جوري الغامدي
(شدا) الجبل المكان والإنسان الذي بقي شامخاً وذات هيبة مختلفة وهو إلهاماً للشعر والشعراء يزداد حسناً كلما لاح برق وهلَّت أمطار هكذا بقي جبل شدا أيقونة الحب وبوصلة للعاشقين والمتيمين ..! شدا شموخ العابرين من هنا ومن خلَّد ذكرياته هناك حتى قيل بأنه يناجي كل ليلة الراحلين ويرحب بالقادمين جبل أكبر من ان يختزل في قصيدة أو مقالة أو رواية بيد إنها على سبيل المثال لا الحصر نجد هنا الشاعر رمضان المنتشري يفخر أن يكون شدا تهامي الموقع فيقول:
ياشدا مامثيلك في الرواسي وصيف ولا شبه
يكفي إنك تهامي من رواسي تهامه ياشدانا
أما الشاعر أحمد الدرمحي فقد أبدع في وصف جبل شدا بما يليق به قائلا ً:
كِنّه إلا ملك جالس على عرش في صمتٍ وهيبه
والجبال التي حوله عساكر نظام وجند له
وبين أروقة تلك المنازل التي هُجرت نجد حنيناً واضحاً في شعر أهالي الجبل ليمثلهم الشاعر الدكتور محمد الشدوي قائلاً:
ياشدا ياشدا وين المزاريع والجو العليل؟
كان راس الجبل حرث(ن) ودمس(ن) ورعي الفوق راسه..
ويستعيد ذكراه هناك حتى يقول بنبرة حزن:
والبيوت التي راس الجبل خذ لها اقفال وسكِّر
الله يرحم شدا من بعد ذيك المشاغل والضياع
ويشوقنا الشاعر عيظه بن طوير المالكي ل بُنّ شدا الذي تميز عن غيره فيقول:
يقلون اهل البضايع ما كما ريح البُن الخولاني
وانا اقول لا مايورّد في المثايل مثل بُنّ شدا
ويعتبر جبل شدا الاعلى مسكناً للنمور العربية وبعض السباع والطيور النادرة
ويتغنى بهذا الشاعر محمد بن حوقان المالكي:
أنشد التاريخ والجغرافيا من حقل الى الشقيق
كانو يقلون النمر ما يسكن إلا في شدا من عسره.