جدة ــ وكالات
لأيام خلت هتف المتظاهرين في ايران باسم رضا بهلوي، وطالبوا بإعادته حاكماً على إيران، الامر الذي انفتحت له اقواس الاستفهامات عن حقيقة هذا الرجل؟.
فرضا هو الابن الأكبر للشاه محمد رضا بهلوي آخر حاكم لإيران وأسقطته الثورة الإيرانية حيث تدور أحاديث داخلية في المجتمع الإيراني حول شخصية الرجل الذي يحظى بشعبية مهولة في أوساط الشباب الإيراني الناقم على حكم الملالي وفسادهم، ولطالما وجّه الشباب الإيراني تساؤلات لآبائهم الذين شاركوا في إسقاط الشاه: لماذا أسقطتم النظام الذي ازدهرت إيران معه وجلبتم الرجعيين والارهابين ؟
غادر “بهلوي” إيران عندما كان في السابعة عشرة من عمره للدراسة في مدرسة الطيران بالولايات المتحدة، قبل أن يتخلى والده المصاب بالسرطان محمد رضا بهلوي؛ عن العرش وينفى بعد استيلاء الملالي على السلطة .
وقالت المعارِضة الإيرانية كاميليا انتخاب في مقالٍ لها نشرته شبكة “سي إن إن” الأميركية، تعليقاً على الأحداث الأخيرة في إيران عن ظاهرة هذه الاحتجاجات، ان الامير رضا يملأ قلوب الإيرانيين، فثمة حنين إلى الفترة التي كان فيها بلدهم من الدول الإقليمية الرائدة في الحداثة والراحة والنجاح وصعود الطبقة الوسطى والمنزلة المحترمة التي كان الإيرانيون يتمتعون بها في المجتمع الدولي، كل هذه الأمور يفتقدها الإيرانيون اليوم”.
وتضيف: “كان الناس في تجمعات متفرقة حول البلد يهتفون بصوت عالٍ “أيها الأمير رضا نرجوك أن تعود إلى إيران!”.
وفي حوارٍ أجرته معه سابقاً “أسوشيتد برس”، وتحديداً في أبريل العام الماضي، تنبّأ رضا بهلوي بكل ثقة، بالثورة الإيرانية التي تحدث حالياً واصفاً نظام الملالي بالنظام الذي لا يمكن إصلاحه.
وبحسب “فوكس نيوز”، زادت شهرة رضا بهلوي؛ ابن آخر شاه حكم إيران قبل الثورة عام 1979 في الأشهر الأخيرة بعد انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ الذي وعد باتباع سياسةٍ متشدّدة تجاه طهران.
ويدعو “بهلوي” إلى استبدال نظام ولاية الفقيه بملكية برلمانية، وإلى احترام حقوق الإنسان، وتحديث الاقتصاد المملوك للدولة، وهو ما سيجعل إيران مقبولة من قِبل الغرب وجيرانها السُّنّة في الخليج الذين لا يزالون متشكّكين في نيّات طهران بسبب انخراطها في الحروب في العراق وسوريا واليمن.
وقال “بهلوي”؛ لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، عن نظام الملالي: “هذا النظام بكل بساطة لا يمكن إصلاحه بسبب طبيعته، جينات هذا النظام تجعله عصياً على الإصلاح، لقد فقد الناس الأمل في الإصلاح وصاروا يفكرون في أنه لا بد من تغيير أساسي، كيف يمكن تحقيق هذا التغيير؟ هذا هو السؤال المهم”.
وتحتفظ عائلة “بهلوي”؛ والعهد الملكي، برونقهما في إيران على الرغم من أن أغلبية شعبها البالغ عددهم 80 مليوناً لم يعيشوا في تلك الفترة؛ حيث يصر “بهلوي”؛ ذو الـ 56 عاماً، على أن الشباب الإيرانيين يتطلعون على نحوٍ متزايد، إلى ماضي إيران.
وأشار “بهلوي”؛ إلى المظاهرات الأخيرة حول قبر الملك كورش الكبير؛ ملك إيران، وهي المظاهرات التي نظّمتها مجموعات متنوعة مناهضة للحكومة باعتبارها دليلاً على الاضطراب الحادث في البلاد، وكانت إيران في حكم والده قد مرّت ببرنامج تحديث سريع موّلته عائدات النفط.
وحصل “بهلوي”؛ على عدد متزايد من المقابلات الإعلامية منذ الانتخابات الأميركية بما في ذلك مقابلة مع موقع “بريتبارت”؛ الموقع اليميني الذي يديره كبير الخبراء الاستراتيجيين في إدارة ترامب ستيف بانون
وفي العام الماضي نُشر كتاب بعنوان: “سقوط السماء .. البهلويون والأيام الأخيرة لإيران الإمبريالية” يعرض رؤية مغايرة للشاه، بينما اعتراف الكتاب بانتهاكات جهاز المخابرات الإيرانية والفساد المحيط بفترة حكم الشاه إلا أنه صوّره باعتباره رجلاً جاء به القدر في حقبة اختفاء الملكيات في الشرق الأوسط.
وأضاف “كوبر”: “لا يزال لاسم هذه العائلة الكثير من السحر اليوم أكثر من أي وقت مضى بين الإيرانيين، أما كيف يمكن أن ينعكس هذا بالفعل في صورة دعم لرضا بهلوي؛ باعتباره زعيماً بديلاً يوثق به، فهذا ما لا أعلمه”.
ولما سُئل “بهلوي”؛ عن تصوره لكيفية حدوث ثورة سلمية في إيران؟ أجاب بأن مثل هذه الثورة سينبغي لها أن تستهل بالنقابات العمالية التي تبدأ إضراباً قومياً يعم البلاد، وقال إن أعضاءً من الحرس الثوري المتشدّد
وأضاف “بهلوي”؛ الذي لا يزال يعيش في الولايات المتحدة، إنه ليست لديه أيّ مشاغل جانبية منذ عام 1979 وأنه يتلقى دعماً من عائلته “والكثير من الإيرانيين الذين دعموا القضية”.
وقال: “تركيزي الآن منصبٌ على تحرير إيران وسأجد وسائل فعل ذلك دون التفريط في المصالح القومية واستقلال البلاد، متعاوناً مع كل مَن يرغب في مد يد العون لنا
وأضاف: “هيكلة هذه الجماعة تشبه إلى حد كبير هيكلة الطوائف الدينية”، وقال إنه حالياً يتطلع قدماً للقاء ترامب وإدارته؛ لكنه يعلق آماله على الحس التاريخي لدى الإيرانيين، وهو الأمر الذي يتفق معه فيه “كوبر”؛ الذي قال: “بالنسبة للكثير من الإيرانيين الذي أسقطوا الشاه، فإن الثورة لم تحقق أهدافها”.
وكان “بهلوي”؛ قد أجرى حواراً في عام 2015 مع صحيفة “الشرق الأوسط”؛ اتهم فيه النظام الإيراني المتشدّد بالتسبّب في نشر الفوضى في الشرق الأوسط، قائلاً: “إن نظام الملالي هو مَن زاد من حدة الحرب الطائفية في الشرق الأوسط؛ خصوصاً بعد تدخّله في سوريا والعراق واليمن، وهذا ما لا يريده الشعب الإيراني.. الإيرانيون بكل بساطة يحلمون بأن تكون لهم علاقات ودية مع كل الشعوب العربية والخليجية ويرغبون في حياة كريمة واقتصاد متطوّر، ولا يهتمون أبداً بأيّ توسع طائفي يقوم به النظام”.