عواصم – وكالات
لم تفلح محاولات مليشيا الحوثي البائسة في إظهار نفسها قوية ومتماسكة فبعد أن ثبت للعالم أجمع عمالتها لنظام طهران وتنفيذها لأجندته المشبوهة وملاحقتها للمنشقين والزج بهم في المعتقلات وغياهب السجون وإجبار الأطفال على القتال لاحت في الأفق بوادر إنهيارها وتشرذمها بعد تلقيها ضربات موجعة من الجيش الوطني اليمني مسنوداً من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
فقد دبت خلافات جديدة بين قيادات ميليشيات الحوثي الإيرانية في محافظة ذمار اليمنية، منجم المسلحين في صفوف المتمردين. وذكرت مصادر يمنية أمس أن محمد المقدشي، المعين من قبل الحوثيين محافظا لذمار، هدد بتقديم استقالته في حال تمت إطاحة أحد القيادات الأمنية بالمحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن قيادت جناح ميليشيات الحوثي الإيرانية بالمحافظة بقيادة فاضل الشرقي، المكنى “أبوعقيل”، أصدرت قرارا بتغيير مدير المباحث الجنائية بالمحافظة العقيد محمد علي قاسم الحدي، واستبداله بـ”أبو صخر الخطيب” أحد عناصرها، وهو ما رفضه المقدشي.
وأرجع البعض سبب تجدد الخلاف بين جناحي ميليشيات الحوثي بذمار، إلى صراعهما على التعيينات والاستحواذ على المناصب ونهب المال العام، ووصلت الخلافات إلى حد تنفيذ محاولات اغتيال، في ظل وضع أمني متدهور في عاصمة المحافظة وأغلب مديرياتها.
وكان القيادي الحوثي مهدي المشاط، رئيس مايسمى “المجلس السياسي” التابع للحوثيين، أصدر مؤخرا توجيهات بإلغاء كل قرارات المقدشي، بعد تصاعد خلافاته مع جناح “أبو عقيل”.
وفي أكثر من مناسبة، تطفو خلافات على السطح بين قادة ميليشيات الحوثي الإيرانية، الأمر الذي يؤدي إلى اعتقالات في صفوف المتمردين واقتيادهم إلى معتقلات سرية، وتصل في بعض الأحيان إلى حد القتل.
والشهر الماضي، نصبت مليشيات الحوثي نقاط تفتيش في محافظة ذمار، للقبض على عناصرها الفارين من جبهات القتال، حيث يتكبد الانقلابيون خسائر فادحة في الأرواح والعتاد على وقع ضربات قوات المقاومة المدعومة من تحالف دعم الشرعية ف ياليمن.
وتسعى المليشيات إلى الإبقاء على مقاتليها في جبهات القتال بأي وسيلة كانت، لعدم قدرتها على حشد المزيد من الأفراد ولتعزيز جبهاتها المنهارة.
وفضلا عن ذلك، يعاني الحوثيون نقصا حادا في الذخائر، بالإضافة إلى نزيف في أعداد المقاتلين بالتزامن مع فرار المئات بأسلحتهم، وهو ما دفع قيادات الانقلابيين إلى توجيه عناصرها بملاحقة واعتقال الفارين وإجبارهم على العودة إلى خط النار.
على صعيد آخر قال وكيل وزارة الإعلام اليمنية فياض النعمان، إن الحكومة اليمنية تعمل على تقارير ترصد انتهاكات الانقلابيين ضد المدنيين لوضعها أمام المجتمع الدولي، متهما بعض المنظمات الدولية بالتغاضي عن هذه الانتهاكات.
ودان وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة اليمني، عبدالرقيب فتح، بشدة منع ميليشيات الحوثي للمنظمات الإغاثية الأممية الدولية من إيصال المساعدات الإغاثية وتوزيعها في مديريات الدريهمي والتحيتا بمحافظة الحديدة.
وأوضح فتح لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ” أن هذه الإجراءات إرهابية ومخالفة للقانون الدولي والإنساني.
يأتي ذلك فيما شنت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية هجوماً استهدف مواقع تتمركز فيها ميليشيا الحوثي في منطقة الشريجة شمالي محافظة لحج وفي الراهدة جنوبي شرق تعز.
وأكد مصدر عسكري للمركز الإعلامي للقوات المسلحة أن قوات الجيش الوطني حررت مفرق السحي وتلتي العصيدة والمدورة وكافة المرتفعات المطلة على خط الشريجة الراهدة، وسط انهيار واسع في صفوف المليشيات.
وتواصل قوات الجيش الوطني اليمني تقدمها في جبهات محافظة صعدة المختلفة، وسط معارك ضارية تتكبد فيها مليشيا الحوثي الموالية لإيران خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وقال مصدر عسكري إن قوات الجيش تمكنت خلال تلك المعارك من تحرير عدد من القرى والمناطق، في ثلاث مديريات هي الظاهر، وبكيل المير، ورازح.
وأكد المصدر أن قرى ( الصافية، الجريب، وسوق العلى، والمربح، القوفعي، مسه، جراري، النظرة، المجرم، ام دحيم ، كفات جعوان، الغيفل، الصيخابة، النكارة) قد تم تحريريها من قبضة المليشيات.
وأوضح المصدر ان مقاتلات التحالف العربي، ساندت قوات الجيش الوطني أثناء المعارك، وقصفت مواقع المليشيا الانقلابية وتعزيزاتها، وكبدتها عشرات القتلى والجرحى في صفوفها، وهو ما تسبب بانهيارها.
وأكد المصدر أن قوات الجيش استعادت كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة المتنوعة، من قبضة الميليشيا، وكذا كمية كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية.
ولفت الى أن أبطال الجيش الوطني، افشلوا عدداً من محاولات المليشيا للتسلل الى المواقع المحررة في منطقة مران، وكبدوها قتلى وجرحى في صفوفها، مؤكدا أن لواء العروبة فرضت السيطرة على ميمنة مران وصولا إلى مشارف حجة.
وكانت ميليشيات الحوثي الإيرانية دفعت خلال الأيام الماضية بتعزيزات عسكرية إلى مديريتي عبس ومستبا في محافظة حجة، بعد أن طردتها قوات الجيش الوطني اليمني من مركز مديرية حيران المجاورة.
وخسرت الميليشيات الحوثية العديد من القيادات في مديرية حيران منهم العميد عبدالوهاب محمد الحسام والقاضي صلاح مسعد خموسي في معارك بين الجيش اليمني والانقلابيين، وفق المصادر.
يشار إلى أن خموسي كان يعمل مشرفاً للميليشيات في مديرية المحابشة.
من جانبه، أكد مصدر عسكري أن الجيش اليمني، بدعم من التحالف، قتل أكثر من 200 عنصر حوثي خلال 3 أيام حشدتهم الميليشيات من محافظة حجة. كما تمكن طيران التحالف من تدمير 18 موقعاً لآليات ومنصات صواريخ تابعة للانقلابيين.