حاوره : محمد حامد الجحدلي
أكد الدكتور رجاء بن عتيق حمود المعيلي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، أن المملكة منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، طيب الله ثراه ، وهي تحرص على وحدة الصف العربي ، وجمع الكلمة ولم الشمل؛ حتى لا تصبح الأرض العربية مسرحاً للأحداث، وانعقاد القمة العربية في الدمام، امتداد لتلك الجهود، وانعقادها في مثل هذا الوقت أمر في غاية الأهمية؛ بسبب الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة ، مشيدا بحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – على قيامه بواجبه التاريخي حيال أمته العربية، مدافعا عن حقوقها وتوحيد مواقفها.
وأضاف : كانت المملكة ومازالت صاحبة مواقف إزاء القضايا العربية ولحمة الصف العربي، وما تمر به المنطقة من خلافات وأزمات ، هو ما دعا خادم الحرمين الشرفيين لعقد هذه القمة للنظر في أحوال الأزمة العربية، وتوحيد صفها ونبذ الخلافات بين الأشقاء ، وحضور قيادات الدولة العربية وزعمائها يدل على استجابة مباشرة من الدول الأعضاء في الجامعة، وحرصهم على تحقيق وحدة الصف العربي، الذي تتطلع، وتسمو إليه المملكة .
وحول زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للولايات المتحدة وفرنسا وأسبانيا ، قال د. المعيلي: إن هذه الجولة الخارجية التاريخية لسمو ولي العهد، كان لها صدى واسع على مستوى الدول العالمية المؤثرة عالميا ، وقد تابعنا نظرة تلك الدول وتطلعها اتجاه المملكة؛ باعتبارها دولة صانعة للقرار في الشرق الأوسط، لما تتمتع به من مكانه دينية وسياسيه واقتصادية ، ولعل الصفقات والاتفاقيات المشتركة التي وقعت مع تلك الدول، تعطي مؤشرات واضحة على حرص صناع القرار العالمي على توطيد علاقتها مع المملكة على اساس الشراكة القوية التي تحقق نهضة صناعية وتقنية وتوطينها في المملكة .
• التصدي للإرهاب وإيران
وبشأن ملف الإرهاب وخطره على المنطقة والعالم ، ومخاطر الدور الايراني التخريبي ، وجهود المملكة الرائدة في التصدي لتلك الأخطار، قال الدكتور رجاء: إن المملكة في مقدمة الدول التي استطاعت محاربته بنجاح ، وقد شهد بذلك أكثر من محفل دولي، واعتبروا تجربة المملكة في محاربة الإرهاب من التجارب الناجحة؛ حيث نجحت المملكة حكومة وشعباً في دحر هؤلاء الإرهابيين، وقد أكدت المملكةن بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهد الأمين على ضرورة التكاتف العالمي لدحر وتجفيف تمويله ، وتوضيح صورة الإسلام الوسطي الذي يدعو للتعايش بين الأمم وتحريم إراقة الدماء واحترام الإنسان، وقد حققت المملكة نجاحات في هذا الملف بامتياز.
أما عن التدخلات الإيرانية تحديدا في شأن دول الخليج العربي، وزيادة التوتر والاقتتال الدائر في كل من اليمن وسوريا ، فمنذ أن شهدت إيران ثورتها عام 1979م ، وهي تسعي لأحداث الشغب وعدم الاستقرار في المنطقة بل تجاوزت ذلك بوضع وكالات تقوم بالحرب نيابة عنها، وهذا ما جعل المنطقة تمر في أغلب مراحلها في فترات غير مستقرة ، وقد تناست إيران حقوق الجوار واخترقت مبادئ ومواثيق السلام الدولية وما حدث من شغب وتخريب في سفارة المملكة في طهران أكبر دليل على ذلك، واستطاعت المملكة، بفضل الله وحكمة قادتها، من وضع حد للاستفزازات الإيرانية، ولتدخلاتها في المنطقة.
• القمة وتحديات الأمة
وعن أهم التحديات التي تناقشها قمة الدمام الحالية غدا ، قال: إن من أبرز التحديات التي تواجه القمة أزمة سوريا، التي ربما تقود المنطقة إلى حروب شرسة تدفع المنطقة ثمن تبعاتها واستقرارها لتوحيد الصف العربي،ورأب الصدع في العلاقات العربية فيما بينها ،وكذلك القضية المتجددة دائما قضية فلسطين والتي أخذت المملكة على عاتقها مسؤولية الدفاع عنها منذ الاحتلال ، وكذلك مناقشة جرائم ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران وقتلها الأبرياء في اليمن وتهديد الاستقرار من خلال الصواريخ التي تطلقها مستهدفة سلامة المملكة.
ولاشك أن الاستقرار هو مطلب الشعوب ، والمملكة تسعى لتحقيق ذلك ولطالما شاركت أمتها تطلعاتها وقضاياها على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية ، وساندت كل الدول العربية في أزماتها ، ولعل قضية وفلسطين والاهتمام التي تحظى به شاهد على تلك الجهود، كما دعمت المملكة كل الدول العربية لتنال استقلالها واستقرارها من خلال جامعة الدول وغيرها من القنوات الرسمية؛ لذا نتفاءل كثيرا بنتائج قمة الدمام تجاه كافة الملفات.