الثقافيـة

د. السلمي :الآثار المكية نالت صبغة قدسية في مدونات التراث

خليص ــ محمد حامد الجحدلي
حين يكون الحديث عن التاريخ والآثار الإسلامية، فلا بد أن نتذكر الملهم بهذا التاريخ الدكتور إبراهيم بن عطية الله هلال السلمي ، وكيل كلية الشريعة ورئيس قسم التاريخ وأستاذ التاريخ الأندلسي بجامعة أم القرى ، الذي أكد من خلال نشاطاته المتعددة بأنه ذلك الأكاديمي المهتم بالدراسات التاريخية الإسلامية ، والعاشق لتتبع الآثار التاريخية ، بما يمتلكه من تجارب، مكنته أن يكون هاجسه ، هو تاريخ وآثار أمته الإسلامية ، لاسيما ما كان موجودا على الأماكن المقدسة من أراضي المملكة ، ففي هذه المحاضرة يحلق بنا عبر أجواء مشبعة بعمق التاريخ .
الروح التواقة : ــ
بدأ الدكتور إبراهيم السلمي محاضرته قائلا:” تتجلى لأعين الزائر صور دقيقة، غالباً لا تُعنى بها أعين المجاور، خاصة إذا كانت روح الزائر شغوفة وتواقة إلى ذلك الموصوف ، ويتجلى هذا الموقف من خلال المدونات الإسلامية وهم من وصفوا بعشاق مكة ، وقد مثلت مدونات هؤلاء الرحالة مصدراً مهماً ، لتاريخ وحضارة كافة المدن والأقاليم التي مروا بها ، وهم من كان ضمن أهداف مدوناتهم نقل وصف دقيق لطريق الحج” .
الآثار المكية :ـ
وأضاف الدكتور السلمي : إن الآثار المكية نالت في مدونات التراث الإسلامي ، صبغة قدسية انفردت بها عن غيرها من الآثار الإسلامية – إلى جوار آثار المدينة المنورة – باقترانها بتشريعات إلهية، وسنن نبوية ،وأثر لأصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فالكعبة وحرمها وتلك الدور والمساجد ، والأرباض والطرقات ، والأسوار والمباني كلها شواهد لهذه لصيغة القدسية لآثار مكة المكرمة.
الكعبة المشرفة :
ومضى قائلا وسط متابعة الحاضرين ، إن المتتبع لواصفي الكعبة المشرفة ليتلمس عناية كبيرة من قبلهم ، وخاصة أولئك القادمين إليها من خارج أرضها ، فقد تجلى في وصفهم عناية في وصف الكعبة المشرفة ، فلم يقتصر وصفهم على شكلها الخارجي ، بل سعى عدد منهم للدخول إلى داخل الكعبة ووصفها ، كما لم يتوانوا عن ذرع الكعبة ، من الداخل والخارج ، في ظل وجود ذرع الثقات ، من أهل مكة ومجاوريها ، وهم الرحالة والعلماء ، الذين يرون أن بناء هيكل الكعبة ، لم يحدث عليه تغيير ، منذ بناء الصحابي الجليل عبدالله بن الزبير.
أبواب المسجد :
وعن عدد أبواب المسجد الحرام ومسمياتها، يقول الدكتور السلمي : اختلف المدونون بين السبعة عشر، والتسعة عشر، والعشرين ، والتسعة والثلاثين ، والاثنين وأربعين ؛ وذلك عائد لعدم التمييز بين الأبواب والأقواس ، ورغم هذا الاختلاف ، إلا أن لرصدهم دوراً جليلاً ، في إثبات ذلك التحور على مسميات أبواب المسجد الحرام ، وأبواب المسجد الحرام ، كما دونت كالآتي : باب الصفا – باب بني شيبة – باب الندوة وغيرها.
المساجد المكية :
ويصف الدكتور السلمي الامتيازات التاريخية لمساجد مكة المكرمة التي شكلت المساجد العنصر الآخر المكي للآثار الدينية الإسلامية بجوار المسجد الحرام ، وكان لها امتيازات تاريخية تجاوزت به البناء لمجرد الصلاة فيها إلى غير ذلك ، من تحديد لمولد شخصية ما ، أو لتبيان حدث وقع ، ومن أبرز هذه المساجد : مسجد عائشة – مسجد علي – مسجد أبي بكر- رضي الله عنه – وغيرها من المساجد بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *