ملامح صبح

جثث على قيد الحياة

حنان العوفي

مؤلمة جدا عبارة ” أحدهم فارق الحياة ” وقد تبكي بحرقة عليه وأنت لم تلتقه أبدا ، ربما تبكي لأنك إنسان هزمك الفقد في معارك سابقة ، وربما وجدت سببا مقنعا للبكاء في وقت تحتاجه ولا تجد مبررا حقيقيا له ، وربما أن مفارقة الحياة هي السبب الجوهري لذلك خاصةً إن لم تعانقها يوما ما ، كلنا سنموت وهذه هي الحقيقة المشتركة بيننا حتى لو كرهناها ، لكن الحقيقة المُغيبة أن بيننا جثث ما زالت على قيد الحياة ، بعضها اختار ذلك طوعا ، وبعضها أُجبر على أن يموت ، لا تهم الأسباب التي تجعلنا موتى لم يغادروا الدنيا ، المهم أننا استسلمنا وأصبحنا نرتدي الموت كل يوم ، تنازلنا عن حقوقنا موت ، صمتنا عن الأذى موت ، الظلم الذي يصدر منا أو يقع علينا موت ، الكره الذي اجتاح العلم موت ، كثيرة هي صور الموت التي تلتف حول أعناقنا وتُردينا قتلى لكنهم ما زالوا يتنفسون وكما قال أحدهم:

” الموت حق وكل نفس تذوقه
مير البلا من ذاق حره ولا مات “

ما الذي يستحق في هذه الحياة أن نموت من أجله موتًا حقيقيا لا الموت الجبان الذي يجعلنا لا نستحق البقاء،هل أصبحنا قتلة ومقتولين في آنٍ واحد ؟!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *