الأخيرة الأرشيف

بنوكنا واتصالاتنا .. حشف وسوء كيل!!

بخيت طالع الزهراني

1
في يوم الوطن .. كان الناس ينتظرون جديد ومفاجآت كل الشركات الكبرى عندنا، تلك التي تأكل بـ (الكريك) وتعطي بـ (الملعقة) ولعل من بينها شركات الاتصالات الثلاث التي بلغت ارباحها ارقاما قياسية وكذلك البنوك المحلية التي وصلت ارباح مدخلاتها رقما فلكلياً في ظل ما وفرته الحكومة لها من مناخ استثماري آمن بل لعله الاكثر امناً في العالم قاطبة.

2
بنوكنا وشركات اتصالاتنا يصدق في حقها القول الدارج (أحشفاً – وسوء كيل) .. فهي من ناحية لا تقدم تلك الخدمات المبهرة لعملائها فالبنوك مثلا يظل احدنا بالساعات حتى ينجز معاملتعه (هذا إذا لم يكن – السيستم – عطلاناً) بل وتصل الطوابير الى فوهات ابوابها فيما عدد كبير من العملاء لديه اموال (رواتب) فيها لا يأخذ عليها عمولة بينما البنوك تفيد منها .. ثم بعد ذلك تجد هذه البنوك مثل (المنشار) .. ولا نرى لها أثراً واضحاً فيما يعرف عالمياً بـ (المسؤولية الاجتماعية).

3
وكذلك الحال لدى شركات الاتصالات الثلاث التي لم تصل بخدماتها الى مستوى طموحنا، في بلد تتسارع فيه وتيرة التنمية بشكل مطرد الى اعلى ، فيما لازال امام هذه الشركات شوط كبير من العمل لتصل الى مستوى رضا عملائها ولك ان تزور مكتبا من مكاتبها لترى الازمات وقلة عدد الموظفين وطول فترة الانتظار حتى تنتهي من معاملتك في مكاتب بالقطارة موزعة على اجزاء معينة من هذه المدينة او تلك ، اما ان سألت عن جودة الخدمة وارتفاع اسعار المكالمات والانترنت، فلك ان تعود الى ما قرره مجلس الشورى في احدى جلساته قبل اقل من شهرين (نشرت ذلك الصحف) لترى حجم المبالغة في اسعار الاتصالات عندنا مقارنة بمن حولنا في الاقليم الذي نعيش فيه.

4
اين المدارس التي اقامتها شركات الاتصالات والبنوك ، اين المستشفيات، اين دعم الكتاب، اين دعم مساكن الفقراء ، اين رعاية المعوقين واطفال التوحد، والامراض المستعصية؟ .. هل يمكن ان تجيبنا بنوكنا وشركات اتصالاتنا بأرقام تبرعات نقول انها وصلت حد طموح المواطن واوفت بالتزام المسؤولية التي صارت عقيدة لدى الغرب المتحضر.
5
لا نريد حقيقة ان نرى الشركات الكبرى في بلادنا وهي قريبة من تمثل دور (الابن العاق) تجاه الوطن والمواطن .. فيما ارباحها وصلت في آخر احصائية الى ما يزيد على 39 مليار ريال بما يعادل ميزانية سبع دول افريقية، هذه الارقام الهائلة من الارباح لابد ان يكون للمسؤولية الاجتماعية تجاه الوطن والمواطن ما يستحقه منها ان على مستوى التبرعات المباشرة او على سبيل التسهيلات وتخفيف شروط وعقبات القروض وغيرها.
6
هل نجد صحوة من هذه المؤسسات الاقتصادية العملاقة ولماذا لا تكون مناسبة اليوم الوطني فرصة لها لفتح صفحة من اعادة الثقة بها، وانها منا ونحن منها.. وان (قلبها علينا) بصدق وحق، لقاء ما حصلت وتحصل عليه من تسهيلات في بلد الامن والامان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *