طهران ــ وكالات
مرة أخرى تضرب الولايات المتحدة الامريكية موعداً مع إيران ، لتخرج بقرار في الأول من مايو المقبل حول الاتفاق النووي، سيكون له أبعاد واسعة بحسب المراقبين، خاصة في استئصال النفوذ الايراني، الذي اتسعت رقعته في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
ولعل هذا ما توقعه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، وقتما قال: إن على طهران تعزيز علاقاتها مع روسيا، والصين، لمواجهة موقف أميركي متوقع أكثر تشددًا، بعدما قرر الرئيس دونالد ترامب اختيار جون بولتون ليصبح مستشاره للأمن القومي.
ويرى بعض المعلقين، أن ترشيح بولتون هو مسمار آخر يدق في نعش الاتفاق النووي، الموقع أثناء حكم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بين إيران وقوى عالمية، الذي يلقي ترامب نفسه شكوكا عميقة عليه. وقال بروجردي: “استخدام عناصر متشددة معادية لإيران، يؤكد أن الأميركيين يسعون لمزيد من الضغط على إيران”، وفق ما ذكرت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء.
ويعد بولتون، الذي عين محل إتش.آر. مكماستر، من الصقور الجمهوريين الذين يؤيدون استخدام القوة العسكرية مع إيران، إذا استدعى الأمر ذلك، وهو من أشد المعارضين للاتفاق النووي الإيراني، الذي وقعته القوى الكبرى في يوليو عام 2015.
وفسر مراقبون التغيير الجديد الذي أحدثه ترامب بعد وقت قصير من إقالة وزير الخارجية ريكس تليرسون، وتعيين مايك بومبيو، بأنه يهدف إلى تعيين مسؤولين يتفقون مع تطلعاته في السياسة الخارجية، التي تأتي في وقت مفصلي.
وتتزامن هذه التغييرات مع قرب انتهاء المهلة الأخيرة التي أقرها ترامب لتمديد الالتزام بالاتفاق النوي الإيراني، شرط أن يتم تعديله من جهة، ومع اقتراب لقاء قمة متوقع بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي بحلول مايو المقبل، من جهة ثانية.
ويقول دبلوماسيون أميركيون: إنه مع تعيين بولتون، سيكون فريق ترامب للسياسة الخارجية أكثر انسجاما مع مقاربة الرئيس، وأقل تعرضا للمواقف والتصريحات المتناقضة، كما كان الأمر مع وزير الخارجية المقال ريكس تليرسون، ومع عدد من المسؤولين السابقين في الإدارة.