جدة – عبدالله صقر
تعيش الكويت خلال شهر رمضان المبارك أجواء خاصة، وتشهد حراكاً اجتماعياً ملحوظاً، وتطغى مشاعر المحبة والود والإخاء والتراحم. ولرمضان في الكويت طقوس مختلفة لا تجدها في الشهور الأخرى، إذ يعتبر أهل الكويت رمضان فرصة لإحياء العادات والتقاليد الأصيلة واستعادة القيم التي تعزز التجانس بين أفراد المجتمع. يتميز رمضان بالديوانيات التي تجمع مجالس الكويتيين وتكون عامرة بالرواد وتقام فيها حفلات الإفطار الجماعي الذي يعمر بمناسف الأرز واللحم والسمك وهريس القمح والتشريب واللحم والمجبوس، وغيرها من الأكلات الكويتية. وفي الديوانيات يتسامر الحضور وتدور النقاشات حول القضايا التي تمس حياتهم اليومية، وتجرى بعض المسابقات الخفيفة بينهم فتضفي على الأجواء متعة ومرحاً.
وتقام مآدب عارمة (موائد الرحمن) في كثير من المساجد للفقراء والمحتاجين، وهي منتشرة بشكل كبير في أرجاء البلاد، وفيها يتم تقديم الطعام والشراب للصائمين بإشراف الوزارات والمؤسسات والشركات العامة والخاصة طوال الشهر الفضيل.
كما تتميز بالعديد من العادات الفولكلورية القديمة التي تحرص جميع الأسر على إحيائها، رغم العديد من التغيرات التي أجريت عليها بمرور الزمن مثل يوم قريش، و “القرقيعان”.
“ابو طبيلة”
شخصية رمضانية كانت ذائعة الصيت فيما مضى في الكويت ولقب بذلك لأنه كان يحمل “طبلة” يضرب عليها وهو ينشد ويدعو اثناء تجواله على الأحياء والفرجان والسكيك لايقاظهم على السحور. واضاف الدكتور الغنيم ان “طبيلة” في اللهجة الكويتية تصغير لكلمة “الطبلة” وكان”ابو طبيلة” حريصا ان يتقدم بفترة قصيرة عن الامساك ليوقظ الناس على السحور بمدة كافية لتتاح الفرصة لربات البيوت تحضير وجبة السحور التي عادة ما تكون خفيفة ومؤلفة من الارز الخالي من اللحم لسهولة انجازه في وقت قصير واللبن والتمر أو ما يتبقى من الفطور ويحفظ في “الملالة”.