استمرارا لجهود المبذولة للحفاظ على طائر الحباري من الانقراض، أقامت المملكة محميات لإكثاره وإعادة إطلاق فراخه لتعيش في الحياة الصحراوية.
وطائر الحباري هو طائر متنوع التغذية يعيش في المناطق الجافة المفتوحة؛ ولأنه الطريدة الأساسية للصقارين العرب، فقد اعتبر للمعنيين بالحياة الفطرية والاستخدام المتجدد للموارد الطبيعية أولى بالرعاية. وتعود أسباب تناقص أعداد طائر الحباري في المملكة العربية السعودية إلى الصيد الجائر، وتدهور بيئاته الطبيعية نتيجة للرعي الجائر والتطور الزراعي، حيث تحوّل الحباري من طائر واسع الانتشار والتكاثر في المملكة إلى مجموعات صغيرة متفرقة خاضعة للحماية في محمية حرة الحرة أقصى شمال المملكة.
وللحفاظ على هذا الطائر الصحراوي من الانقراض في المملكة تأسس مشروع إكثار الحباري في الأسر في المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية. وكان الهدف الرئيسي للمشروع تكوين مجموعة تتكاثر ذاتياً تحت ظروف الأسر تعطي إنتاجا من فراخ الحباري يُعاد توطنيها في البيئات المناسبة في المملكة.
وقد نجح المركز في تفقيس أول بيضة للحباري في عام 1989م، ونتيجة لتحسين طرق التلقيح الصناعي والتحضين، وتزامن ذلك مع نتائج الأبحاث الفسيولوجية التكاثرية والتغذية والنمو للحباري. وقد تمكّن المركز من إنتاج أعداد كافية تم أول إطلاقها في الطبيعة في عام 1991م في محمية محازة الصيد. وبين عامي 1991 – 1998م بلغت أعداد الطيور المطلقة في المحمية 330 طائرا. وقد بدأت الطيور بالتكاثر طبيعيا في المحمية في عام 1995م وسجلت أول أعشاش للحباري في وسط المملكة بعد انقطاع دام أكثر من أربعين عاما.
وبعد عشر سنوات من العمل تمكّن المركز من إكثار الحباري بأعداد كبيرة سنويا بلغت 300 طائرا في عام 1999م. وتواصل النجاح بإنتاج أكثر من 2000 طائر حباري خلال عشر سنوات من بداية العمل في المركز.