رؤية : رائد العنزي
غابت عن عملها مع الأطفال الصغار، وخصصت يومها للأولاد الكبار، من باب أن للكبار عليك حق و للوطن عليك حق و للمنتخب عليك حق .. خطفت الأضواء من كابتن المنتخب السعودي آنذاك عمر الغامدي و رفاقه .. همشت دور البرازيلي باكيتا و طاقمه الفني و كانت هي المدير الفني .. فكرت بالأخضر و صفقت للأخضر و هتفت للأخضر .. ارتدت “أخضر” ما لديها .. جلست على مقاعد الجمهور كانت فتاة خضراء من أول إلى آخر قطعة !
إنها الحسناء السعودية داليا الشافعي .. مذيعة قناة الأطفال mbc3″ ” !
داليا الشافعي لم تحترم الدور التربوي لمذيعة قناة الأطفال ؟ ربما تجهل أن طبيعة العمل مع فئة الأطفال تتطلب منها أن تكون بمثابة القدوة الحسنة لهم .. فالطفل يحتاج لأنموذج حسن يقتدي به و يكتسب منه القيم و المبادئ و يتعلم منه السلوك الصحيح و هذا ما لم تقدمه داليا الشافعي , بل قدمت عكسه تماما .. و مكمن الخطورة هنا أن الأطفال لديهم استعداد تام لتقليد و محاكاة الكبار من حولهم !
قبل سنوات كان هناك مباراة للمنتخب السعودي مع شقيقه العراقي .. لم أتمكن من مشاهدة المباراة لظروف معينة . عدت إلى المنزل و سألت الأطفال عن نتيجة المباراة , ليجيب أحدهم بأن منتخبنا تمكن من الفوز بهدف لـ ( ياسر التويجري) من ضربة جزاء .. ضحكت و قلت مهاجم المنتخب اسمه ياسر القحطاني و ياسر التويجري هو شخص آخر لا علاقة له بكرة القدم و لكنه يسجل الأهداف في الثمانيات و على طريقته الخاصة !!
نعم .. إنه زمن ياسر التويجري الذي خطف الأضواء من شعراء الخليج و شاعراته ومن نجوم المنتخب السعودي .. أصبح قدوة و مثلا لشريحة كبيرة من أطفالنا و مراهقينا ! لا أتفق مع سلوكيات ياسر و أسلوبه و غلوه في المدائح , و لكنني في الوقت نفسه أجد الرجل و قد اختصر الطريق و حسب الأمور بطريقة تليق بالساحة الشعبية , حيث الجميع متهم و الجميع مذنب و الجميع يحاول التنصل منها و تبرئة نفسه من خصالها و صفاتها .. و أجزم أن أغلب من انتقدوا ياسر التويجري , لديهم استعداد تام لتقبيل اليد و أشياء أخرى في سبيل الحصول على عشرة آلاف فكيف بالمليون !!
نعم إنه زمن ياسر التويجري و الرجل فعل ما يرضاه لنفسه، و هذا حق من حقوقه و لكن ليس على حساب أطفالنا و ليس على حساب القدوة.
انظر من حولك .. تجد الشعر الشعبي في كل مكان .. من صدور العامة إلى الصحافة المطبوعة إلى وسائل التواصل الإجتماعي .. هذا بعد أن قاموا بـ ” تلفزة” الشعر الشعبي .. وأطلقوا من أجله الفضائيات و خصصوا له مساحات واسعة جدا من الجهد و الوقت و المال .. مسابقات هنا و هناك .. منافسات مليونية .. مهرجانات سنوية .. شعراء و شاعرات يتعذر حصر عددهم , و النتيجة أنموذج أخرجه لنا ( ياسر التويجري ) , ليفرض السؤال نفسه :
هل هي ظاهرة ستمتد .. و سيكون هناك ياسر تويجري جديد ؟ و إذا كان ذلك .. أين سيظهر و كيف سيظهر و من سيمدح و ماذا سيقبّل ؟!.