جدة- المحرر الثقافي ..
صدر عن دار الأدهم ديوان “قبل هروب انجلينا جولي” للشاعرة المصرية “بهية طلب”، لوحة الغلاف للفنانة “عزة مصطفى”.
يستعرض الديوان تجربة ذاتية للشاعرة، مع مرض” السرطان” مستحضرة تجربة الجميلة انجلينا جولي.
حيث قالت ” بهية ” الديوان عبارة عن مقاطع شعرية كتبت خلال فترة المرض، حيث عانت الشاعرة من مرض السرطان، مؤكدة أنها لم تكتب طوال مشوارها الإبداعي بهذا الانتظام الذي تكتب به الآن خلال مرضها.
جدير بالذكر ان ” بهية طلب” ولدت بمحافظة الدقهلية عام 1966 في سبتمبر بقرية “نبروه” مركز”طلخا”، وحصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية من جامعة المنصورة عام 1989.
ثم عملت عام 1991 بالهيئة العامة لقصور الثقافة ” اخصائية ثقافية “، ثم حصلت على دبلوم المعهد العالي للدراسات الشعبية بأكاديمية الفنون والتحقت بالعمل في مشروع أطلس الفولكلور المصري بالقاهرة عام1995، وعملت ايضا كباحثة وشاركت في كتاب أطلس الخبز، أطلس الآلات الشعبية، أطلس الفخار وشاركت في العديد من الأبحاث العلمية التي قام بها الأطلس منذ عملها به حتى الآن.
صدر لـ “بهية” العديد من الدواوين الشعرية منها ديوان “اعترافات عاشقة قروية” و”العشق تميمة جنوبية” و”تفاصيل ضد.. تفاصيل” و”أيام للموتى” و”تاريخ النعامة” و”عدسات لاصقة لعبور نهر”.
ويقول عنها الكاتب والشاعر السعودي عبدالمحسن يوسف :أدارتْ رأسي الشاعرة المدهشة / بهية طلب ، فيما كنت أتنزه في حدائق أو حرائق ديوانها الرائع ” قبل هروب أنجلينا جولي ” ..هذه ” امرأة تجمع الزهور والإثم / وترسم صورة رجل غريب على أطراف أصابعها ” ، وتدعونا إلى وليمتها الفخمة من الشعر المغاير للسائد والمتفق عليه ، فيما تهمس لحبيبها بلغة ٍ مغسولة ٍ بالندى والورد : ” حين أفتقد عينيك ، أجدني عارية ً ” ، وتضيف هامسةً كقنديل ٍ باغته السهر : ” حين أعدد أشيائي التي أحبها أمامه / يطلب أن أضيفه إليها / كم أنت بريء يا حبيبي / ألم تلاحظ أنها تشبه صوت أنفاسك ؟ ” / ..وتمعن في عتاب ٍ يقطرُ كما تقطرُ سحابةٌ على زجاج القلب ، هكذا : ” لست فعلاً بهذه القسوة ! / أنا فقط أطلقتك للسماء / فلِمَ ملأتَ سراديبَ السحب بنسائك ليهطلن فوقي ؟ ” …ولم تتردد في وصف ذلك الحبيب الذي ابتكر لقلبها العذابات بأنه ” كالطغاة ِ ، حين يكون متفرغًا ، يحرق المدن ” ..ولا تكف عن ترتيل ضوئها الذي يتقاطر من أجنحة اللغة عذبًا صافيًا : ” أطراف شَعْري أوفى من المدن التي تلتقط صورك بحاناتها ” ..أو : ” خائفةٌ ، كيف سأجتاز حزنك ، وليس لديّ بستانٌ واحدٌ من الضحك ” ؟ ..إنها امرأة تتوق إلى الضحك ، ولهذا تسعى دائمًا إلى إطلاق ” ضحكات يرتبك لها البحر ” ..وإلى إطلاق ِ بوح ٍ عذبٍ كالعناقيد يرأفُ بالقلب ويمضي إلى تقليل وحشته الطاغية ، كهذا البوح المبلل بالرقة والفتنة : ” نعم ، العصافير لا تقف على شجرة واحدة / لكني أبحث عن عمر ٍ يكفي لأتابع عينيك وأنت تشرب القهوة وتبتسم لي ” ..
نعم ، أدارت رأسي هذه الشاعرة التي ” ترتب ظلها كي يتبعها ” ، هذه التي تجلو ” صدأ قلبها بالملح ” ، هذه التي تدرك عذابات ” أنجلينا جولي ” مع السرطان ، فتتحسس صدرها حيث ” السرطان طفل نائم ، حين يصحو يبدو الموت معجزةً نرجو أن تلحق بنا ” .. نعم ، ويدركنا جمال البوح وزرقة الألم حين نصغي إليها تقولُ مضيئةً : ” أنت ِ استطعت ِ الهروب وحدك / وأنا اشتعلتُ بالألم / لا بكاء . ليس لديوان شعر ٍ أن يبكي.. ” …هنا توقفتُ طويلاً …وبكيت .
* الديوان موجود في معرض الكتاب المقام في القاهرة هذه الأيام ..جناح دار الأدهم.