جدة – فاطمة آل عمرو
تستعد الطاهيات السعوديات اللاتي يعملن من منازلهن، لإعداد وجبات الإفطار لشهر رمضان؛ إذ يلبين طلبيات خاصة للموائد الرمضانية للعائلات السعودية، وتجد أكثر السيدات العاملات في هذا المجال، أن هذه فرصة لزيادة الدخل، وتحسين الأوضاع الاقتصادية لهن.
“البلاد” استطلعت آراء عدد من السيدات، والمهتمات بهذا المجال.
سمية عادل، معلمة في المرحلة الابتدائية، لا تستطيع تلبية رغبات عائلتها لتعد وجبة الإفطار لهم، وبالتالي تلجأ إلى طاهية ماهرة لتعد لها بعض الأطباق في الأسابيع الأولى من شهر رمضان، وتقول : ” لأن لدي الكثير من المسؤوليات وساعات عملي الطويلة تجعلني أصل إلى منزلي مرهقة، وقد تعرفت على سيدات ماهرات جداً في تقديم الوجبات من خلال ذهابي في المعارض”.
أما دانية سامي، تعمل في مجال الطب، فلاتجد الوقت الكافي لإقامة وجبات الافطار، نظرا لساعات عملها الطويلة، فتضطر للتعامل مع سيدة ماهرة في الطبخ، مشيدةً بمهارتها.
ولأن بعض الشباب الذين يفتقدون أجواء الأسرة، نظراً لمجال عملهم في مدن أخرى، فإن الشاب أحمد عامر، موظف في شركة للعلاقات العامة في مدينة الخبر، يؤكد أن السيدات اللاتي يعملن من منازلهن، ساهمن في مساعدتنا وإعداد الأطباق بأقل التكاليف، مقارنة بالمطاعم، يقول: ” لا أستطيع الاعتماد على المطاعم يوميا، نظراً لارتفاع الأسعار المبالغ فيها، لذلك فإن هذه المطابخ الإنتاجية سهلت علينا الأمر، خصوصا وأن الأسعار متناسبة تماماً مع ميزانية البعض”.
تطور مشروعي:
وتحدثت أم عزوز، المشهورة بهذا الاسم، عن تجربتها في مجال تجارة بيع المأكولات، فأوضحت أن تجربتها كانت ولاتزال ناجحة وممتعة، حيث سنحت لها فرصة قضاء وقت فراغها من جهة، ومصدر دخل عوضها الكثير، مؤكدةً أن أحوالها المادية تحسنت عما كانت عليه في السابق، وتغلبت على ظروفها الصعبة من خلال هذه التجارة.
وأشارت إلى أن ثمة دخلاء على مهنة الطبخ أساؤوا لسمعة الطاهيات، وهي الفئة التي تعمل بلا ضمير؛ إذ تتعمد هذه الفئة تقديم وجبات معدومة النظافة وهو الأمر الذي سبب عقبة في هذا العام، مايضطر العميل الجديد لتجربة الوجبات من السيدات اللاتي يعملن من منازلهن، موضحة أن من لايعمل بحب وأمانة ينعكس على منتجه.
وتحضر أم عزوز السينبون مفرزن، وورق عنب مفرزن؛ كونه الأكثر طلبا خصوصا في هذه الفترة، وتتحدد الأسعار حسب الكمية، وتبدأ من ريال إلى ريالين، تقديراً لحالة الأسر المادية.
وعن الفئة الأكثر طلبا، قالت: العوائل، وبعض المطاعم التي تتعامل معي، وتطلب مني عددا من الأصناف في شهر رمضان.
مهنة ممتعة
أما أم عبد الله، وهي امرأة أربعينية، تنتهز فرصة شهر رمضان لزيادة دخلها ومساعدة زوجها في تلبية احتياج أبنائها الثلاثة، والتي تستيقظ صباح كل يوم، لإعداد أطباق السلطات والمأكولات المنزلية الأخرى، حسب الطلب، وتصف تجربتها بالرائعة، تقول: ” أقوم بصنع المأكولات لزيادة دخل الأسرة، وأكثر زبائني هم من فئة الشباب والموظفات” ومن خلال هذه التجارة تحصل أم عبد العزيز دخلاً جيداً في هذا الشهر تصل إلى ستة آلاف ريال، حيث تعد أطباق السمبوسة والسلطات لوجبة الفطار، إضافةً إلى وجبات السحور المحددة. ولاتنكر أم عبدالله الإرهاق الشديد الذي تتعرض له، لكن نتاج هذا الجهد يجعلها تمضي قدما إلى الأمام.
وجبات للإفطار
أما أم يزيد التي تعمل في المهنة لأكثر من ثماني سنوات، تقوم بتحضير الحلويات ووجبات إفطار يومية للموظفين، في شكل أنيق مع طبق من الحلوى، متبعة أسلوب المطاعم، وتقول: ” بعد أن قدمتُ استقالتي من القطاع الخاص، للاهتمام بأسرتي، شعرتُ بفراغ شديد ولأني أعرف ظروف بعض زميلاتي والصعوبات التي تواجههن في إعداد وجبة الفطور، فكرتُ في هذه الطريقة التي حسنت من دخلي بنسبة 60%”.
تجربة مثمرة:
وتسرد ليال عمر البالغة من العمر 35 عاماً، تجربتها الناجحة في هذا المجال، فكان حلمها منذ أن كانت طفلة أن يكون لها مطعم تديره بنفسها، لذلك قررت أن تبدأ هذا المشروع الصغير من خلال نشر إعلانات في الانستغرام، وتقدم عروضا خاصة للسيدات قبل وأثناء الشهر الكريم بأسعار تناسب الجميع.