واشنطن ـ وكالات
انتهت في جامعة هوفسترا بنيويورك، الاثنين ، أول مناظرة بين المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وتحولت أول مناظرة بين المرشحين إلى تراشق كلامي وتبادل للاتهامات.
وأظهر الجانبان تباينا في الرؤى في عدد من القضايا التي تناولت ملفات الازدهار والأمن والنهج الأمريكي.
الضرائب وفرص العمل:
وفي بداية المناظرة، التي كرست مرحلتها الأولى لما سمي بقضية “تحقيق الازدهار”، تعهدت هيلاري كلينتون برفع أجور المواطنين الأمريكيين وخاصة للمرأة في أولى خطواتها في منصب الرئيس.
من جانبه، أكد دونالد ترامب ضرورة وقف تدفق فرص العمل الأمريكية إلى الدول الأجنبية، قائلا: “العمالة تغزو الولايات المتحدة، ويمكنكم أن تروا ما يفعله الصينيون عندنا”.
وشدد ترامب على أن الولايات المتحدة يجب عليها أن توقف سرقة الوظائف منها ومغادرة الشركات الأمريكية إلى خارج البلاد.
ووعد ترامب بتخفيض الضرائب من 35 % إلى 15 % حال فوزه.
وقالت كلينتون إن إدارتها ستعمل على خلق فرص عمل جديدة وستعمل على جعل الأغنياء يدفعون حصتهم من الضرائب، مؤكدة دعم الطبقة المتوسطة في الولايات المتحدة لأنها هي أساس الاقتصاد.
كما قالت المرشحة الديمقراطية إن على الأمريكيين بناء اقتصاد للجميع وليس للأغنياء فقط، متهمة دونالد ترامب بأنه أحد مسببي الأزمة العقارية التي واجهتها الولايات المتحدة، فيما اتهم السياسي الجمهوري الإدارة الديمقراطية الحالية بأن سياساتها أدت إلى تضاعف الدين الأمريكي العام خلال السنوات الـ8 الماضية.
كما أعلن كل من ترامب وكلينتون عدة مرات عن قدراتهما على زيادة فرص العمل في الولايات المتحدة، معتبرا أحدهما الآخر عاجزا عن القيام بذلك.
وأكد ترامب رفضه القاطع لتوقيع اتفاقية التجارة العابرة للأطلسي، فيما أعربت كلينتون عن دعمها لها.
وانتقد ترامب الإدارة الأمريكية الحالية، قائلا إنها أنفقت 6 تريليونات دولار في الشرق الأوسط فيما كان بإمكانها إعادة بناء الولايات المتحدة.
وقالت كلينتون إن ترامب يخفي أموراً، مشيرة إلى أنه يرفض لهذا السبب الإفصاح عن إيراداته الضريبية.
من جانبه، اتهم ترامب مراراً منافسته الديمقراطية بتعمدها حذف عشرات الآلاف من رسائلها الإلكترونية ذات الصلة بمهامها كوزيرة للخارجية الأمريكية.
كما اتهم دونالد ترامب هيلاري كلينتون وكافة المعسكر الديمقراطي بأنهم يبلغون أعداء الولايات المتحدة بجميع مخططاتهم، قائلاً إن هذا هو سبب عجز الولايات المتحدة عن القضاء على “داعش”.
التمييز العنصري في الولايات المتحدة:
وفي بداية المرحلة الثانية، التي أطلق عليها اسم “النهج الأمريكي”، أكدت هيلاري كلينتون ضرورة إحياء الثقة المتبادلة بين المواطنين الأمريكيين وشرطة البلاد.
من جانبه، اعتبر دونالد ترامب أن الأولوية هي لإعادة القانون والنظام إلى الشوارع الأمريكية، معتبرا أن الأمريكيين من أصول إفريقية والناطقين بالإسبانية يعيشون ما وصفه بالجحيم في الولايات المتحدة.
وأشار ترامب في الوقت ذاته إلى أن حوالي 4 آلاف شخص قتلوا جراء حوادث إطلاق النار في شيكاغو فقط منذ تولي أوباما منصب الرئاسة، معلنا أنه لا بد من التصدي للذين يحملون السلاح.
بدورها اعتبرت هيلاري كلينتون أنه يجب أن تجتث الحكومة الأمريكية التمييز العنصري من النظام العدلي الأمريكي.
ودعت كلينتون إلى العمل بكثافة أكبر مع الطوائف الإثنية والدينية في الولايات المتحدة وخاصة الشباب.
وفي رده اتهم ترامب الساسة الديمقراطيين بأنهم أهملوا شؤون الأمريكيين الأفارقة ومجتمعاتهم.
ضمان أمن الولايات المتحدة:
ومع انطلاق المرحلة الثالثة، المكرسة لقضية ضمان أمن الولايات المتحدة، اتهمت كلينتون روسيا بشن هجمات إلكترونية على الكثير من المؤسسات الأمريكية الحكومية.
وقالت كلينتون إنها كانت مصدومة من دعوة ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى زيارة أمريكا.
من جانبه، أشار ترامب إلى غياب أي أدلة تثبت تورط روسيا وغيرها من البلدان في الهجمات الإلكترونية على المؤسسات الأمريكية.
وأكد ترامب أن الولايات المتحدة فقدت خلال فترة رئاسة أوباما السيطرة على الأمور التي كانت تحت السيطرة، معتبرا أن تنظيم “داعش” يضرب الولايات المتحدة في فضائها الإلكتروني.
وتعليقا على قضية “داعش”، قال ترامب: “لو سيطرنا على النفط في الشرق الأوسط لما حصل تنامي لقوة “داعش”، الذي يستخدم النفط كأهم مصدر لتمويله”.
القدرة النووية الروسية أقوى من الأميركية:
وقال ترامب إن ترسانة روسيا النووية أحدث من الأمريكية، وقدرات الولايات المتحدة أصبحت قديمة.
وأضاف مجيبا على سؤال حول موقفه من الأسلحة النووية : ” روسيا توسع قدراتها، لديهم إمكانيات أحدث بكثير، مما لدينا، نحن لا نجدد”.
ووصف ترامب، “التهديد النووي بأنه أكبر تهديد”، وعلى الرغم من أنه سيكون من المثالي التخلص منه، لكنه، في حال أصبح رئيسا للبلاد، لن يفعل ذلك أولا.
وأشار ترامب إلى، أنه :” إذا تم استخدام السلاح النووي، إنها النهاية، ولكن في الوقت نفسه، يجب علينا أن نكون مستعدين وينبغي عدم رفع أي شيء من على الطاولة “.
ترامب: الصفقة مع إيران خطأ
وفي شأن العلاقات مع إيران، اعتبر ترامب أن الصفقة مع طهران كانت خطأ لأن البلد كان يختنق بالعقوبات.
كما أكد ترامب أن “داعش” خلق بسبب الفراغ الذي أوجدته إدارة أوباما، مشدداً على أنه كان ضد شن الولايات المتحدة لحربها في العراق.
وأشار ترامب إلى أن “كلينتون هي من روجت لهذه الكذبة” حول دعم ترامب لغزو العراق.
من جانبها، أعلنت كلينتون أن الخطوات السياسية لإدارة الديمقراطيين هي ما جعل إيران تقدم تنازلات في ملفها النووي، وليس القوة العسكرية.
وفي سياق آخر، قال ترامب إن الولايات المتحدة لا تستطيع الدفاع عن بعض البلدان ما لم تدفع بالمقابل، وأشار ترامب أيضا إلى أن روسيا تقوم بتحديث مقدراتها العسكرية أسرع من الولايات المتحدة.
بدورها، قالت هيلاري كلينتون إن ترامب ليس لديه أي خطة لمحاربة “داعش” أو حل قضية إيران، فيما اعترف ترامب بأن كلينتون لديها خبرة كبيرة في مجال السياسية الدولية، لكنه أشار إلى أن هذه الخبرة “سلبية جدا”.
استطلاعات الرأي تعلن الفائز بالمناظرة الأولى:
اعتبرت استطلاعات الرأي التي أجرتها وسائل إعلام أمريكية بالإضافة إلى تحليلات لأول مناظرة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون الفائزة في هذه المواجهة على منافسها دونالد ترامب.
وأفاد استطلاع رأي أجرته شبكة سي إن إن مع منظمة “أو أر سي” على مشاهدي المناظرة، أن كلينتون فازت بالمناظرة الأولى، بنسبة 62 في المئة مقابل 27 في المئة لمنافسها ترامب.
كما أظهر استطلاع أجرته سي إن إن على مجموعة من 20 شخصا ممن لم يتخذوا قراراً محدداً بشأن أي من المرشحين أن 18 في المئة أعتقدوا أن كلينتون فازت في المناظرة.
استطلاع آخر أجراه مركز بابليك بوليسي بولينغ، بتقدم هيلاري بنسبة 51 في المئة بينما أعتقد 40 في المئة بأن ترامب هو الفائز في المناظرة.
كما أعتقد غالببية المشاركين في استطلاع أجراه الجمهوري فرانك لونتز، اعتقدوا أن كلينتون فازت بالمناظرة.
انفعالات:
ومن ناحية تحليل انفعالات الجانبين، قالت صحيفة واشنطن بوست إن ترامب لم يكن مستعدا جيدا للمناظرة وأنه لم يستطع التحكم في انفعالاته والتي باتت واضحة للجمهور عبر تقسيم الشاشة بين المرشحين ليظهر كل منهما انفعالاته وملامحه خلال استماعه لهجمات الطرف الآخر.
وقال محرر الصحيفة كريس سليتزا إن انفعالات ترامب لم تكن “رئاسية”، على هذا النحو.
وذكرت الصحيفة أن هيلاري لم تكن مثالية الأداء، لكنها تفوقت على ترامب خاصة فيما يتعلق بالاستعانة بالحقائق، وكانت قوية جداً في هجومها على ترامب في مسألة الضرائب وعدم إظهاره تقاريره الضريبية حتى الآن.
وخلصت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن أياً من الطرفين لم يخسر قاعدته من المؤيدين بسبب أدائه لكنها أوضحت أن المترددين لم يحسموا أمرهم بعد.
وقال آري فليشر، السكرتير الصحفي للرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، وهو أحد مؤيدي ترامب إن “مقاطعة ترامب للحوار وانفعالاته ربما لم تخدمه جيدا”.
لكنه رأى أن داعمي المعسكرين مازالوا على موقفهم بينما لم تضف المناظرة شيئا للمترددين.
وأدلت بعض الشخصيات بآرائها بعد المناظرة، وكان لافتا رد الفعل الذي أبداه الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، حيث عبر عن إحباطه من ذكر ترامب أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تصبح شرطي العالم.
وقال:” نعم تستطيع ويجب عليك ذلك.. اقرأ كتابي”.
من جانبه، قال الحاكم السابق لمدينة نيويورك رودولف جولياني أحد أبرز المرشحين للرئاسة الأميركية لانتخابات عام 2008 عن الحزب الجمهوري، إن “ترامب سيستعد بشكل أفضل للمناظرة المقبلة”، في تلميح إلى أنه لم يكن على مستوى التوقعات.
وبالنسبة لحملتي المرشحين، فقد أعلنت كل منهما أن مرشحها هو الأفضل في المناظرة وأنه الأقرب للبيت الأبيض.
رود أفعال:
بدأت ردود الأفعال على المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون، تتوالى، عقب انتهاء المواجهة التي شهدت تراشقا حادا بين الجانبين، وبالرغم من أن المناظرة تستهدف في الأساس المترددين الذين لم يحسموا أمرهم بعد تجاه أي من المرشحين، فإن كثيرا من التعليقات أشارت إلى أن المناظرة لم تضف جديدا لدى المتابعين.
فقد تناولت المناظزة ذات الموضوعات التي أثيرت خلال الحملة الانتخابية وذات الانتقادات والردود من كلا المرشحين، بحسب كثيرين.
وعلق كولن رايت على موقع صحيفة وول ستريت جورنال أنه لم يعجب بأي من المرشحين، وذكر أنه إذا كان مضيف المناظرة قد أشار إلى أن على أحدهما أن يخسر السباق، فإن الذي يحبطني أن أحدهم سيفوز.
وذكرت محطة “سي بي إس” نيوز أنه لدى استطلاع رأي عدد من المترددين، فإنها لم تلحظ تغييرا كبيرا.
ونقلت عن أحد المشاركين قوله إنه لم يجد تنافسية أو سجلا حافلا بالإنجازات لدى كلا المرشحين. وذكر أن المناظرة لم تغير من رأيه.
لكن أيضا بعض المترددين اتخذوا مواقف مبدئية بعد المناظرة، بحسب المحطة، حيث قال 16 شخصا أنهم يميلون إلى كلينتون، بينما أبدى 5 أشخاص ميلا إلى ترامب.
كلينتون تهاجم ترامب بـ(النساء):
تبادل المرشحان للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب الهجمات بشكل شخصي في ختام أول مناظرة لهما، بدأها ترامب باعتباره كلينتون لا تملك اللياقة البدنية للقيام بدور الرئيس، فيما هاجمته هي معتمدة على تصريحات “مهينة” قالها بشأن نساء أميركا عموما وملكات الجمال على وجه الخصوص.
وقال ترامب في ختام المناظرة إن كلينتون لا تملك القدرة على التحمل لتكون رئيسة. وقال “لا تملك المظهر .. لا تملك القدرة على التحمل.”
وردت كلينتون بالإشارة إلى سجلها في العمل العام قائلة “ما إن يسافر إلى 112 بلدا ويتفاوض على اتفاق سلام ووقف لإطلاق النار وإطلاق سراح معارضين … أو حتى يمضى 11 ساعة في الشهادة أمام لجنة بالكونغرس.. يمكنه حينها أن يتحدث معي عن القدرة على التحمل.”
وهاجمت كلينتون منافسها فيما يتعلق بتعليقات قالت إنه أدلى بها حيال النساء، وقالت إن ترامب وصف النساء في أميركا بأنهن “خنازير وكلاب”.
كما ذكرت أنه وصف إحدى ملكات الجمال، بأنها “ملكة التنظيف المنزلي”.
واتهم كل منهما الآخر بالتشويه والافتراء وحثا المشاهدين على مطالعة مواقعهما الإلكترونية لتحري الحقائق.