دولية

صحف أمريكية : ظهور آل ثاني أربك الأسرة الحاكمة في قطر

واشنطن ــ الأسوشيتد برس

تفاوتت وجهات نظر الصحافة الأمريكية في طريقة عرضها وتقييمها لنتائج وساطة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، في موضوع فتح الحدود السعودية أمام الحجاج القطريين، وتخصيص خادم الحرمين الشريفين أسطولاً من الطائرات لنقلهم كمكرمة ملكية.

ورغم هذا التفاوت إلا أن الصحف الأمريكية اتفقت على أن هذه الخطوة لها ما بعدها، على كل المستويات السياسية والشعبية. فالشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، وهو أحد كبار الأسرة الحاكمة في قطر،

وحفيد ثالث حكام قطر، ووالده الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، رابع حكام قطر، وشقيقه هو خامس حكام قطر الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، الذي تعرض لانقلاب من طرف ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، والد الشيخ حمد وجد الشيخ تميم. الأمر الذي يعني لدى القطريين وغيرهم أنه أحد أقوى المنافسين لتولّي السلطة في الدوحة.

الترتيبات التنفيذية:
حجم الارتباك القطري، تجلى بأوضح من ذلك، بعد أن أسفر لقاء الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني بالملك سلمان بن عبد العزيز في طنجة، عن ترتيبات تنفيذية عرضها الشيخ عبدالله من خلال حسابه الجديد على “تويتر” متمثلة بفتح غرفة عمليات خاصة لمتابعة أمور الحجاج القطريين، والاهتمام بشؤونهم لتكون تحت إشرافه.

انعطافة لها ما بعدها.
مجلة نيوزويك الأمريكية وهي تلتقط هذه الانعطافة التي وصفتها أنها لها ما بعدها، لاحظت أن الحكومة القطرية المأخوذة بالمفاجأة، نأت بنفسها عن الاتفاقيات والترتيبات الجديدة، باعتبارها تطورات يراها النظام القطري سياسية.

وطالبت “نيوزويك” الجهات الرسمية في الدوحة بالتعقيب على نجاح وساطة الخير إلا أنها لم تحظ بجواب. لكنها نسبت إلى مصدر قطري طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن الشيخ عبد الله يتصرف بشكل شخصي، وليس كمبعوث حكومي وهو الأمر الذي كان الشيخ عبدالله آل ثاني أوضحه منذ البداية، وفيه تكمن أهمية المبادرة وتداعياتها المنظورة.

وكالة “الأسوشيتد برس” سجلت أن أول رد فعل قطري على المبادرة السعودية ووساطة الشيخ عبد الله آل ثاني، جاء بعد 12 ساعة من الإعلان عنها. كذلك رفضت الحكومة القطرية الرد على سؤال الوكالة الأمريكية.

وفي عرضها لأهمية الوساطة التي نجح بها الشيخ عبد الله آل ثاني، استذكرت الوكالة أنه ينتمي لآل ثاني، وبالذات من فرع العائلة الحاكمة المؤسسة للإمارة والدولة.

ونسبت الوكالة إلى “جيرد نونيمان” أستاذ العلاقات والدراسات الخليجية في جامعة جورج تاون أن شقيق ووالد وجدّ الشيخ عبد الله آل ثاني هم حكام قطر إلى أن انقلب عليهم العام 1972 فرع العائلة الحالي.

وجزم نونيمان، في حديثه لـ”الأسوشيتد برس”، أن ما فعلته وساطة الشيخ عبد الله آل ثاني أخذت الحكومة القطرية على حين غرة وهي مكشوفة دون حراسة كما يقول التعبير الإنجليزي، وأن نتائج هذه الوساطة “أزعجت تماماً قصر الحكم في الدوحة .

وفي تفسر نونيمان، أن ظهور الشيخ عبد الله آل ثاني قد هز قصر الحكم في الدوحة، ويستذكر خبير الشؤون الخليجية أن السنوات الخمس والأربعين الماضية التي عاشت فيها قطر تحت ظل الفرع الانقلابي للعائلة، شهدت إقصاءً كاملاً للفرع المؤسس الذي ينحدر منه الشيخ عبدالله آل ثاني .

ويقول نونيمان إن الشيخ عبدالله آل ثاني كان قد أقصي من أي دور سياسي، وإنه اكتفى برئاسة اتحاد سباق الهجن طوال السبعينيات والثمانينيات. ويضيف: طبيعي وبديهي تماماً أن نجاح الشيخ عبد الله آل ثاني في الوساطة هز الأسرة الحاكمة كلها، وأثار قلق الجناح الحاكم حاليا فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *