ملامح صبح

جيد الأماني وعِقد الجراح (1/2)

(جيد الأماني)
شعر- خميس الأسلمي

أهديت جيد الأماني عقد .. من هـم
وقصيـدةِ تهـدم الشاعر..وتبنـيـه
ولاجيت اعاقب غرور الجرح بالـذم
من يلمس الجمر.. مايجهل مباديـه

يامحمد اللي بـ/ صدر الحرف ملتـم
اقسى من اللي بوجه النـاس مبديـه
ياصاحبي… صاحبك يامـا …تألـم
وياكثر ماماتت بعينـه .. مشاريـه

شفت انتظاري يبـدّد حلمـي الجـم
وشفت انكساري يبارك له مساعيـه
ولابيّن الحزن إلا بعـض .. ماضـم
من ذكريات الرحيل المر .. والتيـه

واللي تسامى بنزف الحبر .. ماتـم
شفني تشربت موتي .. من معانيـه
يضيع فيه الورق .. والدمع .. والدم
ولايحبس الشعر غير انفاس راعيه !

رؤية – ماجد الغامدي
تزهرُ الآمالُ في القلوب وتتفرّع أغصانُ الأمنيات لِتلامس سماء الحلم فتستظلُ الأرواحُ بظلِّها وتورقُ في طقوسها روضة النفس ، وقد تتجاوز أغصانُ الأمل فَلَكَ النفس وتتعدّى نطاق القدرة وقد تتهاوى دونها أجنحة الأمل وتتكسر بأمواجها مجاديفُ المحاولات فتصبحُ الآمالُ آلاماً ويضحي الطموحُ حطاما ، فتكونُ أحلامُ الطموحين أغلالاً تثقلُ خُطاهم بل وتعميهم عن البدائل الصغيرة التي لا تشبعُ غالباً نَهَم القلوب ولا تروي ظمأ النفوس المتعطّشة للتميّز،مثلما يقول المبدع تركي رويّع الرويلي:

كنت خايف لافقدك حتى فقدتك
ومن فقدتك مابقى شيٍ أخافه!

ولكن المحبين يُبقون لأنفسِهم زفرةً ينفثون من خلالها شيئاً من هجير الروح ويحتفظون لأمانيهم بالوفاء والإكبار .
*خميس الأسلمي الشاعر العذب والقلب النقي بوفائه يحتفظ لأمانيه بالحب،فيُهدي جيد الأماني عِقداً من هم!

أهديت جيد الأماني عقد..من هـم
وقصيـدةٍ تهـدم الشاعر..وتبنـيـه!

وأيُّ هديةٍ هذه التي رآها أغلى ما يجد فليس الهمُ إلاّ طوداً تناثرت على سفوحه لآلئٌ من نُثارِ الأمنيات ونفائسٌ من شَتاتِ آمالِه ، وما أغلاهُ من عِقد !)

عِقد من هم(لا توحي بعجز أو يأس بقدر ما تعكس حيرةً أطلقت زفرةً من بوح وتنهيدةً من أسف ،اختارَ العقد مع أنه يمكن أن يقول (كنز) إن لم يناسب الجيد فهو يناسب كِبر الهم وتعدد بواعثه ، أو طوق قد تناسب الجيد والهم ، ولكنه بعبقرية الشاعر يجمعُ بين الصورتين نضّدَ عِقداً من هم لِيزيّن به جيد الأماني التي تلاشت ، ويُردف في عجزِ البيت صورةً مماثلة توضح تقابل الصورتين في صدر البيت فالقصيدة هي نفثةٌ من عجاجِ الهم و(تهدم الشاعر وتبنيه) صورتان تقابل الصورتين السابقتين فمثلما نثرت الصروف الأماني فقد هدّمَت لحظة البوح قِلاع الأسرار في صدر الشاعر ومثلما نضّدَ عِقداً من همّْ وجدَ في سردِ تباريحه ما يخفف من احتدام أحاسيسه ليبني أملاً جديدا!

نرى أيضاً التقابل الحيوي بين شطري البيت ، فالشاعر يستخدم لفظ جيد الذي لا زالت تنبض به الحياة ، وهذا ينفي عنه اليأس ويبعد عنه الاستسلام رغم مرارة الحسرة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *