جدة ــ وكالات
واصلت الدوحة سياسات خفض أسعار بيع النفط الخام إلى الشركات الآسيوية، في محاولة “يائسة” من تنظيم الحمدين للحفاظ على مواردها المالية من تصريف النفط القطري بأسعار متدنية.وقالت مصادر تجارية، إن قطر للبترول باعت شحنتين من خام الشاهين تحميل سبتمبر المقبل، بأقل علاوة سعرية في 4 أشهر في ظل انخفاض الطلب الآسيوي أثناء ذروة موسم صيانة مصافي التكرير.
وبيعت الشحنتان إلى يونيبك وليتاسكو بعلاوة 35 سنتا في المتوسط فوق أسعار دبي المعروضة وهو أقل مستوى منذ بيع شحنات تحميل مايو الماضي في مارس 2018.
وتراجع متوسط سبتمبر 2018 تراجعا حادا أيضا عن علاوة عطاء الشهر السابق البالغة 1.20 دولار.
وقبيل العطاء بيعت شحنات الشاهين بعلاوات تزيد على 50 سنتا للبرميل فوق أسعار دبي حسبما ذكرته المصادر.
وفي الشهر الماضي باعت قطر شحنات بعلاوات خصم قدرها 12 و14 سنتا عن الأسعار المعروضة لخام دبي، ثم ارتفعت علاوات الخصم إلى 51 سنتا لمبيعات شهر يونيو الماضي.
وتستغل شركات النفط، ضعف الموقف التسويقي للخام القطري الذي يحتاج إلى مصافٍ تكرير خاصة؛ حيث قامت شركات يابانية مؤخرا بالتفاوض المباشر على شراء خام الشاهين اعتبارا من أبريل الماضي، بدلا من طرحه في مزايدة تنافسية بين الشركات.
ويعتمد اقتصاد قطر بصورة رئيسية على العائدات من المبيعات الهيدركربونية، التي تشمل النفط والغاز، والذي يواجه بالأساس صعوبات وتحديات كبيرة الآن، إثر قطع كل من المملكة والإمارات العربية والبحرين ومصر في يونيو 2017 العلاقات الدبلوماسية، وخطوط النقل مع قطر بسبب دعم الدوحة للإرهاب.
في غضون ذلك أعربت صحيفة “لوموند” الفرنسية، عن مخاوفها من مصير العمال الأجانب في قطر، في ظل استمرار حالات الوفاة بين العمال، بسبب سوء الأوضاع المعيشية.
وتحت عنوان “قلق حول مصير عمال قطر أشارت الصحيفة إلى أنه لا تزال المخاوف حول مصير العمال الأجانب في مواقع بناء الملاعب القطرية، في ظل استمرار ارتفاع حالات الوفيات جراء ظروف العمل وإهمال أمن وسلامة العمال، مع محاولات التغطية المستمرة على بيانات وإحصاء العدد الحقيقي للوفيات.
وطبقاً للصحيفة فان هناك مواقع لم تنته فيها بعد أعمال البناء التي سيقام عليها المونديال، منها (الوكرة)، تلك المنطقة التي تقع على حافة جنوب الدوحة، وهي الآن عبارة عن هيكل أسمنتي، ومن المفترض أن تنتهي قبل نهاية العام”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “خلال الأشهر الماضية، كان المراقبون الدوليون يتساءلون ما إذا انتهت أعمال البناء في قطر، وهل سيكون القطريون جاهزين في الوقت المناسب، ما جعل المسؤولين القطريين يحاولون إيجاد حل فوري على جثث العمال الأجانب القائمين على أعمال البناء”.
وسردت “لوموند” الظروف المجحفة التي يعمل فيها العمال وتسببت في وفاة المئات، منها ارتفاع درجة الحرارة التي تتجاوز 50 درجة مئوية إلى جانب نظام العمال الأجانب و إخضاع العمال للاضطهاد أو الترحيل دون مقابل مادي الأجانب تحت إرادة أصحاب العمل في الدوحة، ويحظر عليهم التصرف في أي شيء أو تغيير وظائفهم أو حتى مغادرة البلاد دون إذن الكفيل.
ونقلت الصحيفة شهادات العمال الذين رفضوا الكشف عن هويتهم خشية استهدافهم من قبل السلطات القطرية، موضحة أن آلاف العمال المهاجرين الذين ينحدرون من أصول آسيوية والذين يعملون في مواقع البناء، يجدون أنفسهم في ظروف أشبه بـ”الرق والعبودية”، ونوهت بأن “ما يحدث في قطر يدق ناقوس الخطر حول انتهاك أبسط حقوق الإنسان”.
ودعت “لوموند” منظمات المجتمع المدني إلى إغاثة هؤلاء العمال، وإجراء تحقيقات استقصائية حقيقية على أرض الواقع، والضغط على السلطات القطرية لإلغاء نظام الكفالة.
ولفتت الصحيفة إلى ما أوردته صحيفة “الجارديان” البريطانية، في تحقيق استقصائي لها عام 2013، وكشفت عن تلك الكارثة المدوية، موضحة أن “اتحاد العمال الدولي أكد أن هناك أكثر من 4 آلاف عامل معرضون للخطر ومهددون بالموت في قطر آنذاك حتى 2020 بانتهاء الأعمال المقررة للبناء”.
وكانت منظمة “شيربا” الحقوقية غير الحكومية، قد تقدمت بشكوى ضد شركة “فينسي” الفرنسية للمقاولات فرع الدوحة القائمة على أعمال البناء بالتعاون مع شركة “ديار” القطرية، للتنديد باستخدام السخرة في تشغيل عمال وافدين بمشروعات بناء مرتبطة بتنظيم المونديال في قطر، إلا أن لجنة التحقيقات حفظت الشكوى، ما أثار سخط العمال المتضررين بعدما أكدت المنظمة وقائع السخرة وتعرض العمال للتهديد.
وفي مايو الماضي، زلزلت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية الرأي العام الدولي بتقرير تضمن شهادات صادمة كشفت عن ظروف العمال الأجانب القاسية في قطر، لا سيما القادمين منهم من نيبال، الذين يعملون لأكثر من 70 ساعة أسبوعياً، كما لم يتقاضَ هؤلاء العمال أجورهم المتفق عليها منذ أكثر من 6 أشهر.