عدن ــ وكالات
شنت قوات الجيش الوطني اليمني هجمات نوعية على مواقع ميليشيات الحوثي في مركز مديرية باقم بمحافظة صعدة، موقعة عشرات القتلى والجرحى في صفوف الانقلابين .
وأكد قائد ألوية محور آزال في باقم، العميد ياسر الحارثي، أن الجيش اليمني وبدعم وإسناد جوي من مقاتلات التحالف، سيطر خلال المواجهات على سلاسل جبال الأسود وجبال غرة والسلاسل الجبلية لجبال المصانع الصغرى والكبرى وقرية محديدة.
كما تمكن من تحرير مسافات واسعة بامتداد 4 كيلومترات في باقم، فيما لايزال التقدم مستمراً وصولاً إلى الخط الدولي الرابط بين باقم ومنفذ علب الدولي.
واسفرت المواجهات عن مصرع أكثر من 25 حوثياً، بينهم قيادات ميدانية وجرح وأسر العديد من عناصر الميليشيات المدعومة من إيران، بينما لا تزال هناك مجموعات محاصرة من ميليشيات الحوثي في بعض المواقع بمركز باقم بعد قطع خطوط الإمداد عنها من قبل الجيش الوطني.
يأتي ذلك فيما لاذت عناصر أخرى من الميليشيات الانقلابية بالفرار، تاركين وراءهم غنائم من بينها قناصات عيار 50 ومدافع هاون وبي 10 و3 عربات محملة بالذخائر وقذائف آر بي جي وصواريخ حرارية ودراجات نارية وأجهزة اتصالات لاسلكية
وكشف الناطق الإعلامي لمحور آزال، المقدم فايز أبوحمزة، أن بين قتلى الحوثيين في المواجهات الأخيرة مجموعة من القادة الميدانيين، أبرزهم محمد أحمد الإدريسي ومحمد محمد المعمري.
وتكبدت الميليشيات الموالية لإيران “خسائر كبيرة” في مواقع عدة على جبهة باقم، في حين باتت محاصرة في مواقع أخرى إثر قطع خطوط الإمداد عنها من قبل قوات الجيش الوطني.
وتعمل الفرق المختصة في الجيش الوطني على “تمشيط الطرقات والمزارع من الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي لإعاقة التقدم”، إثر تقهقرها أمام هجمات القوات الشرعية.
فيما تضيق الدائرة على مليشيا الحوثي الانقلابية وتتضاءل فرص البقاء أمامهم أكثر فأكثر، مع اتساع رقعة الخصوم، التي باتت تشمل جميع اليمنيين بما في ذلك ذوو القربى وحلفاء البارحة، ما ينذر بسقوطها الوشيك والمدوي، وفقا لتأكيدات المراقبين.
وعلى غرار داعمها الإيراني، لا تتوانى المليشيا الحوثية في استخدام القوة المفرطة مع خصومها من قتل وحشي وتفجير للمنازل، متكئة على مخزون هائل من الأسلحة التي نهبتها من مخازن الجيش اليمني عقب انقلابها على السلطة 2014، بالإضافة إلى ما يصل إليها من الأسلحة الإيرانية المهربة .
ومنذ الأحد الماضي، تشهد محافظة صعدة، شمالي اليمن، اشتباكات عنيفة بين المليشيا الحوثية ومسلحين موالين للمرجعية الزيدية محمد عبدالعظيم الحوثي، الذي تربطه علاقة قرابة بزعيم المليشيا الانقلابية .
ونقلت وسائل اعلام يمينة عن مصدر قبلي قوله أن الاشتباكات المتصاعدة لليوم الرابع على التوالي في مديرية مجز بصعدة، جاءت بعدما قامت المليشيات بتفجير منازل تابعة لآل حميدان وآل القمادي الموالين للعلامة محمد عبدالعظيم بموجب توجيهات مباشرة من عبدالملك الحوثي زعيم المليشيا .
وبحسب المصدر، فقد استمرت المواجهات لساعات طويلة، سقط خلالها أكثر من 40 قتيلا وجريحا من الجانبين، بعد فشل وساطات دينية وقبلية في احتواء الخلاف، وفي ظل أنباء متواترة عن حدوث انقسامات وخلافات حادة بين مراكز النفوذ داخل المليشيات ذاتها.
وسبق أن دعا المرجعية الزيدي محمد عبدالعظيم، وهو ابن عم زعيم الحوثيين، للجهاد ضد عبدالملك الحوثي وجماعته، الذين نعتهم بالفساق والفجرة، واصفا إياهم بـ”أوغاد” يستبيحون دماء اليمنيين لمجرد الخصومة والاختلاف مع معتقدهم الرافضي الذي تم استيراده من إيران، حد قوله.
وفي تسجيل مرئي تم تداوله مؤخرا، قال الداعية الزيدي: إن الحوثيين ينتهجون سياسة الانفراد بكل قبيلة على حدة لكي يبيدوها، وقد أضروا بالمساجد والمدارس وضربوا الأئمة، ولم يسلم من ظلمهم وجبروتهم أي يمني.
وأشار محمد عبدالعظيم إلى أن الحوثيين جماعة متجبرة، لديها أسلحة فتاكة ومال وجهاز إعلامي لمحاولة التعتيم على أي صوت يرتفع ضدها من أصوات المظلومين.
وليست هذه المرة الأولى التي تفتك فيها المليشيا الحوثية بمقربين منها ومن قاداتها، حيث سجلت في العقدين الماضيين أحداثا عدة تؤكد أنها جماعة غادرة لا تلتزم بتعهداتها وتحالفاتها، كما يشير ناشطون ومحللون يمنيون.
وبحسب الإعلامي اليمني صلاح صالح، فإن الحوثيين ليسوا أكثر من مليشيا كهنوتية تستقوي بالسلاح على اليمنيين -الخصوم منهم والحلفاء- لتركيعهم وإذلالهم؛ طمعا في التهام اليمن لخدمة المشروع الإيراني في المنطقة .
وأضاف صالح، أن المليشيا لم تنجح منذ ظهورها سوى في خلق أعداء وهميين ومضاعفة أعداد خصومها فقط؛ من أجل التنكيل بهم والاستمرار في حروبهم العبثية، كما حدث مع حليفها السابق علي عبدالله صالح الذي قامت بتصفيته نهاية العام الماضي .