كتب: ععمرو مهدي
عن مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية بعد ثورة 30 يونيو، أوضح الباحث السياسي ديفيد بولوك أن الولايات المتحدة تعاني قدرا كبيرا من الارتباك جراء ما يحدث في مصر، لافتا إلى أن المصالح الإستراتيجية الأمريكية أهم بكثير من الاعتبارات التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في مواقفها.
وأشار إلى أن التأثير الأمريكي في القرار المصري محدود للغاية حيث إن العديد من الأمور والقرارات التي تتخذها الإدارة المصرية لا تروق في الكثير من الأحيان للإدارة الأمريكية ومن ثم فالشعب المصري هو من يدير أموره بنفسه.
وأفاد بأن ماكين الذي سيزور مصر قريباً سبق وأن أصدر تصريحات مضادة لما حدث في مصر ولكن موقفه تراجع إلى حد كبير، مضيفا أن زيارة عدد من الوفود الأوربية للرئيس المعزول في محبسه لا يمكن النظر إليها على أنها تدخل في الشأن الداخلي ولكن في إطار متابعة حقوق الإنسان.
من جهته رأى مأمون فندي – مدير معهد لندن للدراسات الإستراتيجية – أن ما حدث في مصر لا يمكن وصفه بالانقلاب كما أن الولايات المتحدة لديها مجموعة من المصالح المهمة التي تؤديها الدولة المصرية أياً كان من يتولى رئاسة هذه الدولة وإدارة أمورها ومن ثم تسعى إلى ممارسة مجموعة من الضغوط على الإدارة الجديدة.
وأشار – في حديث لبرنامج حوار الليلة على قناة sky news عربية – إلى أن مصر لها مجموعة من الحلفاء بالكونجرس الأمريكي مثل النائب جراهام الذي له دور في المشهد السياسي الأمريكي ولكن لا يمكن أن يوجه الأمور وفقاً لإرادته هو، معلنا أن العلاقات الأمريكية المصرية غير مهددة كما يظن البعض.
وأفاد بأن البعض يظن أن الولايات المتحدة قادرة على إدارة العالم ولكن أيدي الولايات المتحدة مغلولة تجاه الكثير من القضايا والمواقف، لافتاً إلى أن العلاقات الدولية علاقات حساسة للغاية ولا تفرط فيها الدول بسهولة حفاظاً على المصالح، مضيفا أن النظم السياسية في العالم العربي تسعى إلى التضخيم من الدور الأمريكي حتى يتم إثارة حالة من الحشد الشعبي حول النظام ومن ثم يلتف حول الحاكم كي يتمكن من الاستمرار في السلطة أكبر وقت ممكن.