الرياضة

صراعات المطانيخ والعتاريس قتلت روح الاتحاد.. احتفالية 90 عاما حرمت الفريق من العكايشي وكهربا

تقرير-عبدالعزيز عركوك

تنفست الجماهير الاتحادية الصعداء في الموسم الحالي بعودة جزء من روح الاتحاد التي يعرفها الجميع، منذ تأسيس النادي على مدى 90 عاما. هذا النادي البسيط في طبيعته، والعظيم في تاريخه وإنجازاته، فمع مرور الوقت والزمان تتكاثر المشكلات داخل وخارج أسوار النادي، والتي إن حضرت في ناد آخر،لاختفى من الوجود، ولكن سرعان مايعود الاتحاد الذي ولد من رحم المعاناة بطلا، كما عهدناه، رغم الألم، رغم الأحزان، رغم حجم وكمية الديون الكبيرة، وفي ظل المشاكل الإدارية والمالية والفنية ، التي طالت النادي من بعيد وقريب يظل العميد متماسكا اسما على مسمى، فتجد أعظم جمهور على مستوى القارة الآسيوية والدول الخليجية والعربية والأندية المحلية، وهي جماهير الاتحاد التي تقف خلف ناديها في الضراء قبل السراء، فهي الروح الحقيقية للاتحاد، وكلمة السر في القضاء على الأزمات، وكما يعلم الجميع أن الفترة التي قضاها الرئيس الراحل أحمد مسعود- يرحمه الله- كانت بمثابة الوصفة العلاجية لشفاء النمر من المرض الذي مر به على مدى 7 سنوات ماضية، بعد أن فقد الاتحاد هيبته مع نهاية عام 2009م، بعد تحقيقه لقب الدوري ووصافة كأس دوري أبطال آسيا، وبعد تلك الفترة لم يحقق الاتحاد عدا بطولتين فقط حتى عام 2016م، كانت في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين؛ الأولى أمام الهلال في 2010م والثانية أمام الشباب في عام 2013م.

(المطانيخ والعتاريس)
للأسف، وبعد أن كان الاتحاديون معروفين بالولاء والانتماء والحب لناديهم، دخلت حفنة، هدفها النيل من بعض الأشخاص، وتصفية الحسابات الشخصية، واستخدام الاتحاد وجمهوره وسيلة في ذلك. في السابق كان الاتحاديون متحدين أمام التيار الخارجي وإعلام الأندية الأخرى المنافسة، وكان نتاج ذلك تحقيق 7 ألقاب دوري و3 ألقاب آسيوية وبطولة عربية وأخرى خليجية و2 لكأس السوبر السعودي المصري، وغيرها من البطولات المحلية المتمثلة في كأس ولي العهد، وكأس الاتحاد.

كل ذلك خلال 10 سنوات، بداية من عام 1417ه،ـ ولكن بعد تحول الصراعات إلى داخلية من بين الاتحاديين، كانت النتائج عكسية، وانقسم جزء من الاتحاديين إلى فرعين؛ الأول يدعى: المطانيخ، وهم أنصار الرئيس السابق منصور البلوي وشقيقه إبراهيم، والفرع الثاني يسمى: العتاريس، وهم أنصار الرئيس الأسبق عادل جمجوم، وكل منهم تفرغ للضرب في الآخر عبر الخطابات الرسمية داخل النادي والقرارات الارتجالية، ووسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام الإعلام المقروء والمرئي والمسموع في لعب دور البطولة، ولو بالأساليب المختلقة.

(غلطة الشامخ بعشرة)
عندما حضرت إدارة الإنقاذ برئاسة الراحل أحمد مسعود، كان يعمل بصمت بعيدا عن وسائل الإعلام في التعاقدات والتعامل مع المشاكل المالية، وأيضا من خلال الخطابات التي تصدر من المركز الإعلامي في نادي الاتحاد، وجاء الرئيس حاتم باعشن فسار على نفس النهج في بداية توليه كرسي الرئاسة، ولكن بعد فترة، وتحديدا عقب الحصول على صدارة الدوري في مباراة الفتح، لجأ باعشن، ونائبه عمر مسعود، والمفاوض الاتحادي للإعلام باصدار بيانات، والتنقل بين البرامج الرياضية، وفتح المجال لأعداء النجاح- المطانيخ والعتاريس- للدخول في نقاشات، أضرت بمسيرة الاتحاد.

(العكايشي وكهربا)
هناك العديد من الأخطاء، داخل النادي، قد تتسبب في انتهاء موسم الاتحاد مبكرا، بعد خروجه أمام الطائي في دور الـ32 من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، لا سيما أن سياسة الإدارة في بداية الموسم، كانت تتركز على بطولات النفس القصير، حيث تمكنت من الوصول إلى نهائي كأس ولي العهد أمام النصر، ولكنها فشلت بالخروج من كأس الملك أمام متذيل دوري الدرجة الأولى- فريق الطائي – صاحب المركز السادس عشر والأخير، كما أن التعادل المخجل في لقاء الخليج، ضمن مسابقة دوري جميل.
من تلك الأخطاء.. أولا: التفكير بشكل مبالغ فيه في المشاكل المالية، وإقحام الجماهير واللاعبين في ذلك، من خلال استخدام اللاعبين كدعاية لدعم النادي من خلال الحضور للمباريات والحصول على العضوية والاشتراك في تطبيق النادي، مما جعل اللاعبين ينشغلون عن الأمور الفنية، ويفكرون إلى جانب الإدارة في المشاكل المالية. ثانيا: عدم اختيار الوقت المناسب لاحتفالية 90 عاما، والتي ساهمت في تأجيل مباراة الاتحاد والخليج لمدة 4 أيام. الأمر الذي استدعى غياب المحترف المصري محمود كهربا والمهاجم التونسي أحمد العكايشي لالتحاقهم بمعسكر منتخبي بلديهما، اعتبارا من 1 يناير وقبل بداية بطولة أمم أفريقيا بما يقارب 15 يوما.
(استهتار الصغار)
يعتبر اللاعب الشاب سلطان مندش من أبرز اللاعبين الذين قدموا أنفسهم بشكل جيد في بداية الموسم ، حتى مباراة الهلال في ذهاب دوري جميل التي انتهت بفوز الاتحاد بهدفين دون مقابل، وعقب تلك المواجهة تراجع مستوى اللاعب بشكل واضح؛ بسبب الخلافات التي حدثت بينه وبين عدد من اللاعبين والجهاز الفني، قبل أن يضعه المدرب خوسييه سييرا حبيسا لدكة البدلاء برفقة اللاعب الشاب عبدالعزيز العرياني،

وعند الاستعانة بخدمات الثنائي في المباريات الماضية اختلف أداء اللاعبين وأصبحا يفتقدان إلى روح الاتحاد، ويهدران مجهودات زملائهما اللاعبين بكل استهتار وتعال على الكرة ،على الرغم من صغر أعمارهما، فنجد اللاعب مندش، ضعف أداؤه وتركيزه داخل الملعب، وربما يعود ذلك لعدم حسم أمر التجديد معه؛ حيث أهدر هدفا حقيقيا أمام الخليج،

كما أنه ظهر بشكل مخجل في مباراة الطائي الماضية، كذلك الحال للمهاجم عبدالرحمن الغامدي الذي يقدم أسوأ مستوياته مع الفريق الاتحادي في الموسم الحالي؛ حيث لم يسجل أي هدف مع الفريق، على الرغم من وصولنا إلى الجولة السادسة عشرة من دوري جميل، بالإضافة للوصول إلى نهائي كأس ولي العهد، ومن يشاهد مستوى اللاعب في المواسم الماضية يدرك حجم الموهبة التي يتمتع بها الغامدي، بعد أن كان هداف الفريق في عز الأزمة الفنية التي عانى منها الاتحاد في مواسمه الماضية، وفي الوقت الذي عاد الفريق بشكل جماعي ليقدم صورة رائعة، رفض الغامدي أن يكون متألقا مع أصدقائه، وظهر بلا تركيز ذهني بالإضافة للزيادة الواضحة في الوزن.

(سييرا على الصامت)
المدرب سييرا داهية، ويجيد قراءة المباريات، واستطاع قيادة الاتحاد إلى بر الأمان، ولكن يلاحظ عليه عدم منح الفرصة للعديد من اللاعبين في دكة البدلاء، خاصة الذين يتعرضون لإصابات ، يجدون صعوية مرة أخرى في العودة إلى التشكيلة الأساسية، ومنهم اللاعب معتز تمبكتي والظهير الأيمن عبدالله شهيل، كذلك الحال للثنائي سلطان مندش، وعبدالعزيز العرياني اللذين هبطا مستوياتهما بعد وضعهما في دكة البدلاء.

(فرصة العودة)
في ظل تلك الأزمة النفسية التي يعاني منها الفريق الاتحادي، يجب على الاتحاديين الوقوف مع فريقهم، اعتبارا من مواجهة الوحدة يوم السبت القادم، والحضور بكثافة لتوجيه رسالة للاعبين، أن الجماهير ستكون خلفهم لتحقيق النقاط الثلاث؛ لتعويض خسارة الخروج من كأس خادم الحرمين الشريفين، بالإضافة لتقريب الفارق النقطي مع المتصدر فريق الهلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *