الأرشيف مقالات الزملاء

رحلتي إلى غزة

شاكر عبدالعزيز

في اوائل الستينيات من القرن الماضي – كانت غزة – بالنسبة لنا نحن الشباب المصري “سوقاً رائجاً” الكل يسعى لزيارتها لسبب بسيط ان الاخوة الغزاويين تجار شاطرين وكانوا يستغلون فرصة خضوع “قطاع غزة لحكم عسكري مصري” للعمل في كل اصناف التجارة بانواعها واشكالها.
وكما هو معروف فان “قطاع غزة” هو المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني على ساحل البحر المتوسط .. وقطاع غزة عبارة على شكل شريط ضيق شمال شبه جزيرة سيناء بمساحة تصل الى 360 كيلو مترا مربع حيث يصل طولها 41 كيلو وعرضها حوالي 15 كيلو وتحد قطاع غزة “اسرائيل شمالاً وشرقاً” بينما تحدها مصر من الجنوب الغربي.
وقد لاحت لنا في الافق رحلة تنظمها مؤسسة اخبار اليوم الصحفية التي اعمل فيها الى (قطاع غزة) وكان لابد لم يريد الذهاب الى هذه الرحلة الاستعداد المالي لها وبالفعل عقدنا العديد من الجمعيات بين الزملاء وكان من حظنا انني تسلمت الجمعية قبل موعد الرحلة فدفعت الاشتراك فيها وكان مبلغاً زهيداً .. وقررت اخبار اليوم ان تسير ثلاث اوتوبيسات كبيرة لغزة لمدة خمسة ايام .. وفرحت بالرحلة وكنت من صغار المشتركين فيها وتعدت القافلة كل الكمائن الموجودة على الطريق لانها رحلة لواحدة من كبريات الصحف في مصر “أخبار اليوم” ووصلنا الى غزة وتم توزيعنا على فندقين.
وكان نصيبي احدى الغرف في شارع عمر المختار في غزة وهو اهم شارع في هذه المدينة الجميلة – المهم – هو شارع تجاري من الطراز الاول وكنت قد اعددت قائمة بالمشتروات واهمها “اطقم الصيني” لان لي شقيقتين على وش زواج وبعض مستلزمات النساء والفتيات اما انا كان همي هو شراء بعض الملابس الرجالي ومن بينها “الكارفاتات” الايطالي التي اكتشفت انها تصل الى غزة في بالات كبيرة وتباع الواحدة بنصف جنيه بينما تباع نفس “الكارافتة” في القاهرة بثلاث جنيهات وهكذا انتشرنا في السوق كل يشتري ما يحتاجه.
في غزة ايضا زرنا جريدة “اخبار فلسطين” التي كانت تصدر في غزة وتشرف على صدورها وطباعتها مؤسسة اخبار اليوم الصحفية – في هذه الاثناء تعرفت على مجموعة من الغزاوية من عائلة “سكيك” والحقيقة ارشدوني الى الاشياء الرخيصة التي اشتريها والغالي الذي ابتعد عنه لامكاناتي المالية المتواضعة.
وفي ليلة من ايام غزة دخلنا مجموعة من اصدقاء هذه الرحلة الى احد المطاعم الشعبية في غزة وطلبنا (وجبة بولبييف بالبيض) واكلنا هذه الوجبة الشهية واذا بعد حوالي الساعة من تناول هذه الاكلة الشهية اكتشفنا ان كل المجموعة مصابة بتسمم غذائي ونقلنا جميعاً للمستشفى لعمل غسيل معدة وبقينا ساعات طويلة في المستشفى للتخلص من اثار هذه (الاكلة الشهية) التي ادخلتنا جميعا المستشفى الوحيد في غزة وبعضهم قال ان هذا “البلوبييف” وهو اللحمة المجمدة وارد اسرائيل وحمدنا الله اننا خرجنا من هذا المطب بسلام.
بقي ان اقول ان اغلب سكان قطاع غزة من لاجئي حرب 1948م وان هناك 44 تجمعا سكانيا فلسطينيا اهمها – غزة – ورفح – وخان يونس – والنصيرات – وبني سهيلا وجباليا – ودير البلح – والزوايدة – والمصدر وخزاعة – وعيسان الكبيرة وبيت لاهيا وبيت حانون والبريج وهي مسميات قديمة لا اعرف كيف هي الآن وعرفنا ان في قطاع غزة عدد من مخيمات منها مخيم جباليا والشاطيء والبريج والنعيرات والشابور ودير البلح وخان يونس والمغازي.
وهي مدينة تمتلك الاسواق وبعض الصناعات الخفيفة وهي منتجة للحمضيات والزيتون.
ايام وذكريات عن غزة لا ان تنسى عن مدينة عربية صامدة وجميلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *