عواصم – وكالات
إيران وقطر.. تقارب مشبوه بين بلدين متناقضين تجمعهما أهداف شريرة، وهو ما يعتبره باحثون غربيون علاقة آثمة لا تجلب سوى الخراب للمنطقة والعالم. فالدولتان أبعد ما يكونان أيديولوجياً وثقافياً وسياسياً.. قطر تلك الإمارة الصغيرة التي من المفترض دولة عربية وجزء من دول مجلس التعاون الخليجي، وإيران التي يحكمها نظام الملالي، البلد المتهم بدعم وتمويل الإرهاب عن طريق مليشيات الحرس الثوري الإرهابي.
ذلك التقارب أثار انتقادات المحللين والمراقبين الغربيين الذين رأوا أن أسلوب النظام القطري تجاه إيران يتبع المبدأ الميكافللي “الغاية التي تبرر الوسيلة” بالرغم من الخلافات الجوهرية في الفكر والمبادئ والسياسة، إلا أن مصالح النظامين طغت على مصلحة الشعب القطري والعربي بأكمله.
وحذرو الباحثون من تبعات ذلك التقارب المتناقض بين هاتين الدولتين ومن مخاطره على أمن واستقرار المنطقة.
وفي هذا الصدد، أكد موقع “ميديا بارت” الفرنسي إلى أن قطر وإيران يتقاسمان خاصية بأنهما يمتلكان أكبر حقل غاز في العالم، إلا أنهما يختلفان في كل شيء سياسياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً، حتى في رؤيتهما المشتركة تجاه مستقبل المنطقة.
وأوضح الموقع الفرنسي، أن ذلك التقارب المتناقض كان أحد الأسباب المنطقة لمقاطعة دول الرباعي العربي لقطر، مشيراً إلى أن ذلك مصير أي دولة تتحالف مع تلك الدولة التخريبية التي تسعى لبث الفتنة والإرهاب بالمنطقة العربية، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي المنطقة الأكثر تكاملاً في العالم. ونوهوا في هذا الصدد بأن اسم إيران يذكر في أي نزاع في المنطقة منذ عام 1979.
وحذر الموقع الفرنسي، إلى أنه مهما كان ذلك التقارب بين طهران الدوحة، فإنه في الحقيقة خطر فادح فلن يجلب سوى الخراب، وبث التفرقة وهي اللعبة التي تنتهجها إيران لاختراق أي منطقة.
ولمزيد من القراءة في المشهد التآمري لقطر وايران ، يرى الخبير الفرنسي المتخصص في الشأن الإيراني أوليفييه لاج إن التقارب هو بين النظامين في الدوحة وطهران لا الشعوب، والقطريون أنفسهم يرفضون ذلك التقارب”،مشيرا إلى أن ذلك التقارب بدأ من قبل الأمير السابق حمد بن جاسم آل ثانِ.
من جهته، رأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بروكسل ، تيري كلينير، أن العلاقات الإيرانية القطرية مسألة نفعية، وهناك استخدام تكتيك واضح للتلاعب والضغط على دول الجوار بكارت إيران،
فيما قال آلان رودييه، ضابط سابق في المخابرات الفرنسية، ومساعد مدير المركز الفرنسي للدراسات الاستخباراتية، والمتخصص في شؤون الإرهاب الجريمة المنظمة، أن تدخل النظام الإيراني، له مآرب أخرى مغايرة للأسباب المعلنة، كنشر مبادئ الثورة المزعومة كما يدعون، إنما محاولة لبقاء الملالي في السلطة بأي وسيلة ممكنة.
وأوضح رودييه أن التدخل في سوريا ولبنان والعراق، جاء لترسيخ “الهلال المذهبي”، الذي يربط بغداد ودمشق وبيروت، في حين أن الأذرع الإيرانية في اليمن والبحرين هدفها استغلال قرب تلك البلدان من المملكة.
من جانبه فسر الخبير الفرنسي التقارب الإيراني مع قطر، بأنه ليس من قبيل صدفة، وإنما له مآرب أخرى، وهو اتخاذ الدوحة ذريعة لوضع قدمها كحجر الأسمنت للتسرب لدول الخليج والقيام بأعمال تخريبية.