جدة

سحر الحروف وبريقها

م.شاهر محمد رقام
بعض الحروف تحمل معاني ودلالات، وفِي القرآن الكريم بعض الحروف لها أسرار أعيت المفسرين والباحثين المجتهدين. وقد أضاف التطور التعليمي بعداً جديداً لبعض الحروف ورفعها فوق البقية.
فحرف الدال مثلاً له بريق لامع، ويبقى صاحبه نجماً ساطعاً في سماء المجتمع. كيف لا؟ وصاحبه حصل على الشهادة الكبيرة. و قد أغرى هذا البريق بعض ضعاف النفوس ليشتروا ويزوروا هذه الشهادات؛ لتصبح لهم المكانة والوجاهة والصدارة فَحُمِدوا بما لم يفعلوا.
أسوِّق هذه المقدمة على خلفية اكتشاف الشرطة لمكاتب ومعاهد تزور الشهادات العليا، وتصدرها لمن يدفع. والصدمة أنهم وجدوا واكتشفوا نجوماً ومشاهير في شتى المجالات كانوا زبائن لهذه المكاتب أو المعاهد. والغريب أن بعض هؤلاء كان يطلق عليه لقب داعية إسلامي. يا سبحان الله، هل تحتاج الدعوة إلى الله شهادة دكتوراه؟ وهل يكون الداعية محتالاً؟ ولَم كل هذا؟
إنه الشعور بالنقص والعجز. رحم الله د غازي القصيبي الذي قال، شهادة الدكتوراه لا تعني سوى أن هذا الشخص يملك المفاتيح والجلد على البحث. نعم هذه هي الحقيقة. ويجب على المجتمع أن يفهمها ويعيها جيداً لأن المجتمع -بفهمه الخاطئ لمعنى هذه الشهادات – كان جزءاً من المشكلة. تعامل المجتمع مع حملة الشهادات وشعور هذه القلة بالنقص هو ما دفعهم لشراء هذه الشهادات.
إن الشاب حين يتخرج من الجامعة من كلية الهندسة مثلاً، هو ليس مهندساً بعد. هذه الشهادة تعني أنه مؤهل؛ لأن يصبح مهندساً في أحد مجالات تخصصه إذا ما تلقى التدريب المناسب. أما إذا اكتفى بالحصول على الشهادة والجلوس لتوقيع بعض الأوراق التي يجهزها له مرؤوسوه، فسيفقد كل ما تعلمه في بضع سنين، ولن يكون بينه وبين خريج الإبتدائية فرق كبير سوى شعوره الخاطئ بأنه مهندس. تراه منفوخاً على الكرسي ويحدث الناس بزهو وتعال، ويردد بعض مفردات حفظها ولو ناقشته فيها لتلعثم وانتفخت أوداجه وربما طردني من مكتبه. أما إذا كتبت اسمه دون حرف الميم في البداية، فسيضع اسمي لا محالة في القائمة السوداء الخاصة به.
رحم الله رجالاً جلسوا لخدمة الناس؛ حتى قضوا دونما شهادات فكانت الوجاهة تسعى لهم ولا يجرون خلفها. رحم الله علماء قضوا حياتهم للعلم وماتوا فقراء لا يملكون شيئاً من هذه الدنيا ولكن ظل علمهم ينفع الناس ويزيد في موازين حسناتهم وهم تحت التراب. من كانت الشهادة مبلغ همه فهنيئاً له تلك الورقة والتي دونما عمل لا تساوي قيمة الحبر الذي عليها. أما من أراد خدمة الناس وبذل الجهد ليتعلم ويحصل على الشهادة التي يستحقها – بتوفيق الله له – ثم بجهده وواصل مشواره ليخدم الناس وينفعهم فهنيئاً له و أجره على الله.
أخيراً، إن إستطعت أن تخدع كل الناس كل الوقت فبالتأكيد لن تستطيع أن تخدع نفسك. راجع نفسك وحاسبها قبل أن تحاسب. فما يأتي عن طريق الغش والتزوير ……….. وكفى بالله حسيباً.
سيدي ياحرف الدال
يا كايد العذال
يازينة العقال
و مجنن الجهال
كم فيك من أصلي
وكم فيك من محتال
يامن دفعت المال
وشريت حرف الدال
مفضوح يا محتال
سبحانك اللهم
يامغير الأحوال
يتصدر الجاهل
ويزاحم العقال
لابد يجي يوم
ويصيدك الغربال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *