خوزستان – طهران – وكالات
يواصل متظاهرون من سكان إقليم الأحواز الذي تقطنه أغلبية عربية بمحافظة خوزستان جنوب غربي إيران، الخروج في مسيرات ليلية؛ احتجاجا على سياسات التمييز التي تمارسها سلطات النظام الإيراني بحقهم لليوم العاشر على التوالي.
ولفتت صحيفة “كيهان” المعارضة الصادرة من العاصمة البريطانية لندن، إلى أن استمرار تلك الاحتجاجات يأتي ردا على محاولات الأجهزة الأمنية الإيرانية، ومليشيات الحرس الثوري تشتيت صفوف المحتجين، وقمع تظاهراتهم السلمية التي يطالبون خلالها بتحسين أوضاعهم المعيشية، حيث يشكو العرب في الأحواز من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة إلى جانب التمييز ، مشيرة إلى اتساع نطاق الاحتجاجات خارج الأحواز العاصمة إلى مناطق خرمشهر، والحميدية، وعبادان، بعد أن شنت السلطات حملة اعتقالات شملت أكثر من 160 ناشطا أحوازيا على مدار الأيام الماضية لبث الرعب والتهديد في الأحوازيين، لافتة إلى أن انتشار عناصر من الاستخبارات التابعة للحرس الثوري صار أمرا معتادا في تلك المناطق، بهدف ترهيب السكان.
واندلعت الشرارة الأولى لاحتجاجات الأحوازيين بالتجمهر أمام مبني تابع للإذاعة والتلفزيون الإيراني في خوزستان، على إثر ما اعتبروه إساءة للقومية العربية التي وردت في سياق إحدى حلقات برنامج مخصص للأطفال يدعى “كلاه قرمزى” أو “القبعة الحمراء تبثه القناة الثانية، والذي يخضع بشكل مباشر لسلطة مرشد إيران علي خامنئي.
وعرض البرنامج خريطة لتقسيمة العرقيات داخل إيران تتجاهل العنصر العربي، أحد فسيفساء التركيبة السكانية، في حين وضعت بدلا منه عرقية اللور المهاجرة إلى الإقليم، وتم تعريف كل الأقاليم القومية الأخرى بأزيائها المحلية.
واعتبرت “كيهان” الناطقة بالفارسية ، والتي تصدر طبعاتها من لندن منذ العام 1979، أن نظام الملالي بعد أن فشل في السيطرة على الاحتجاجات السلمية لجأ إلى استخدام أساليبه المعتادة عبر بث الفرقة بين المحتجين، وإفشاء مزاعم عن كونهم انفصاليين لاتخاذ ذلك ذريعة لتبرير القمع والتعامل بالقوة والرصاص معهم، لافتة إلى أن تلك السياسات الخبيثة لم تؤثر على وحدة سكان محافظة خوزستان، التي تتجاور فيها عدة عرقيات أخرى إلى جانب القومية العربية.
* قتل على الهوية
وواصلت سلطات النظام الإيراني على مدار الأيام الماضية، قمع المحتجين باستخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، في الوقت الذي بث نشطاء على موقع تويتر مقطع فيديو يظهر فيه هجوم لسيارة تابعة للحرس الثوري ضد المتظاهرين لدهسهم في أحد الشوارع، قبل أن يستولي عليها المحتجون ويضرموا بها النار، بحسب الصحيفة.
وورد في تغريدات لرواد موقع تويتر أن الأحوازيين يعانون أزمات عدة تتعلق بارتفاع معدلات التلوث البيئي، وانتشار الأمراض الصدرية بسبب التصحر والغبار الناتج عن تجفيف النظام الإيراني الأنهار بالإقليم وتحويل مجراها إلى مناطق ذات أغلبية فارسية، إلى جانب مصادرة الأراضي الزراعية وانعدام الأمن وزيادة نسب الجرائم.
*في سجون الملالي
تحولت الناشطة السياسية الإيرانية كولرخ إيرايي، إلى أيقونة للمعارضة، لا سيما المرأة التي تتذوق كل أنواع التهميش والملاحقة في مدن إيران، أما في داخل سجون “ولاية الفقية”، فتتعرض لويلات التعذيب على يد الجلادين في نظام “الملالي”. وتعيش “كولرخ” في ظروف مأساوية، بعد دخولها في اليوم الـ62 للإضراب عن الطعام، الأمر الذي أدى إلى سوء حالتها الصحية، لا سيما أنها فقدت أكثر من 20 كيلوجراما من وزنها، فضلا عن معاناتها من أمراض في الكلى وانخفاض ضغط الدم والضعف الجسدي المفرط.
وبحسب بيان أرسل من لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إلى المنظمات الحقوقية الدولية؛ لإنقاذ “كولرخ” التي أصبحت على مشارف الموت، فهي غير قادرة على المشي والوقوف على قدميها، ودخلت مرارا في حالة الغيبوبة، ونقلها جلادو السجن إلى مستشفى غير معروف، ليكون إضرابها عن الطعام هو الأطول بين السجينات السياسيات الإيرانيات.
* انهيار العملة متواصل
على الصعيد الاقتصادي، شن عبدالله جواد آملي في إيران هجوماً حاداً على البنوك، معتبراً أنها سبب انهيار اقتصاد البلاد، وإصابته بـ”الشلل”، في الوقت الذي يعاني الاقتصاد الإيراني من ارتفاع مؤشر التضخم، وهروب الاستثمارات الأجنبية بسبب سياسات نظام الملالي التخريبية بالمنطقة.
وأشار موقع ردايو زمانه المعارض، إلى أن البنوك في إيران تدير نحو 80% من اقتصاد البلاد، حيث تعتمد في زيادة حجم مدخراتها على رؤوس الأموال المتدفقة من المواطنين والمودعين.
ودفعت حكومة الرئيس الإيراني البنوك في السنوات الاخيرة إلى خفض أسعار الفائدة تحت ضغط ارتفاع مؤشرات التضخم، قبل أن تعاود البنوك قبل نهاية السنة الفارسية المنقضية، رفع هوامش ربحها إلى أكثر من 15%، ورغم ذلك لم يستمر انخفاض الفائدة البنكية، حيث صعدت بعض البنوك أسعار الفائدة إلى نحو 21% مرة أخرى.
وانخفضت قيمة العملة الإيرانية المحلية أمام الدولار في الأيام الأخيرة إلى مستوى غير مسبوق تاريخياً، حيث تجاوز الدولار الواحد حاجز 5000 تومان بعد أن توقف سعره عند 4000 تومان في أكتوبر الماضي.
وفي الوقت الذي تشهد العملة الإيرانية انهيارات مطردة ، تحجم متاجر الصرافة في سوق العملات الأجنبية بساحة فردوسي وسط العاصمة طهران، والمعروفة برواج تجارة العملة، عن بيع الدولار أو اليورو، ترقباً لاستقرار السوق.
وفي السياق ذاته، كشفت تصريحات أدلى بها أحمد همتي، النائب البرلماني الإيراني، وممثل كتلة آميد البرلمانية عن انخفاض قيمة التومان إلى نحو 700%، محذراً من تفاقم الأوضاع على هذه الوتيرة.
وشدد همتي في مقابلة مع وكالة أنباء فارس الإيرانية، على أن استمرار تلك السياسات الحكومية سيصعد قيمة الدولار إلى نحو 3 ملايين تومان للبيع والشراء، خلال الأربعة عقود المقبلة، على حد قوله.