دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوم الجمعة ، في خطاب متلفز، أذاعه التليفزيون القطري ، إلى الحوار لحل الأزمة السياسية بين بلاده والدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب ، فيما وصف عدد من المتابعين والمحللين السياسيين والإعلاميين ، خطابه بالإنشائي، مؤكدين أنه ظهر “مرتبكًا” ومرهقًا.
وزعم الشيخ تميم في أول كلمة له منذ أن قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها بالدوحة أن الحياة تمضي بشكل طبيعي في بلاده
وقطعت الدول الأربع علاقاتها بقطر وفرضت عليها عقوبات الشهر الماضي
بعدما اتهمتها بتمويل جماعات متطرفة ودعم الإرهاب .
وقال الشيخ تميم “قطر تحارب الإرهاب بلا هوادة ودون حلول وسط وثمة اعتراف دولي بجهود قطر في هذا المضمار”
زاعمًا أن دافع ذلك “ليس إرضاء أحد في الشرق أو الغرب
وأضاف “ولكن لأن الاعتداء على المدنيين لأغراض سياسية جريمة بشعة” على حد قوله.
واعترف تميم بأن ما تعرضت له قطر من مقاطعة يدفعها لمراجعة نهجها الاقتصادي بما يضمن تنويع مصادر الدخل
مشيرا إلى أن ذلك “لم يعد رفاهية ولا مجالا للتهاون فيه”
وفي ختام خطابه أعرب الشيخ تميم عن أمله في أن تنقضي الأزمة بالتفاوض والحوار
مقدمًا الشكر لدولة الكويت على جهود الوساطة التي بذلتها حتى الآن.
كلمة إنشائية
في السياق وصف المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني كلمة تميم بأنها “كلمة إنشائية أعدها عزمي بشارة لـتميم
وأضاف “لو كتبها طالب بالمرحلة المتوسطة في حصة التعبير لرسب، ولو طلب بثها بإذاعة صوت العرب بالخمسينات لرفضت بثها”.
دعوة فارغة
من جهته وصف الكاتب الصحفي والمدير العام لقناة «الإخبارية» جاسر الجاسر: دعوة الدوحة للحوار الذي تضمنها خطاب الأمير دعوة فارغة لا معنى لها !
وأكد الجاسر أن أمير قطر في كلمته لم يكن مقتنعاً بما يقول
معتبراً أن الكلمة مسجلة وهو يقولها بشكل آلي ونبراته ساكنة وثابتة والإرهاق بدا واضحاً عليه
ومضى قائلا “لم يكن لديه روح وحماس وثبات في الموقف فجاء الخطاب مفككاً ومرتبكاً ومشوشاً معلناً أن الدوحة التزمت خط الإرهاب وستقف إلى جانبه”.
مفسراً ذلك بأن الخطاب كان من إملاء من تنظيم الحمدين وشركائه من الإخوان المسلمين الذي لا يزال ممسكاً بتلابيب الحكم بقطر.
غير مقنع
في الأثناء كشف المتخصص في العلاقات العامة وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، طارق الأحمري الغرض الذي يرمي إليه أمير قطر في خطابه الأخير
مؤكدًا أنه يسعى لكسب التعاطف وإثبات المظلومية عليه وعلى شعبه.
وأشار إلى أن “تميم خرج مرهق ويبدو في وضع لا يحسد عليه في خطاب مفكك غير مترابط وغير مقنع حتى عندما ألقاه، يدل أن من صاغه هما الحمدين”.
وقال إن الخطاب كان في المجمل سيئا في صياغته، واحتوى الكثير من التناقضات والأساليب الخطابية الإعلامية الضعيفة.
وأورد 17 ملاحظة، أبرزها أن “الخطاب هو محاولة استعطاف لكسب أكبر قدر من الجمهور واستمرار الجمهور السابق
حيث تم اختيار ذات المكان الذي ألقى منه تميم خطاب تولي الحكم في قطر”.