متابعات

بين الماضي والحاضر .. عهود وعصور شاهدة على معجزات التنمية الحديثة

جدة – تقرير عبدالهادي المالكي

حققت المملكة نقلة فريدة من نوعها في التطور الحضاري منذ تأسيسها حتى يوما الحاضر وذلك في شتى المجالات من اجل راحة ورفاهية المواطن السعودي.

وتعدّ المملكة العربية السعوديّة أكبر الدول في الشرق الأوسط من حيث المساحة، إذ تقدّر مساحتها بمليوني كيلو متر تقريباً. ورغم هذه المساحة القارة نجحت على مدى عهود الخير من التأسيس وإلى هذا العهد الزاهر في رسم معالم التحديث والتطور الحضاري في كافة مجالات التنمية . وبين الماضي والحاضر ، وعهود وأزمنة من الخير ، يتجلى حجم الانجاز في القفزة التنموية الحضارية للوطن والمواطن.

• المطارات
نظرا لاتساع مساحتها وترامي أطرافها تمتلك المملكة على أراضيها شبكة واسعة من المطارات، خمسة منها مطارات دولية حيوية، أمّا البقيّة فتتوزّع ما بين مطارات إقليمية، ومحلية، ومطارات شركة أرامكو العالمية، بالإضافة للمطارات الداخليّة التي تربط بين المحافظات الإدارية الثلاثة عشر في المملكة.وقد كان اول مطار دولي انشئ هو مطار جدة في عهد الملك عبدالعزيز وكان يطلق علية مطار عباس بن فرناس تم إنشاءه في عام 1939م وتوقف عن العمل عام 1981م بعد ان تم تشغلي مطار الملك عبدالعزيز ان ذاك. وفي عام 2011 م وضع نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله -حجر الأساس لمشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد الذي صمم المخطط العام على أن يتمّ تنفيذ التطوير على ثلاثة مراحل حتى عام 2035 م، حيث تصل الطاقة الاستيعابية الكاملة للمطار الجديد إلى القدرة على خدمة (80) مليون مسافر سنوياً.

• السكك الحديدية
انطلقت فكرة إنشاء سكة الحديد بالمملكة في منتصف الستينات الهجرية (الأربعينات الميلادية)، عندما برزت الحاجة إلى إنشاء ميناء تجاري على ساحل الخليج لنقل البضائع المستوردة عن طريقه إلى مستودعات شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو). اشتملت الفكرة التي تقدمت بها شركة أرامكو لإنشاء خط للسكة الحديد من الدمام إلى الرياض على إنشاء ميناء تجاري كبير يمكنه استقبال السفن الضخمة التي تنقل مستلزمات أعمال صناعة النفط ومعداتها، فضلاً عما سيكون لهذا الميناء من فوائد جمة للاقتصاد الوطني.

وعندما عرض الأمر على الملك عبد العزيز آل سعود، يرحمه الله، أمر جلالته بتنفيذ المشروع كاملا ليصل إلى العاصمة الرياض. وتم بالفعل البدء في تنفـيذ المشروع 21 أكتوبر 1947، وفي 30 أكتوبر 1951 أقيم احتفال رسمي بافتـتـاح الخط في الرياض بحضور الملك عبد العزيز.

2006م كانت البداية مع تأسيس صندوق الاستثمارات العامة للشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)، وذلك بهدف تنفيذ مشروع خط حديدي يربط كلاً من شمال المملكة بكل من شرقة ووسطه بالإضافة إلى تشغيله وإدارته بالكفاءة اللازمة ووَفْق معايير التشغيل الاقتصادية وبحسب المقاييس العالمية في الأداء والسلامة.

وخلال نحو ثلاثة شهور سيتم تشغيل قطار الحرمين بيم مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورا برابغ ، وستنقل خطوطه ملايين الركاب سنويا.

• الصحة
في عام 1925 (1343هـ)، كانت بداية الاهتمام بالوقاية والصحة، وذلك بعدما اصدر الملك عبد العزيز آل سعود مرسوم ملكي بإنشاء مصلحة الصحة العامة عام ومقرها مكة المكرمة، على أن تكون لها فروع أخرى في شتى المناطق. وبعد فترة وجيزة وتحديدًا في عام1925 (1344هـ) أنشئت مديرية الصحة العامة والإسعاف؛ بهدف الاهتمام بشؤون الصحة والبيئة، والعمل على إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية في جميع أنحاء المملكة، وواكب ذلك إصدار اللوائح التنظيمية؛ لضمان ممارسة مهنة الطب والصيدلة، وفق عدد من الضوابط والمعايير التي أسهمت في تحسين قطاع الصحة وتطويره في المملكة.[2] وبحلول عام 1926 تم افتتاح أول مدرسة للتمريض وتلاها افتتاح مدرسة للصحة والطوارئ في عام 1927.

وقبل نهاية عقد الثمانينات من القرن العشرين، كان هناك 253 مستشفى، بسعة 38،955 سرير ، و 1،640 مركز رعاية صحية أولية. نسبة الوظائف التي يشغلها المواطنين السعوديين في قطاع الصحة منخفضة جدا. ويمثل المواطنين السعوديين 13٪ من الأطباء (22633 الأطباء)، و 11.2 ٪ في التمريض (45،840 الممرضات) و 38٪ من الفنيين الصحيين (25192 الفنيين الصحيين). وفي عام 1993، كان إجمالي عدد المستشفيات 281، بسعة 41789 سرير، و 1،707 مركز رعاية صحية أولية.

وارتفعت نسبة الوظائف التي يشغلها مواطنون سعوديون إلى 22.7٪ للأطباء و24.5٪ لطاقم التمريض و 41.8٪ للفنيين الصحيين.
الان تبلغ عدد الأسرة التابعة لوزارة الصحة نحو 73 ألفا و678 سريرا، وفي القطاعات الحكومية الأخرى يتوقع أن يصبح لديها نحو 26 ألف سرير، وفي القطاع الخاص سيرتفع عدد الأسرة فيها إلى 20 ألف سرير ليصبح متوسط مختلف القطاعات الصحية في المملكة نحو 119 ألفا و678 سريرا. ومع هذه الزيادات سترتفع النسبة إلى 3.4 سرير لكل ألف من السكان، وهي نسبة معقولة حسب المعدل الأوروبي للأسرة مقارنة بعدد السكان.

• تطور النقل
بدأت المملكة العربية السعودية العديد من مشاريع تطوير البنية التحتية منذ فترة، ومن ضمن ذلك تطوير وعمل شبكة واسعة من الطرق والعمل على تنوع وسائل النقل لدعم التطورات الاقتصادية المختلفة.

ونتيجة لذلك فإن البلاد تمتلك الآن شبكة نقل واسعة النطاق.وتعمل وزارة النقل على دراسة وتصميم وتنفيذ أعمال الطرق وصيانتها بكفاءة، كما تشارك الوزارة في تنسيق اعمال منظومة النقل حيث تلعب دور الجهة المشرعة لجميع أعمال التخطيط والتنفيذ اليومية لخدمات النقل البري والبحري والجوي داخل المملكة، وتحرص على ربط المملكة بالعالم كمركز لوجستي دولي كحلقة وصل للقارات الثلاث، ضمن أطر ومنهجية واضحة رسمت معالمها رؤية المملكة 2030، مما سوف يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والقدرة التنافسية للمملكة على المستوى الدولي.

• تطوير المدن
نتيجة للنمو الحضري في المملكة، فقد شهد التحضر في المملكة (أي نسبة السكان في المدن) ارتفاعاً مضطرداً خلال الفترة الماضية مع تفاوت واضح في نسب التحضر في المناطق الإدارية. وهذا يعني أن (81%) من السكان في المملكة يعيشون في المدن. وقد حققت منطقة الرياض أعلى مستويات التحضر في المملكة يليها المنطقة الشرقية وبعدها منطقة مكة ويعيش وفي مدينتي الرياض وجدة – معاً – نحو (30%) من إجمالي سكان المملكة.

• التعليم
وفي ميدان التعليم توسعت الدولة في فتح المدارس وبدأ الاهتمام بالتعليم الجامعي، وقد تمّ التعاقد مع مدرسين من مختلف أقطار العالم العربي لدعم النهضة التعليمية في المملكة.

اما أول مدرسة ثانوية أنشئت في عهد الدولة السعودية الحالية فكانت ممثلة في المعهد العلمي السعودي الذي افتتح في مكة المكرمة عام 1345 هـ(1926) ومدة الدراسة فيه أربع سنوات لأعداد معلمي المرحلة الابتدائية ، ثم زيدت الدراسة فيه إلى خمس سنوات عام 1366 هـ وكان الطالب الناجح من السنة الثالثة يمنح شهادة تسمى (شهادة القسم التجهيزي) أما بعد اجتياز السنة الخامسة فيمنح شهادة قسم المعلمين الثانوي

وبلغت الميزانية في عام 1972م 711,377,892 ريال، حيث كان يُصرف على الطالب الواحد أكثر من 2150 ريال في العام، وبلغ عدد الطلاب مدارس وزارة المعارف في وقتها 432,864 طالباً. وكانت وزارة التربية والتعليم حتى تاريخ 9 ربيع ثاني 1436هـ، هي الوزارة المسؤولة عن التعليم العام في المملكة العربية السعودية، تأسست عام 1373 هـ، ويمثلها وزير التربية والتعليم خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود ، ويعد سموه آخر وزير لهذه الوزارة قبل دمجها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *