الأرشيف الطبيـــــة

تلوث أغذية صينية بالميلامين يبرز الخطر الذي يهدد الإنسان

هونج كونج – \"رويترز\"
ملأت شيرلي لو وهي من سكان هونج كونج برادها بحليب الصويا واشترت شوكولاتة مستوردة لابنها عقب اكتشاف مادة الميلامين في حليب الاطفال ومنتجات البان في الصين. وحين اثبتت اختبارات أجريت في هونج كونج اواخر الشهر الماضي ان بيضا واردا من الصين يحتوي على مادة الميلامين استبد بها اليأس.
وتقول \"انه امر مخيف. من الواضح انه تسلل إلى المواد الغذائية وسلة الطعام. يحاول ابني طمأنتي قائلا ان جسمه لابد ان يكن قويا جدا لأن به كميات كبيرة من هذه المواد ولم يمرض.\" ويؤكد اكتشاف الميلامين في البيض وفي حليب الاطفال ومنتجات الالبان والشوكولاتة وغيرها من المواد الغذائية التي تحتوي على منتجات البان ما كان يشك فيه خبراء طويلا من ان المادة الكيماوية دخلت سلة غذاء الانسان. ولا يقتصر الامر على الميلامين فمعادن ثقيلة مثل الرصاص والزئبق التي يمكن ان تسبب تلفا في المخ فضلا عن الكادميوم وهو مركب يستخدم في البطاريات والمبيدات والمضادات الحيوية موجودة في سلة طعام الانسان. ويقول خبراء إن الصين منتهك رئيسي لقواعد سلامة الغذاء إذ تضيف للاغذية بصورة منتظمة كيماويات مسرطنة كمواد حافظة او مكسبات لون. ويقول بيتر يو استاذ الاحياء والتكنولوجيا الكيماوية في جامعة العلوم التطبيقية في هونج كونج \"في الصين لا اهتمام بسلامة الغذاء.. يضاف الكثير من المواد لذا التلوث الغذائي متفش.\"
ويضيف يو \"هناك تلوث بيئي ايضا من المبيدات والفورمالديهايد \"يستخدم لقتل البكتيريا\"\" مشيرا لاستخدام الملكيت الاخضر وهي مادة مسرطنة اكتشفت عام 2006 في اسماك واردة من الصين. وأضيفت المادة للقضاء على الفطريات التي تصيب الاسماك.
وعادة ما تختبر كبرى الشركات المنتجة للمواد الغذائية المكونات ومنتجاتها النهائية للكشف عن اي من هذه الملوثات ولكن خبراء يقولون ان من الصعب متابعة جميع المكونات القادمة من الخارج التي تصل إلى مائدة الطعام وبصفة خاصة في الصين التي تعاني من تراخ وصعوبة تطبيق اللوائح. وفي اعقاب فضيحة الميلامين تدرس الصين قانونا اكثر صرامة لسلامة الغذاء إثر انتقادات الامم المتحدة لرد فعلها البطيء ازاء فضيحة الحليب الملوث. وأدهشت مشكلة الميلامين حتى بعض منتجي الاغذية الذين ذكروا انهم يجدون صعوبة في ملاحقة الاضافات الغريبة التي تضاف للمواد الغذائية. فقد اضيف الميلامين على سبيل المثال لحليب الاطفال للغش في مستويات البروتين. وقال مدير يعمل بشركة اجنبية كبيرة لانتاج المواد الغذائية لها مصانع في الصين \"كيف توصلنا إلى الكادميوم او المعادن الثقيلة؟ لعلمنا انها تقتل الناس. لذا اجرينا اختبارات للكشف عنها. ولكننا لم نعلم ان الميلامين يمكن ان يكون في الغذاء.\"
ويستخدم الميلامين ومشتقاته في العلف الحيواني والمبيدات في الصين على نطاق واسع ولا يعلم احد مدى ما يسببه من ضرر للانسان في حالة التعرض اليه لفترات طويلة. وفرضت هونج كونج حدا اقصى على نسبة الميلامين في الغذاء في سبتمبر ايلول بحيث لا تزيد عن 2.5 ملليجرام لكل كيلوجرام وحددت أكثر النسبة في الاطعمة المخصصة للاطفال دون الثالثة والامهات المرضعات بحيث لا تزيد عن ملليجرام واحد لكل كيلوجرام. ويقول خبراء ان هذه القيود عشوائية وطالبوا بمزيد من الاختبارات واعتماد اكبر على العلم عند فرض قيود لضمان سلامة الغذاء. وقال تشان كينج مينج استاذ الكيمياء الحيوية في الجامعة الصينية \"وضع الحد الاقصي بناء على دراسات اجريت على الحيوان ولا نعلم حجم تعرض الانسان لها. ماذا لو كانت تتراكم في الجسم باكثر من الحد الامن.\" وأضاف \"ينبغي اجراء مسوح لاكتشاف الأطعمة التي تحتوى على الميلامين ومدى تركيزها. بعدها سنعرف مدى خطورة الأمر.\"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *