القاهرة -رويترز
يرى باحثون وعلماء دين أن مشروعا أطلقته دار الإفتاء المصرية تحت عنوان (تشريح عقل المتطرف) ويهدف إلى وضع دليل لكيفية ”إعادة تأهيل الإرهابيين“ قد يكون نواة لإطلاق مراجعات فكرية داخل السجون على غرار ما حدث في التسعينيات وساهم في إخماد موجة عنف عاتية.
المشاركون في المشروع لديهم قناعة بأن المواجهة الأمنية وحدها لا تكفي للتصدي للعنف المتصاعد وإنما لا بد أن تمضي جنبا إلى جنب مع المواجهة الفكرية حتى لا تصبح السجون ”مفرخة للإرهابيين“.
ويهدف مشروع دار الإفتاء إلى إعداد دليل استرشادي يوضح ما يصفه بأنماط ”الإرهابيين“ ومراحل نشأتهم وتحولهم إلى العنف والتعرف على الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المصاحبة لذلك.
ولا يقتصر تركيز مشروع (تشريح العقل المتطرف) على تحديد كيفية التعامل مع السجناء فحسب، بل يهدف إلى وضع منظومة متكاملة للتعامل مع المتطرفين بشكل عام والحيلولة دون وقوع آخرين فريسة للتطرف.
وقال إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية في مقابلة مع رويترز بمكتبه في دار الإفتاء ”منتجات المشروع الذي وضعته دار الإفتاء المصرية ستكون مفيدة لجميع الجهات سواء في الداخل أو في الخارج“.
وبدأ تطبيق المشروع فعليا في يوليو تموز من خلال إجراء حوارات فكرية مع السجناء. وقال نجم ”نأمل أن يحدث هذا الأمر سريعا. نأمل أن يحدث حراك في هذه القضية“.
ويشارك في المشروع إلى جانب مسؤولي دار الإفتاء باحثون متخصصون في الحركات الإسلامية وعلماء نفس واجتماع وهو يشمل عقد عدة جلسات للعصف الذهني وورش عمل حسبما ورد في ملخص للمشروع أعدته دار الإفتاء.
وجاء في الملخص أن المشروع يهدف إلى ”إعداد دليل استرشادي يوضح أنماط الإرهابيين ومراحل نشأتهم وتحولهم إلى العمل الإرهابي، ودراسة المؤثرات الداخلية والخارجية الدافعة في هذا الاتجاه، والسياقات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والسياسية المصاحبة لذلك“.
وأضاف أن النتائج ستشمل ”توصيات عملية تتضمن سياسات وإجراءات واضحة للتعامل مع التطرف فكرا وشخوصا وفي كافة مراحل تطوره… وتحديد مؤثرات ومدخلات كل مرحلة من المراحل ومنتوجاتها، وذلك بهدف تحديد سبل مواجهة هذا التحول ووقفه وإعادة تأهيل المقبلين على ممارسة العمل الإرهابي“.
وقال نجم ”نحن كعلماء دين دائما نقول إن المواجهات الأمنية لا تكفي.. لا بد من مواجهات فكرية على مستويين. المستوى الأول هو المستوى العلاجي وهو التعاطي مع هذه الأفكار والرد عليها، والمستوى الثاني مستوى وقائي وهو تحصين الشباب من الوقوع في براثن التطرف“.
وتوقع نجم صدور الدليل الإرشادي بعد ستة أشهر مضيفا أن المشروع سيتضمن عقد مؤتمر دولي في أكتوبر تشرين الأول بهدف الاستفادة من التجارب الدولية في التعامل مع التطرف والمتطرفين.