعري كما تعودناه دائماً في الكتابات التي تتناول شؤون وشجون القصيدة العامية الحديثة. مقالة الاستاذ سليمان الفايز أشارت بشكل واضح الى احد روافد التجربة الشعرية العامية الحديثة وهو الرافد الاعلامي ، اذ تناولت اسماء لاهم القنوات الصحفية والاعلامية التي شكلت جنباً الى جنب مع الشعراء والنقاد خلق تلك المرحلة وتكونها ، اضافة لتناول الكثير من رموز الصحافة العامية الذين كان لهم دوراً بارزاً في تلك المرحلة .
ليس لدي سوى ملاحظة اخيرة حول مقالة سليمان الفايز ، وهو انها اغفلت او تغافلت بالقصد عن مرحلة الحداثة في الشعر العامي مابعد الثمانينات ، علماً ان المرحلة التي تلك مرحلة الثمانينات هي دائرة او حلقة من سلسلة تمرحلات لايمكن ان يغفلها اي قارىء منصف للتجربة منذ بدايتها وحتى الان .
اختم لاقول ان المقالتين ، التي طرحتهما صفحة (ملامح صبح) للفايز ونيتشة حرّكت ولو قليلاً الماء الراكد في الذاكرة ، حول قضية الحداثة في شعرنا العامي ، وجعلتنا ننشط الذاكرة قليلاً ونكتب ونتحاور.شكراً لهما ، وشكراً للاستاذ هليل المزيني ، على مثل هذا الطرح الجميل والمميز ، والمحفز على القراءة والكتابة في آن.
• شاعر وكاتب رأي