عواصم- وكالات
حذرت صحيفة “ذي تايمز” البريطانية من خطر تمثله مئات “السفن الشبح” التي تدخل المياه الأوروبية بعد القيام بمناورات “مشبوهة” قرب النقاط الساخنة، حيث يتفشى الإرهاب.
وذكرت الصحيفة أن تحقيقاتها أظهرت أن سفن الشحن الكبيرة تلك، التي يُشتبه بأنها تهرب البشر والأسلحة، تقوم، بشكل روتيني، بتعطيل نظام تحديد المواقع ” GPS “، حتى تصبح قادرة على الاختفاء وانتحال صفات مزورة والانحراف عن مسارها.
ونقلت الصحيفة عن بيانات لشركة ” Windward”، لتحليل بيانات النقل البحري، أن 40 سفينة دخلت المياه الأوروبية قادمة من مناطق ليبية ينشط فيها تنظيم “داعش”، خلال يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين، بعد القيام بتعطيل نظام GPS. ومن بينها 20 سفينة عبرت المياه السورية أو اللبنانية وتوقفت لمدة تصل إلى 6 ساعات قبل الوصول إلى القارة الأوروبية. واستنتجت الصحيفة من هذه الأرقام، أن العدد الإجمالي “للسفن الشبح” يقاس بالمئات.
وفي الفترة نفسها، تم تسجيل “اختفاء” سفن قادمة إلى أوروبا من مختلف الاتجاهات 2850 مرة، فيما وصلت المياه البريطانية 45 سفينة شحن بعدما أوقفت نظام GPS الخاص بها لأكثر من 24 ساعة. ودخلت أكثر من 300 سفينة المياه الأوروبية بأوراق تسجيل باطلة، بما فيها 50 سفينة وصلت بريطانيا.
وتثير هذه التصرفات شبهات بتورط السفن في أنشطة غير مشروعة، إذ يحذر خبراء من أن سفن الشحن المشبوهة يمكن أن ترسوا في مياه خارجية لنقل أشخاص أو أسلحة أو مخدرات إلى سفن صغيرة، دون أن يتم كشف أمرها من جانب السلطات البحرية.
ونقلت الصحيفة عن الأميرال البريطاني جون ماكانالي قوله: “يجب أن يكون هناك قلق حقيقي على ما يحدث في المياه”، معتبرا أن “ضعف الأمن البحري يمكن استغلاله بشكل لا يصدق”.
وكشف تحقيق “ذي تايمز” عن إحدى الرحلات “المشبوهة” لسفينة شحن ضخمة مصممة لتخزين كميات كبيرة من الأسماك تحمل العلم القبرصي، كانت تعمل لمدة ثلاث سنوات بشكل أساسي بين شمال أوروبا وغرب أفريقيا، أنها انحرفت في منتصف يناير/كانون الثاني عن مسارها الطبيعي عندما كانت في طريقها إلى أوكرانيا.
وفي طريقها إلى جبل طارق، قامت السفينة بـ”مناورات مشبوهة” لمدة 12 يوما، أوقفت خلالها نظام GPS مرات عديدة.