الثقافيـة

حنان مفيد فوزي لـ(البلاد): أنا أصغر كاتبة مشاكسة في مصر من جيلي

جدة- فاطمة آل عمرو (هاتفيا)
اسم تألق في الوسط الإعلامي العربي لمذيعةٍ قدمت العديد من البرامج الناجحة، وكاتبةٍ صحفيةٍ بارعة، وأديبةٍ صدرت لها مجموعةٌ من الكتب والمؤلفات، وشاعرةٌ موهوبة، وبامتزاج هذه المكونات أشرق فجر الإعلامية المصرية حنان مفيد فوزي، خريجة كلية الآداب (علم نفس)، تبوأت مكانةً مرموقةً بين الإعلاميين، فنالت بعض الجوائز والشهادات التقديرية، لم يأتِ سر نبوغها من فراغ، فهي إعلاميةٌ بالفطرة، حيث نشأت في بيتٍ يتنفس إعلاماً، فنهلت من مدرسة والدها الإعلامي اللامع مفيد فوزي، وارتوت من معين والدتها المذيعة الراحلة آمال العمدة.
وفي حوارها مع (البلاد) حلقت في أجواء ذكرياتها، وكشفت عن كتابة مسلسلين جديدين، وأجابت بصراحةٍ وشفافيةٍ عن معلوماتٍ، ربما جهلها الكثيرون، فإلى خبايا الحوار:
• من هو المثقف في نظر الإعلامية حنان؟
الوعي بنظري يسبق الثقافة والواعي يتفوق على المثقف؛ كونه ملمٌّا بثقافاتٍ مختلفة، وجميعها تصب في مصلحةٍ واحدة، وكل ما كان الشخص ملماً وباحثاً يومياً على المعلومة وعلى درجةٍ من الاطلاع كان نموذجاً مشرفاً في بلده.
• في مقالك الساخر الأخير (جنينة حيوانات عظمى)، وكأنك تخاطبين شخصيةً بعينها ويعرف نفسه تماماً، هل تملكين الشجاعة بقول اسمه، أو لمن توجهين هذا المقال؟
تلقيت الكثير من الاتصالات والرسائل بخصوص هذا المقال، الذي لامس البعض وشعروا بعلاقته الوثيقة بشخصياتٍ التقوا بها، حيث يلخص مفهوم التعامل مع البعض، يحلل ويربط معانٍ بحيوانٍ معينٍ في هذا المقال، قد نراها على أرض الواقع، وأرى أن كل إنسانٍ في حياته أو في شخصيته مجموعةٌ من الحيوانات تمثل تعاملات الناس مع بعضهم، وليس بالضرورة أن أقصد في مقالي شخصيةً بعينها، وقد أقصد في وصفي بها كاتباً، مخرجاً، ممثلاً أو ضيفاً في برنامجٍ معين، وهناك مقالٌ قادمٌ سأكتب فيه عن إناث الحيوانات.
• دائماً ما تكون أول مقالةٍ بالنسبة للكاتب، لها ذكرى خاصة وملامسة لحالةٍ عايشها، هل تذكرين مناسبة أول مقالةٍ لكِ؟
أعتبر كل مقالٍ جديد هو الأول، الذي يشبه تماماً الإحساس في مجال تأليف الكتب، أنا أكتب المقال المصور الذي له علاقةٌ بلغة السينما التي أعشقها، ليُبحر القارئ في المعاني بعمق، علماً بأن طقوسي الكتابية خاصة، وما أكثر المشاهد والمواقف التي استوقفتني فترجمتها بلغتي الخاصة، فأنا مع حزب اتحاد الروح مع الجسد، سواءً في كتاباتي أو علاقاتي؛ لأنني أكتب شخصيتي عكس بعض زملائي من الكتَّاب والفنانين الذين يفضلون الفصل دائماً.
• هل تعتبرين نفسك كاتبةً مشاكسةً من الدرجة الأولى؟
بل أصغر كاتبةٍ مشاكسةٍ في مصر من جيلي، ولكن لست الوحيدة فهناك كثيراتٌ سبقنني في هذا المجال، منهن: (فاطمة ناعوت، ياسمين السيد، لميس جابر، وسناء البيسي).
• من وجهة نظرك من هو المذيع الذي يتمتع بذات الكاريزما وبحجم الأدوات الصحفية التي يملكها والدكِ؟
لا يوجد مثل مفيد فوزي، وأعتبر نفسي من مدرسته ولستُ خليفته ولا خليفةً لوالدتي الإعلامية الراحلة آمال العمدة، كل إعلامي له أدواته الخاصة، ولا أخفيكِ فهناك بعض الدخلاء في المجال الإعلامي الذي لا يحترم المشاهد، ولا الضيف، وهناك من يُساء فهمه وأنا دائمة القلق على والدي؛ لأن بعضاً من آرائه تُعتبر صادمةً وليست صِداميةً فهناك فرق، لدرجة أن المشاهد هنا يُصاب بالدهشة، وعندما يُبدي رأيه خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي تأتي تفسيراتٌ وتعليقاتٌ خاطئة، بمفهومهم وتنشر أخباراً مغلوطةً دون التأكد من صحتها من صاحب الشأن، وجاء هنا الخلط بين مفهوم الحرية المبالغ بها واحترامه، أنا مع أنصار إبداء الرأي وإن كان لاذعاً لكن بأسلوبٍ محترم حتى في طريقة الأسئلة.
مع الأسف، إن الصورة الإعلامية تغيرت اليوم، وهو واضحٌ في الألفاظ والتحقيقات، لم نأخذ من الغرب الشيء المهم، في حين أن لديهم حدوداً معينةً في معنى الحرية الإعلامية وإبداء الرأي، فهم يعرفون ماذا يريدون، وقد فُرضت تلك الحريات بين العرب لدرجة أننا نقلدهم ونتشبه بهم بأسلوبٍ خاطئٍ ومغايرٍ تماماً.
• يعتبر منتدى الإعلام العربي بدبي، الحدث الأهم في الساحة الإعلامية العربية، لماذا لا نرى اسمك حاضراً، وفي حال تواجدتِ ما هي ورقة العمل التي ستتناولينها؟
أحرص دائماً على التواجد في أي منتدىً أو مؤتمرٍ هادفٍ يحمل رسالةً إعلاميةً مهمة، وهناك أكثر من جهة تُقدر جهدي واسمي وأقوم بتلبيتها، وأتمنى فعلاً أن أكون إحدى المتحدثات فيه في حال وصلتني دعوةٌ من الجهة المنظمة، وبعيداً عن المنتدى أنا من عشاق دولة الإمارات التي اراها واجهة الابداع وملتقى الثقافات، ودائماً ما تصلني دعوةٌ خاصةٌ لحضور مهرجان الشارقة، هناك ثلاث دولٍ، أكاد أجزم بأنها جزءٌ من حياتي (هولندا، الإمارات ولبنان).
• من هم الكتاب الذين يعجبكِ أسلوبهم خليجيا وعربيا؟
العنوان يشدني أكثر من الكاتب نفسه، وقد يعجبني محتوى كتابٍ لمؤلفٍ مبتدئ، لكن مع الأسف العين تذهب لبعض المشاهير من الكتاب رغم وجود آلاف الكتب لمؤلفين مغمورين لم تسلط عليهم الأضواء، ذوي مستوياتٍ فكريةٍ أدبيةٍ تفوق أولئك الذين وجدوا حظاً ونصيباً من الانتشار. ولذا نأمل أن تسلط الأضواء على هؤلاء المغمورين.
• كيف نصف علاقة حنان بالسياسة، في ظل هذه الأجواء والمتغيرات؟
عندما أرى مشهداً سياسياً يشد انتباهي أقوم بمعالجته من وجهة نظري الساخرة فقط. فهي ليست بعلاقة زمالة ولا صداقة وإنما علاقة ضمير.
• قلتِ في حوارٍ سابقٍ لكِ “أنا بنت غلبانة جداً وبسيطة”، هل طيبتك وتلقائيتك جعلت منكِ عرضةً للاستغلال، وما نوع هذا الاستغلال؟
تعرضت للكثير من الاستغلال وبأنواعه مادياً وعاطفياً ممن ظننت أنهم أصدقاء، وأرى بأن هذا النوع من الاستغلال فجر بداخلي الكثير من الطاقات الإيجابية، وأنا أفعل الخير وسأظل ماضية في طريقي طلباً لمرضاة الله ولا أنتظر مقابلاً على ذلك أبداً. ولا أتوقع رد الجميل من أي شخص على الإطلاق.
• في السنوات الأخيرة ظهر في الفن عشرات الأسماء أودت بمستوى الفن المصري إلى الهاوية، وبما أنك ناقدة فنية بماذا تنصحين؟ ومن وجهة نظرك ما هي أسباب أزمة الفن المصري؟
لا أعتبر نفسي ناقدةً فنيةً، ولكنني مشاهدةٌ جيدة تبدي رأيها بكل صراحة، فالفنان غير مسؤولٍ على تدني مستواه، بل الجمهور هو المسئول الحقيقي عن تقييم المعروض في الساحة الفنية من حيث الضعف أو القوة، فهناك أفلامٌ رائعةٌ لعددٍ من المخرجين منها ليسري نصر الله، وشريف عرفة وطارق العريان، ومن جيل الشباب بيتر ميمي الذي يحضر حالياً لمسلسل الطوفان. وهناك أعمالٌ ناجحةٌ أيضاً لكن لم يسلط الضوء عليها كثيراً. ونظلم الجيد منها إذا عممنا مفهوم التردي والتدني.
• عندما اخترتِ شريك حياتك بمحض إرادتك، اتبعتِ مع والدك أسلوباً إقناعياً مختلفاً، كان عن طريق المراسلة، لماذا؟
كانت حاملة أسراري الوحيدة هي والدتي- رحمها الله، أخبرتها صراحةً عن قصة حبي من الرجل الذي شعرتُ بأنه المناسب لي، بينما كنت خجولةً من والدي رغم صداقتنا، وخطرت لي خاطرة، وجدتها الطريقة الوحيدة والمعبرة، وفعلاً أرسلت له عبر الفاكس، وأخبرته بأن الرجل الذي يريد الارتباط بي، سيقابله ويريد التقدم لخطبتي، ولأن والدي يثق برأيي، فعلاً قابله وتمت الموافقة.
• (ليه عملت كدا) لمن تقولين هذه الجملة صراحةً؟
سأقولها للفنانة شيرين عبد الوهاب، ليس تأنيباً وإنما حباً وتقديراً لموهبتها، وبما أنها من الشخصيات التي يسهُل استفزازها، أدخلت نفسها في مشاكل أثرت سلباً على عملها حيث فوجئتُ بإلغاء حفلاتها، وهي لا تستحق ذلك فعلاً، وحسب قراءتي لشخصيتها أجدها إنسانةً تلقائيةً وطيبة.
• ماهي الشخصية التي تناسب الفنانة شريهان في الوقت الحالي؟
شريهان لديها عزيمةٌ قوية، وعادت كما عهدناها سابقاً وأبهرتني فعلاً بشجاعتها وعزيمتها من خلال مسرحياتها الجديدة، وقد عرفناها صاحبة موهبة فذة، وأثبتت ذلك من مشروعاتها الفنية المرتقبة، فهي تملك مقومات الفنانة الاستعراضية الشاملة.
• من هي الشخصية التي تتمنين لقاءها أو محاورتها؟
أتمنى أن ألتقي الفنانة اللبنانية الرائعة فيروز مرةً أخرى، والتي سبق أن حاورتها قبل عشر سنوات، وأيضاً غادة السمان التي أعتبرها والدتي الثانية. وخليجياً أتمنى أن ألتقي الفنانة الملكة أحلام التي أعشقها فعلاً، والفنانة المتميزة نوال الكويتية.
• ما هي مشاريعك المرتقبة، ومن هو المطرب الذي قد تكتبين له أغاني؟
صدر لي كتاب (فيرونيا) ولاقى نجاحا كبيرا، إضافةً إلى كتابة مسلسلين أحدهما كوميدي وآخر درامي، وأحضر لكتابة أشعارٍ غنائية، خاصة لتٌغني لعدد من المطربين المهمين في وطننا العربي، مع العلم بأني أكتب منذ عشر سنوات اغاني ومسلسلات مطبوعة فقط، وأتمنى فعلاً أن أكتب للمطربة الإماراتية أحلام وأراها تغني باللون المصري، كما أتمنى أن تتغنى بكلماتي المطربة نجوى كرم، والفنانة نانسي عجرم، والمتألق حسين الجسمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *